رواية لا مخرج

اقرأ في هذا المقال


مقدمة عن الرواية:


رواية للكاتب الفرنسي جون بول سارتر كتبها عام 1944 وتعني دون مشاهدين أو خلف الأبواب المغلقة، تناقش الرواية الموضوعات الرئيسية للحرية والمسؤولية بحسب عقيدة سارتر بأن “الوجود يسبق الجوهر”. يعتقد سارتر أنّ البشر لديهم القدرة على اختيار وتحديد خصائصهم الفردية أو جوهرهم. ولكن مع حرية الاختيار.
تم جلب ثلاثة أرواح ملعونة وهم غارسين، إنيز، وإستيل إلى نفس الغرفة في الجحيم بواسطة خادم غامض. لقد توقعوا جميعًا أن تقوم أجهزة التعذيب في العصور الوسطى بمعاقبتهم على الخلود، لكنهم بدلاً من ذلك وجدوا غرفة عادية مفروشة بأسلوب الإمبراطورية الثانية، تجتمع الشخصيات في الرواية ويكون لكل منها قصة أو خطيئة كانت سبباً في عقابها ودخولها الى الجحيم. لن يعترف أي منهم بالسبب الذي دفعهم إلى العقاب.

أحداث الرواية:

يُحجزوا الشخصيات في غرفة مفردة مع أثاث حيث لا توجد مرايا ولا نوافذ، وثلاثة أرائك، وسكين واحد من ورق، وأضواء لا تنطفئ، ولا يوجد معذب. يرافقهم خادم غامض، ويحبسهم إلى الأبد داخل جدران الغرفة. في البداية لا أحد يريد الاعتراف بما فعله ليستحق هذا اللعنة، ولكن مع تقدم الوقت يعترفون بجرائمهم.


يقول غارسين أنه تم إعدامه لكونه من دعاة السلام، في حين تصر إستيل على أنها لم ترتكب أي خطأ. تطلب إينيز الشخصية الأولى في الرواية أن يتوقف الجميع عن الكذب على أنفسهم والاعتراف بجرائمهم. وترفض أن تصدق أنّ جميعهم انتهى بهم الأمر في الغرفة عن طريق الصدفة وسرعان ما يدركون أنه تم وضعهم معًا لجعل بعضهم البعض بائسًا.


يقترح جارسين عليهم أن يترك كل منهم الآخر بحاله وعدم تدخل أي أحد بالآخر، لكن إينيز تبدأ في الغناء حول الإعدام وتريد إستيل العثورعلى مرآة. تحاول إينيز إغواء إستيل بغرض أن تكون مرآتها وإخبارها بكل ما تراه، ولكن ينتهي بها الأمر إلى تخويفها بدلاً من ذلك. بعد تواجدهم مع بعضهم لفترة، قرروا الاعتراف بجرائمهم حتى يعرفوا ما يتوقعونه من بعضهم البعض.
غارسين: شخص هارب من الجيش ويتم إعدامه بإطلاق الرصاص عليه، كان يغش زوجته ويسيء معاملتها وهو شخص جبان وقاسي خان زوجته مع امرأة أخرى وقد قامت زوجته بالانتحار بعد موته ليقع بخطيئة الخيانة.

إينيز: هي الشخصية الثانية داخل الغرفة في الجحيم. امرأة قوية وقاسية تعترف بذنوبها دون خجل لها قوة تأثير قوية على آراء الآخرين خطيئتها إغراء امراة أخرى لتفرق بينها وبين زوجها.
أما إيستل هي امرأة جميلة شقراء من طبقات المجتمع الراقي ولكنها خائنة تدخل بعلاقة عابرة مع شاب يصغرها سناً لأنّها ارتبطت بزوجها فقط من أجل المال، وعندما تحمل من الشاب وتنجب طفله غير الشرعي تتخلص من الطفل بعد إغراقه فتتسبب بحزن الشاب الذي يقوم بالانتحار وهنا تقع بخطيئة الخيانة والقتل.

غارسين يخفي سبب إعدامه مدعياً أنّ سبب قتله أنه محباً وداعياً للسلام في حين إستيل تبرر خيانتها لزوجها وقتلها لطفلها هو تزوّجها من عجوز بسبب حاجتها للمال، أما إينيز الجريئة تطلب منهم الاعتراف بدلاً من الكذب لأنه لا يمكن دخولهم المال، إلا بسبب جرائم كبيرة لا أخلاقية قاموا بارتكابها وبعد فترة من الزمن يدركون أنّ اجتماعهم في غرفة واحدة هو نوع من العذاب وجحيم آخر.
تبدأ الشخصيات بالانخراط مع بعضها في جحيم غريب، لا توجد داخله مرايا كنوع من العذاب لكي لا يرى أي منهم نفسه ولينسى كل منهم ملامح وجهه، وفي تلك الغرفة لا يستطيع أي منهم النوم حتى لو شعر بالنعاس فلا يمكن لأعينهم أن تغمض للحظة.
يبدأون بالاعتراف بذنوبهم ليصبح كل منهم جلاداً للآخر وهنا يزداد الجحيم سوءاً فكل واحد منهم سجينًا لماضيه. يستمر في الاستماع إلى ما يقوله الناس عنه بدلاً من الاستماع إلى صوته في الوقت الحاضر فإنّه يبرر أفعاله باستمرار في الماضي.
على سبيل المثال جارسين، يقترح أنه مات “مبكرًا جدًا” و لم يُسمح له الوقت للتصرف متناسيًا أنه سيعلق في الجحيم إلى الأبد. وإستيل تبرر أن الخوف منعها من ترك طفلها حياً وتبرر أعمالها باختيارها زوجاً غير مناسب، أما
إينيس لا تبالي بما فعلت ولا تبالي بجحيمها. تبدأ درجات الحرارة في الجحيم بالارتفاع الشديد فجأة ويُفتح باب الغرفة. ينظر الجميع لوهلة نحو الباب لكن لا أحد يهتم بالمغادرة.
يهب الجميع لإغلاق الباب دون النظر خلفه وهنا يتبين خوف الشخصيات من المجهول وعدم قدرتهم على تغيير الواقع حتى لو سمحت الفرص بذلك، وهنا يناقش الكاتب أن من أهم القرارات بالتغيير تتطلب الشجاعه وحرية الاختيار .


شارك المقالة: