يتسم المثل دائما بالبساطة فهو يتحدث عن صفات بشرية ومواقف إنسانية برموز ودلائل تعبر وتتحدث عنها؛ مما جعلها خالدة على مر العصور، وفي أغلب الأحيان كانت تتطرق الأمثال برموزها إلى استخدام التشبية من الحيوانات لتقريب المواقف من حياة الإنسان، حيث استخدمت في تشبيهاتها الكلاب والقطط والقردة والطيور وغيرها الكثير من الحيوانات؛ فكان لهذا التشبيه أثر كبير في سرعة استيعاب المثل وفهمه.
مضمون المثل:
يتضمن هذا المثل التعبير عن الحقيقة فكل شخص له موهبة يتميز بها عن غيره، فيستحق أن يكلل موهبة بالنجاح إذا تفوق بموهبته على الأخرين، فلا يستطيع أي شخص أن يسلب موهبة غيره، وقد رمز في هذا المثل للكلب؛ لأن الكلب رغم أنه يتسم بالوفاء إلى صاحبه إلا أنه في أغلب الأحيان يتحول من كلب وفي إلى كلب غدار، إذ لديه القدرة في أن يغدر بصاحبه في أي فرصة تحصل له، معتمداً بذلك على استجماع قوته.
قصة المثل:
كان هناك شاب مثقف ومجتهد مثابراً ومخلص في عمله، يعمل في مصنع كبير في قسم البحث والتطوير، فكان لدية عقلٌ يتمتع بذكاء حاد، إذ أنه كان يأتي بمشاريع جديدة قادرة على تطوير المصنع، فقد كانت تلقى ترحيباً كبيراً من قبل إدارة المصنع، لكن من سوء إدارته لنفسه فقد كان ينسب جميع إنجازاته لمديره في المصنع الذي كان دائما يسيطر على تفكيره فيسرق أفكاره ونجاحاته، مما سبب الغضب لدى الشاب ولكن ليس بمقدوره فعل شي خوفاً من مديره الذي كان لديه القدرة الكاملة في التأثير على إدارة المصنع.
حيث كان من المتضح للجميع في المصنع أن المدير هو المفكر المبدع والعظيم في المصنع، وأن كل هذة الاختراعات العظيمة من ابتكاره، فقرر ذلك الشاب مساعدة أصدقائه أن يضعوا خطة للوقوع بالمدير أمام إدارة الشركة، إذ قاموا باختراع مشروع مهم في توفير الطاقة وتقديم فكرته للسيد المدير، الذي قام بالتأكيد بعرضها على إدارة المصنع بأنها من أفكاره وإبداعاته، ولكن دون قرائتها، فقام السيد غاي كعادة بشرح مدى تعبه وجهده في اختراع هذا المشروع وأنه سوف يرجع هذا المشروع بالأموال الهائلة على المصنع.
وفي ذات يوم كان يجب أن يقدم جهاز اختراع للطاقة للإدارة، حيث قام الشاب بالاختفاء، مما جعل السيد المدير يصاب بالذعر، وذهب يبحث عن ذلك الشاب وجهازه في كل مكان، فجاء أصدقاء الشاب على السيد المدير وهددوه بأنه إذا لم يقم بإعطاء صديقهم حقه فلن يظهر المدير ولا جهاز الاختراع.
اظطر السيد المدير للذهاب إلى الإدارة واعتذر منهم على عدم قدرته في تكملة المشروع؛ مما أثار غضب الإدارة والمدير العام في المصنع وتسائل عن سبب ما يحدث؟ فظهر الشاب ومعه جهاز توفير الطاقة وشرح للإدارة كيفية العمل به، فأثار إعجاب ودهشة الإدارة وأثار أيضاً غضب السيد المدير.
فعرفت الإدارة أن ذلك الشاب هو المخترع الحقيقي وأن السيد المدير كل ما كان يقدمه على أنه من اختراعه ما هو إلا كذبة من وحيه، حيث تم فصل السيد المدير وتعيين ذلك الشاب بمكانه؛ لأنه سرق مجهود وتعب الأخرين فلم يستحق هذا المنصب، ومن هنا جاءت قصة هذا المثل.