صاحبة المقولة
أول من قالت ذلك هي” أسماء بنت عبدالله العُذريّة” من قبيلة عُذرَة التي كانت تسكن في الجزيرة العربية. وكانت قد تزوّجت ابن عمٍّ لها واسمه” عروس”؛ ثمَّ بعد فترةٍ مات عنها وحزُنت عليه حزناً شديداً. ومن ثَمَّ تزوّجت برجل غيره اسمه” نَوفل”، ومكث عنده فترة قصيرة جداً ثمَّ طلّقَها.
قصة المقولة
يُروى أنَّ امرَأة من قبيلة عُذْرَةَ العربية؛ يُقَال لها” أسماء بنت عبدالله”، وكان لها زوج من بني عمّها يُقَال له” عروس”، فمات عنها، فتزوَّجها رجلٌ من غيرِ قومها يُقَال له” نَوْفَل”، وكان أعْسَرَ أَبخَرَ( ذو رائحة كريهة) بخيلاً دميماً، فلمَّا أراد أنْ يَظعَن بها( يرحل بها آلى أهله) قَالت له: لو أذِنْتَ لي فرثَيْتُ ابنَ عمّي، وبكيتُ عند رَمْسه( قبرهِ)، فَقَال افعلي.
فَقَالت: أبكيكَ يا عروسَ الأعراس، يا ثعلباً في أهله، وأسَداً عند البَاس، مع أشياء ليس يَعلُمها الناس؛ فقَال لها نَوفَل: وما تلك الأشياء؟ قَالت: كان عن الهِمَّة غير نَعَّاس، ويُعْمِل السيف صَبيحات الْبَاس، ثم قَالت: يا عروس الأغَرّ الأزهَر، الطَّيّب الخِيَم الكريم المَخْبَر؛ مع أشياءَ له لا تُذكر، قَال نَوفل: وما تلك الأشياء؟ قَالت: كان عَيْوفاً للخَنَا والمُنكر، طيّب النَّكْهة غير أبْخَر، أيسَر غير أعسَر.
فعرف الزوج أنها تُعْرِّضُ به، فلما رَحَل بها قَال: ضُمِّي إليك عِطْرَك، وقد نظر إلى قَشْوَةِ (قشوة العطر: وعاؤه) عِطرها مطروحةً، فَقَالت: لا عِطْرَ بعد عَرُوس، فذهبت مَثَلاً على ألسنة العرب.