قصة لعنة اللورد أوخورست

اقرأ في هذا المقال



القصة القصيرة “لعنة اللورد أوخورست” هي واحدة من أولى محاولات (O. Henry) للكتابة، تم إرسالها في رسالة إلى الدكتور بيل من جرينسبورو في عام 1883، القصة رائعة وذكية وبالطبع لها نهاية خادعة.
(وسيعوض الله كل انسان حسب ما فعل) الحكاية دليل على هذا المثل الشهير حيث كان اللورد الغني القديم أوخورست يحتضر، ولم تكن الحياة تبدو رائعة بالنسبة له من قبل، كان يوم الصيف مشرقًا ومشمسًا حيث كان يفكر في ذلك اليوم الرائع عندما قدّم عرضًا لزوجته الشابة التي لم تكن مولعة بفكرة الزواج منه في البداية، لكن عندما أدركت مقدار ما يكسبه من مال، ألقت بنفسها عليه ووافقت، ثم وصل الطبيب الشهير إيفرهارد فيتزارموند الذي شهد موت اللورد وأخذ بعض الأشياء الذهبية من القلعة، لكن الشخصية الرئيسية كانت لديها بعض المفاجآت أواللعنات للأشخاص الذين عاملوه معاملة سيئة.

الشخصيات:

  • اللورد أوخورست.

  • الليدي أوخورست.
  • الطبيب إيفرهارد فيتز أرموند.

قصة لعنة اللورد أوخورست:

تدور أحداث القصة حول اللورد أوخورست الذي كان يحتضر في غرفة من خشب البلوط في الجناح الشرقي لقلعة أوخورست، من خلال النافذة المفتوحة في هدوء أمسيات الصيف، جاءت الرائحة الحلوة للبنفسج المبكر والأشجار الناشئة، وبدا للرجل المحتضر كما لو أن جمال الأرض وبريقها لم يكن أبدًا واضحين كما كان في هذا اليوم المشرق من يونيو الذي توقع أن يكون آخر يوم له يوم من الحياة.

زوجته الشابة، التي أحبها بإخلاص وقوة، لم يستطع وجود أي أحد حولها أن يهدأها حيث كانت تتنقل في الشقة، تبكي وهي حزينة ثمّ ترتب أحيانًا وسادة الرجل المريض وتستفسر عن حالته بأصوات خافتة حزينة، حيث تمنت لو يمكن فعل أي شيء لمنحه الراحة، ومرة ​​أخرى مع تنهدات خانقة ، تناولت بعض حلوى الكراميل التي كانت تحملها في جيب مئزرتها (ثوبها)، وكان الخدم يتجولون ذهاباً وإياباً داخل البيت الهادئ والذي كان يسوده التفكير بالموت، وكان الموت هو الضيف المتوقع، وحتى أن الخزف الصيني تحطم من أيدي الخدم، وكأنّه يعلن علن اقتراب موت سيد البيت.

في تلك الأثناء كان اللورد أوخورست يفكر في الأيام الماضية، عندما أحب زوجته الشابة الجميلة وفاز بالزواج منها، التي كانت آنذاك فتاة ساحرة وبريئة، ظهرت تلك المشاهد بوضوح ودقة عند نداء ذاكرته، وبدا وكأنه يقف مرة أخرى تحت بستان الكستناء القديم حيث كانوا يقتلون خروفهم في الشفق تحت النجوم لتجهيز وليمة عشاء لهم، في حين جاء العطر النادر من ورود يونيو ورائحة العشاء برفق في النسيم.
وتذكر في تلك اللحظات كيف أخبر زوجته أن كل سعادته وفرح المستقبل يكمن في ربحها لها كعروس، ومنحها له الثقة في رعاية مستقبلها، فأخبرها بأنّه سيكرس حياته من أجلها، وسيمنحها السعادة بقدر استطاعته، ثم كان يتذكر بوضوح كيف ترددت في البداية، بخجل أنثوي، لكن عندما أخبرها أن الحياة بدونها ستكون صعبة للغاية، وأن دخله كان 50000 جنيه إسترليني في السنة، فقد ألقت بنفسها عليه وتجمدت هناك بصرامة موافقة على الزواج منه دون شروط، وقالت بدموع الفرح: أنا موافقة على الزواج وأنا لك.
والآن كان يحتضر، وفي غضون ساعات قليلة، سترتفع روحه إلى السماء ويتخلى عن إطاره الأرضي الفقير والضعيف، ثمّ بدأ بالتفكير بمصيره المجهول المظلم والمخيف، وبعد لحظات كانت تسيرعربة بسرعة في الشارع وتوقفت عند الباب حيث نزل السير إيفرهارد فيتز أرموند، طبيب لندن الشهير، الذي تم الاتصال به للحضور بسرعة من أجله، وصعد بسرعة على درجات السلم الرخامية ثمّ قابلته السيدة أوخورست عند الباب، وكان وجهها الجميل يعبر عن القلق والحزن الشديد، فقالت: يا سيدي إيفرهارد، أنا سعيدة لأنك جئت، يبدو أنه سيغادرنا بسرعة، هل أحضرت اللوز الكريمي الذي ذكرته في البرقية؟

لم يرد السير إيفرهارد، لكنه سلمها بصمت ما طلبته، وذهب لرؤية السيد أوخورست، وصعد الدرج المؤدي إلى شقة اللورد أوخورست ثمّ لحقت به الليدي أوخورست، بعدما اقترب السير إيفرهارد من سرير مريضه ووضع يده برفق على تشخيص هذا الرجل المريض، ساد ظل من المشاعر على وجهه الكاذب ولفظ هذه الكلمات: سيدتي، زوجك يحتضر.

في البداية لم تفهم السيدة أوخورست ولم تستوعب كلامه، ثمّ وضعت بفمها بعض من كريم اللوز لتهدأ للحظة ولكن سرعان ما اكتشفت ماذا يقصد ومعنى كلامه، فأمسكت بفأس كان زوجها معتادًا على الاحتفاظ به بجانب سريره، وفتحت خزانة اللورد أوخورست السرية التي تحتوي على أوراقه الخاصة، وبيدها التي كانت ترتجف، فتحت الوثيقة التي أخذتها من هناك، ثم صرخت بشدة من كثرة الذهول وسقطت بلا سبب على الأرض.
التقط السير إيفرهارد فيتز أرموند الورقة وقرأ محتوياتها، كانت وصية اللورد أوخورست هي توريث كل ممتلكاته لمؤسسة علمية يجب أن يكون هدفها اختراع وسيلة لاستخراج براندي الخوخ من نشارة الخشب، ثمّ نظر السير إيفرهارد بسرعة حول الغرفة حيث لم يكن أحد في الغرفة فقام بسرعة بسرقة بعض الحلي القيمة والعينات النادرة من أعمال التخريم الذهبية والفضية من الطاولة التي وسط الغرفة ووضعها في جيوبه، ودق الجرس للخدم إعلاناً منه بموت السيد.
بعد ذلك نزل السير إيفرهارد فيتز أرموند درج قلعة أوخورست وذهب من خلال الطريق المؤدي من المدخل إلى البوابات الحديدية العظيمة للحديقة، حيث كان اللورد أوخورست رياضيًا عظيمًا خلال حياته وكان دائمًا يحتفظ بتربية الكلاب، والتي فجأة أندفعت الآن من مخابئها وبصوت عالٍ قفزت على الطبيب، وقامت بعضه بأنيابها في أطرافه السفلية وإلحاق أضرار جسيمة بملابسه.

لم يكن السير إيفرلارد يحترم كرامته المهنية وتصرف باللامبالاة المعتادة تجاه المعاناة الإنسانية حيث استغل موت مريضه وسرق بعض ممتلكاته، ثمّ بعد أن تخلص من الكلاب، بدأ بلعن المريض وعائلته وركض بسرعة كبيرة إلى عربته وانطلق نحو المدينة.




شارك المقالة: