لتقبض على اللص فكر كلص - It takes a thief to catch a thief

اقرأ في هذا المقال


اللص يمتلك عقلية فذة وجبارة، فهو يعتمد أسلوب التفكير المبتكر والمراوغة، ومن أجل أن يكون اللص ناجح ولا يقوى أحد على الإمساك به وكشف خططه، يجب أن يتعدا تفكيره المعقول والمنطقي وأن يكون مبهماً كذلك، ومن أجل أن نستطيع الإمسك باللص لابد من التفكير بعقلية تشبة عقليته، وهذا ما يقوم به أغلبية المحققين في القضايا الجرمية والسرقات، فهم دائماً يضعون أنفسهم مكان اللص ويسيرون على نهجه في التفكير، حتى يتمكنوا من حل لغزه والعثور عليه.

قصة مثل “لتقبض على اللص فكر كلص”:

يُقال في قديم الزمان أنه كان هناك ملك لدية وزير مفضل لديه ومقرب منه، الأمر الذي جعل حاشية الملك يغضبون من الوزير ويغارون منه، فبدأوا يضمرون له الشر بداخلهم ففكروا في التآمر عليه بمساعدة البستاني الذي يعمل لدى الملك، وخاصةً أنه كان مقرب من الملك أيضاً.

وفي أحد الأيام جاء البستاني إلى الملك وقال له: أنه رآى رؤية في منامه، وهي أن الآلهة جاءته في الرؤية وقال له: يجب التضحية بأحد الأشخاص يكون حكيم وذكي كالوزير من أجل إرضاء الآلهة، وإن لم نفعل ذلك فإنها ستدمر مملكتنا ونهلك جميعاً معها، فاستدعى الملك الوزير على الفور وأخبره بأمر الرؤية، ثم قرر الملك أن يضع الوزير في بئر عميق لا يحتوي على الماء، ويبقيه هناك دون طعام أو شراب حتى يلقى مصرعه؛ وذلك من أجل أن يحافظ على مملكته من الدمار.

شعر الملك بالحزن الشديد بعد ذلك، لأنه مضطراً لفعل ذلك، فقد كان الوزير من المفضليين عنده، لكن الوزير لم يسكت على هذا الأمر، فقام باستغلال ذكائه بالهروب بنفسه من النفق الذي كان موجود بالبئر، ثم قرر بعدها الانتقام ممن وضع له ذلك الفخ، وأخذ يفكر بنفس العقلية، ثم عاد إلى الملك في ثالث يوم، هنا اندهش الملك من رؤية الوزير، ولكنه غضب وقال له: لماذا قمت بالهروب فأنت بهذا تعصي أوامر الآلهة، أجاب الوزير بسرعة وذكاء: أنا لم أقوم بالهروب وإنما أعادتني الآلهة من السماء، وأرسلت لك معي رسالة تطلب منك فيها أن ترسل لها البستاني، لأنهم لم يعثروا على بستاني نشيط وماهر مثله.

أدرك البستاني فوراً ما أحل به، فقام بالذها إلى الملك سريعاً وأخبره بما مكره للوزير، وطلب منه أن لا يقتله، غضب الملك غضباً شديداً وأمر بسجن البستاني وجميع من تآمر معه، وبهذا استطاع الوزير بذكائه أن يعرف طريقة تفكير البستاني ويعامله بمثلها.


شارك المقالة: