لا تعاند من إذا قال فعل - Dont fight the man who does what he says

من السلوكيات الخاطئة التي قد يتبعها الإنسان هو أسلوب العناد، الذي يؤدي إلى العمل السلبي؛ بما معناه عدم معاندة أصحاب الإسلوب السيء في أقوالهم ولا في أفعالهم، لأن هذا العناد يولد فعل الأخطاء والكوارث من أجل تنفيذ التحدي وتحقيق العناد.

مضمون مثل “لا تعاند من إذا قال فعل”:

يرى البعض قديماً أن الدين كان يدعوا الشعب إلى الاستسلام والخضوع للحكام الطاغيين، فقد كانوا يحرفون بالدين على حسب أهوائهم وغاياتهم، أما الدين الذي جاء به الأنبياء فهو دين يدعوا للثورة باعتقادهم، فهم يطبقون الحق بأقوالهم وليس بأفعالهم.

فالتنازع على الحكم هو من طبع البشر وصفة أساسية فيهم، حتى وإن تعاونوا مع بعضهم البعض فإنهم يتعاونوا ليكونوا أقدر على النزاع ضد بعضهم البعض، ويكون النزاع بين رأيين مختلفين.

كما أن الإنسان في الغالب يبحث عن قَدرة في عيون المجتمع؛ فإن كان المجتمع يقدر المتدينون فسيكثر رجال الدين، وإن كان المجتمع يقدر اللصوص. وكثيراً ما كانت تؤخذ الحكمة من الأمثال ويتغنى بها الشعراء في شعرهم، حيث كان العرب قديما يتعلقون بالحذلقات اللغوية في الشعر.

قصة مثل “لا تعاند من إذا قال فعل”:

كانت هناك في مدينة البصرة في دولة العراق بومة كانت تعيش هناك، وكان هناك بومة أخرى تعيش في الكوفة، قامت بومة البصرة بخطبة بنت بومة الكوفة لإبنها، فطلبت بومة الكوفة مائة ضيعة خربة مهراً لابنتها، فردت عليها بومة البصرة بأنها لا تستطيع تقديم هذا المهر؛ لأنه كبير جداً ولكن أكملت قائلة إذا بقي حكم الوالي للسنة القادمة فإنني سوف أقوم بتقديم ما تطلبينه من مهر؛ وذلك بالرمز للحكم الظالم والطاغي للوالي الذي كان يستعبد الناس ويقوم بتشغيلهم بالعمل الكادح مقابل أجور باهظة.

قائل مثل ” لا تعاند من إذا قال فعل”:

هذا المثل تناوله الناظم الشيخ القاضي النحوي الفقيه المؤرخ زين الدين أبو حفص عمر بن مظفر بن عمر البكري، نسبة لأبو بكر الصديق رضي الله عنه، المشهور بابن الوردي، وهو من شعراء القرن الثامن هجري، ولد في مدينة المعرة غرب مدينة حلب بالشام في زمن المماليك عام 689هجري، وخالف الزلركلي فقال: أنه ولِد عام 691 هجري.

فقد وظف هذا المثل في لامية له من أشهر لامياته، فكانت تتضمن نصائح اجتماعية وشرعية وسياسية وأخلاقية، تحدث فيها عن السلطان المتغول، إذ يجب تجنبه بطشه والحذر منه وعدم معاندته في أفعاله وأقواله.