لطائف من سورة المسد

اقرأ في هذا المقال


أبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم، واسمه عبد العزى بن عبد المطلب، وكانَ شديدَ العداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء عن ربيعة بن عباد الدؤلي، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي المجاز يتبع الناس في منازلهم يدعوهم إلى الله، ووراءه رجل أحول تتقد وجنتاه، وهو يقول: يأيها الناس، لا يغرنكم، هذا عن دينكم ودين آبائكم، قلت: من هذا؟ قالوا: أبو لهب.

سبب نزولها:

ما جاء عن ابن عباس قال: ” لما نزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين) خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حتى صعد الصفا فهتف يا صباحاه فاجتمعوا إليه فقال: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي قالوا ما جربنا عليك كذباً قال فإنّي نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال أبو لهب تباً لك إنّما جمعتنا لهذا، ثم قام فنزلت هذه السورة.

لماذا خُصت اليد بالذكر في الآية الكريمة؟

قال بعض العلماء: المراد باليدين في قوله تعالى: ﴿تَبَّتۡ یَدَاۤ أَبِی لَهَبࣲ وَتَبَّ﴾ صدق الله العظيم،  (نفسه) وخصَّ اليدين بالتباب؛ لأنّ العمل أكثر ما يكون بهما، والمعنى: خسرتا وخسرَ هو.

وتبّت: خسرت وخبت، وذلك ما جاء في قوله تعالى: ﴿أَسۡبَـٰبَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰۤ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّی لَأَظُنُّهُۥ كَـٰذِبࣰاۚ وَكَذَ ٰ⁠لِكَ زُیِّنَ لِفِرۡعَوۡنَ سُوۤءُ عَمَلِهِۦ وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِیلِۚ وَمَا كَیۡدُ فِرۡعَوۡنَ إِلَّا فِی تَبَابࣲ﴾ صدق الله العظيم [غافر ٣٧] وتعني أيضاً: أهلكه الله، وقد هلَك، وقد صحَّ عن ابن عباس: لما خلق الله عز وجل القلم قال له: اكتب ما هو كائن، وكان فيما كتب تبت يدا أبي لهب.

قوله تعالى: ﴿مَاۤ أَغۡنَىٰ عَنۡهُ مَالُهُۥ وَمَا كَسَبَ﴾ صدق الله العظيم [المسد ٢] وما كسب: أولاده، وقد ذهب إلى ذلك أكثر أهل العلم، وجاء عن السيدة عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه وإن ولده من كسبه.

لماذا سماه الله تعالى بأبي لهب في السورة؟

وإنما كناه الله بأبي لهب – عند العلماء – لمعان أربعة: الأول: أنّه كان اسمه عبد العزى، والعزى: صنم، ولم يضف الله في كتابه العبودية إلى صنم. الثاني: أنّه كان بكنيته أشهر منه باسمه، فصرح بها. الثالث: أن الاسم أشرف من الكنية، فحطه الله عز وجل عن الأشرف إلى الأنقص، إذا لم يكن بد من الإخبار عنه، ولذلك دعا الله تعالى الأنبياء بأسمائهم، ولم يكن عن أحد منهم.

قوله تعالى: ﴿وَٱمۡرَأَتُهُۥ حَمَّالَةَ ٱلۡحَطَبِ﴾ صدق الله العظيم [المسد ٤] امرأته: أم جميل، كانت من أشراف قريش، أشرف القبائل، مع ذلك كانت تتفانى في أذية الرسول صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى: ﴿فِی جِیدِهَا حَبۡلࣱ مِّن مَّسَدِۭ﴾ صدق الله العظيم[المسد ٥] قال ابن عباس في رواية أبي صالح: في جيدها حبل من مسد قال: سلسلة ذرعها سبعون ذراعا.


شارك المقالة: