قصة أن توقد ناراً

اقرأ في هذا المقال



هي قصة قصيرة للمؤلف الأمريكي جاك لندن. هناك نسختان من هذه القصة، إحداهما نُشرت عام 1902 والأخرى عام 1908. أصبحت القصة المكتوبة عام 1908 قصة كلاسيكية مختصرة في كثير من الأحيان، في حين أن قصة عام 1902 أقل شهرة. تدور نسخة عام 1908 حول بطل رواية ذكر لم يذكر اسمه، يغامر بالخروج في الغابة الشمالية تحت الصفر في إقليم يوكون. يتبعه كلب محلي وهو في طريقه لزيارة أصدقائه – متجاهلًا تحذيرات رجل أكبر سنًا (شيخ من خور سلفر) حول مخاطر التنزه وحده في البرد القارس.
يقلل بطل الرواية من الظروف القاسية ويبدأ ببطء في التجمد حتى الموت. بعد إشعال النار وتركها لمواصلة رحلته، حاول لاحقًا إشعال أخرى. ثم حاول قتل الكلب للوصول إلى حرارة جسمه ، لكنه فشل في أي منهما. تنتهي بفقدان الوعي ويموت من انخفاض حرارة الجسم.

الشخصيات:

  • الرجل مع كلبه.

قصة الرجل مع إشعال النار:

تدور الأحداث حول رجل ينطلق للتنزه عبر الغابات المجاورة لنهر يوكون في يوم شتوي انخفضت فيه درجة حرارته إلى -75 درجة فهرنهايت (-59 درجة مئوية). بعد تجاهله للتحذيرات من السفر بمفرده في مثل هذه الظروف حيث كان هذا أول شتاء له في ألاسكا، يرافقه فقط كلب كبير من الهاسكي، سار الرجل على الطريق في يوم بارد ورمادي حيث غطى الثلج الأبيض النقي والجليد الأرض لأبعد مدى يمكن أن يراه، كان كان يرتدي ملابس ثقيلة وأحذية من الفرو لكنه بقي يشعر بالبرد وعدم الارتياح.

كان الرجل في طريقه إلى معسكر بالقرب من هندرسون كريك حيث كان أصدقاؤه يقيمون مخيماً هناك، وكان يتوقع أن يصل إلى هندرسون كريك بحلول الساعة السادسة مساء ذلك اليوم حيث سيكون حلّ الظلام في هذا الوقت وهناك سيكون لدى أصدقائه نار وطعام ساخن جاهز له. كان الكلب يمشى خلف الرجل وكان رماديًا وكبيرًا حيث يبدو نصفه كلب ونصفه الآخر ذئب، لم يحب الكلب البرد القارس ولكنّه كان يتبع الرجل من غير إرادة.
واصل الرجل السير في الطريق ثمّ وصل إلى جدول متجمد وبدأ يمشي على الجليد المغطى بالثلوج، حيث كان دربًا سيقوده مباشرة إلى هندرسون كريك وأصدقائه، وبينما كان يمشي كان ينظر بعناية إلى الجليد أمامه ثم توقف فجأة وسار حول جزء من التيار المتجمد حيث رأى أن نبعًا تحت الأرض يتدفق تحت الجليد في تلك البقعة جعلت الجليد رقيقًا. ثمّ فكر إذا خطى هناك ليذهب إلى وجهته فقد يكسر الجليد ويقع في بركة ماء، وإن تبلل حذائه في مثل هذا الطقس البارد قد يقتله و سوف تتحول قدميه بسرعة إلى الجليد مما يؤدي لتجمده حتى الموت لذلك قرر سلوك طريق آخر.
عند قرابة الساعة الثانية عشرة، قرر الرجل التوقف لتناول طعام الغداء فخلع القفاز عن يده اليمنى وفتح سترته وقميصه وأخرج خبزه ولحمه حيث استغرق هذا أقل من عشرين ثانية. ومع ذلك بدأت أصابعه تتجمد فقام بضرب يده على ساقه عدة مرات حتى شعر بألم حاد ثم سرعان ما وضع قفازه على يده وأشعل نارًا، بدأ بقطع صغيرة من الخشب وبعد ذلك أضاف قطع أكبر، ثم جلس على جذع مغطى بالثلوج وتناول غداءه واستمتع بالنار الدافئ لبضع دقائق ثم وقف وبدأ يمشي على الجدول المتجمد مرة أخرى.
وبعد نصف ساعة سار الرجل في مكان بدا فيه الثلج صلبًا جدًا ثم فجأةً انكسر الجليد وغرقت قدما الرجل في الماء، لم يكن عميقًا ، لكن رجليه تبللت حتى الركبتين فأصبح الرجل غاضبا حيث هذا الحادث سيؤخر وصوله إلى المعسكر وعليه الآن أن يشعل نارًا أخرى لتجفيف ملابسه وحذائه.

مشى إلى بعض الأشجار الصغيرة التي كانت مغطاة بالثلج حيث كانت في أغصانها قطع من العشب الجاف والأخشاب التي خلفتها مياه الفيضانات في وقت سابق من العام، ثمّ وضع عدة قطع كبيرة من الخشب على الثلج، تحت إحدى الأشجار وعلى قمة الخشب، وضع بعض العشب والأغصان الجافة ثمّ خلع قفازاته وأخرج أعواده وأشعل النار ثمّ قام بتزويد اللهب بمزيد من الخشب ومع اشتداد قوة النار، وضع فوقها قطعًا أكبر من الخشب.

كان يعمل ببطء وحذر حيث عند درجة ستين درجة تحت الصفر، يجب ألا يفشل الرجل المبتل في محاولته الأولى لإشعال النار حيث بينما كان يمشي، كان دمه يحافظ على دفء جميع أجزاء جسده، أمّا الآن بعد أن توقف، أجبر البرد دمه على الانسحاب إلى عمق جسده ثمّ تجمدت قدميه المبللتين ولم يعد يستطع أن يشعر بأصابعه، تم تجميد أنفه أيضًا، وشعر بالبرد في جميع أنحاء جسده .

ولكن الآن بدأت ناره تشتعل بقوة أكبر ثمّ شعر بأمان وجلس تحت الشجرة، وفكر في الرجل كبير السن الذي قابله في فيربانكس حيث قال له أنّه لا ينبغي لأي رجل السفر بمفرده في يوكون عندما تكون درجة الحرارة ستين درجة تحت الصفر ومع ذلك لم يسمع نصيحته وهو هنا الآن في يوكون وقد تعرض لحادث وهو وحده. وقد أنقذ نفسه بإشعال النار، ولكن الرجل واسى نفسه بقوله: إن الرجل الحقيقي فقط هو الذي يستطيع السفر وحده. وفي تلك الأثناء كانت أحذية الرجل مغطاة بالجليد و كانت الأربطة على حذائه صلبة مثل الفولاذ وكان عليه أن يقطعهم بسكينه.

انحنى على الشجرة ليخرج سكينه و فجأة، دون سابق إنذارتساقطت كتلة كثيفة من الثلج لقد هزت حركته الشجرة الصغيرة قليلاً فقط. لكن كان ذلك كافياً لجعل أغصان الشجرة تسقط حمولتها الثقيلة حيث أصيب الرجل بالصدمة ثمّ جلس ونظر إلى المكان الذي كانت فيه النار ثمّ فكر بكلام الرجل كبير السن وتأكد أنّه كان على حق فلو كان معه رجل آخر، فلن يكون في خطر الآن حيث يمكن للرجل الآخر أن يشعل النار. ثمّ يجب عليه أن يشعل النار مرة أخرى ولكن هذه المرة يجب ألا يفشل.

جمع الرجل المزيد من الخشب ثمّ مد يده في جيبه ليحضر الثقاب لكن أصابعه كانت مجمدة و لم يستطع حملهم ثمّ بدأ بضرب يديه بكل قوته على رجليه وبعد فترة، عاد الشعور إلى أصابعه ثم مد الرجل يده مرة أخرى إلى جيبه لكن البرد الهائل سرعان ما أخرج الحياة من أصابعه. سقطت جميع الثقاب على الثلج حيث حاول التقاط واحدة لكنه فشل فسحب الرجل قفازه وضرب يده على ساقه مرة أخرى ثم نزع القفازات من كلتا يديه والتقط جميع الثقاب وجمعهم معا. أمسكهما بكلتا يديه وخدش أعواد الثقاب على طول ساقه ثمّ اشتعلت النيران على الفور.

أمسك أعواد الثقاب بقطعة من الخشب و بعد فترة، أدرك أنه بدأ يشعر بالألم ففتح يديه وسقطت أعواد الثقاب على الثلج وانطفأ اللهب ولم يعد هناك نار، فنظر الرجل لأعلى حيث كان الكلب لا يزال يراقبه فخطرت على بال الرجل فكرة في أن يقتل الكلب ويدفن يديه داخل جسده الدافئ وعندما عاد الشعور إلى أصابعه، وتمكن من أن يشعل نارًا أخرى نادى على الكلب وجلس معه بجانب النار.

عادت الفكرة إلى الرجل وعندما اقترب الكلب مد الرجل سكينه لقتله لكنه نسي أنه لا يستطيع ثني أصابعه و لم يستطع قتل الكلب لأنه لم يستطع الإمساك بسكينه، ثمّ بدأ الرجل يشعر بالخوف من الموت فقام بالقفز وبدأ في الجري حيث كان الجري يجعله يشعر بتحسن حيث جعل قدميه دافئة وفكر إذا ركض مسافة كافية، فسيصل إلى أصدقائه في هندرسون كريك وسوف يعتنون به.

وعلى الرغم من ركضه المستمر إلا أنّه لم يعد يشعر بقدميه وبدأ بالسقوط على الأرض عدة مرات فقرر أن يستريح لبعض الوقت وبينما كان مستلقيًا على الثلج، لاحظ أنه لا يرتجف ثمّ لم يعد يستطع أن يشعر بأنفه أو أصابعه أو قدميه ولكنه كان يشعر بالدفء والراحة حينها أدرك أنه سيموت. لذلك قرر أنه قد يأخذ الأمر كرجل أيضًا فهناك طرق أسوأ للموت ثمّ أغمض الرجل عينيه وغطّ في نومه وشعر براحة لم يشعر بها من قبل على الإطلاق.

جلس الكلب في مواجهته منتظرًا، وأخيرًا، اقترب الكلب من الرجل واشتمّ منه رائحة الموت ثمّ ألقى الحيوان رأسه للخلف وأطلق صرخة طويلة للنجوم الباردة في السماء السوداء ثمّ انطلق ليجد مخيم هندرسون كريك حيث وجد هناك طعامًا ونارًا.




شارك المقالة: