لا تعد زلات رفيقك - Do not count your buddy slips

اقرأ في هذا المقال


الرفقة بين الأشخاص هي عبارة عن علاقة تعتمد على أساس صدق الشعور المتبادل، بحيث يحب كل شخص الخير لرفيقه كما يحبه لنفسه تماماً، كما شبهت بترابط الأخوة نوعاً ما لتعطي طعم لحياة الأشخاص، حيث يماشي الرفيق رفيقه في كافة دروب الحياة، مما يجعل كل منهما للآخر كمستودع الأسرار ومحافظاً على العهد الذي بينهم، وبالإضافة إلى أنهم يتحملون تعب الحياة سوياً كتفاً على كتف، ويعمل كل منهما للآخر كدليل على الخير وابتعاداً عن الأمور السيئة التي يوجد فيها الشر، فكثير ما نرى الرفقة يسيران سوياً في دروب الحياة مستأنسين لا يشعرون بأي قسوة قد تواجههم بمجرد وجودهم مع بعض.

مضمون مثل ” لا تعّد زلات رفيقك”:

تناول المثل موضوع الرفقة، فهي من أكثر العلاقات المشهورة عالمياً، حيث من المؤكد أنه قد تحدث أخطاء أو زلات بين الرفقة والأصدقاء، لكن من المؤسف أن يقوم الشخص بتعداد الزلات التي من الممكن أن تصدر من رفيقه؛ لأنه من المعروف في أسلوب الرفقة، أنه لا يتمنى أي أحد منهم الأذى أو الشر إلى الآخر، ولكن في حال وأخطأ أحدهم تجاه الآخر، فهذا لا ينبغي على الشخص الآخر أن يقوم بعتابه؛ لأن ذلك سيؤدي إلى الجفا والبعد بينهم، فالخطأ لن يكون مقصود، وهذا ما أدى إلى قول المثل المشهور (لا تعد زلات رفيقك).

ضُرب المثل من أجل أن يقوم الشخص بقطع دابر المزح الثقيل الذي يؤدي إلى الزلات بين الرفاق، وهو من الأمور غير المرغوب فيها عند العديد من الأشخاص؛ ويعود السبب في ذلك إلى تعكير صفو العلاقات بين الرفقة في حالة تكراره وخروجه عن الحد المعروف.

قصة مثل “لا تعّد زلات رفيقك”:

يُحكى قديماً أنه كان هناك صديقين مقربين من بعضهما البعض وتربطهم علاقة قوية ومتينة، لدرجة أنهم لا يستطيعون الابتعاد عن بعضهم أبداً، كان أحدهم صاحب صدر واسع ونفس طويل، أما الآخر فكان على العكس من ذلك تماماً، إذ كان لا يمتلك رحابة الصدر كما أن نفسه يضيق سريعاً.

وفي أحد الأيام حدث وأن قام أحدهم بالخطأ بحق رفيقه دون قصد منه، فلم يتوقع الصديق الآخر حدوث ذلك، فقد جاء خطأه بصورة عفوية، فقام الرفيق بمعاتبة رفيقه الآخر بقوله: من بين مئات الزلات لا يأخذ الرفيق من رفيقه موقف، لأن من يقوم بعد زلات رفيقة يجافيه، فرد عليه رفيقه معاتباً إياه بنوع من الأمل: لا يا رفيقي من طرف الزلة يؤاخذ الرفيق رفيقه، من أجل أن لا تكثر الزلات وتعود، فأصبح قوله مثلاً متداولاً على مدار السنين.


شارك المقالة: