تحتاج الإنجازات التي يسعى الإنسان إلى تحقيقها إلى الوقت الكافي؛ لكي يتمكن الإنسان من الوصول إلى هدفه وتحقيق عمله على أكمل وجه ممكن، فما هي فائدة العجلة إن كانت ستتسبب في هلاك العمل أو فساده أو عدم خروجه كما ينبغي.
مضمون مثل “لم تُبن روما في يوم واحد”:
لقد تحدثت شعوب العالم بكافة لغاته وثقافاته في هذا الموضوع المهم، وكما ظهرت العديد من الأمثال الشعبية الخاصة بكل بلد؛ من أجل توضيح مدى أهمية التأني وعدم العجلة في الوصول إلى أفضل الأعمال دائماً، وكما تطرق المجتمع الكوري إلى تناول هذا المثل في الأمور الحياتية عندهم، وكان قد اشترك معهم الشعب الياباني في نفس معنى هذا المثل، وأخذ به أيضاً في الدول الأوروبية وترجم بعدها إلى اللغة العربية.
تحدث المثل عن مدينة روما التي لم يتم بنائها وإعمارها في يوم واحد على الإطلاق؛ وذلك من أجل التحفيز للإنسان على التأني والصبر في عمله، لكي يتمكن من الخروج من العمل الذي يقوم به بالصورة المتميزة المطلوبة، وقد اختار المثل مدينة روما الإيطالية نظراً لمدى جمالها واناقتها، حيث المعمار الرائع الذي يبدو في شكل بديع وجذاب، وكانت تمتاز بالحضارة السامية والعلوم المتقدمة.
ينبغي أن يتعلم كل إنسان أن ينفذ عمله بكل دقة، حتى يصبح العمل رائعاً كمدينة روما ذات الإطلالة الساحرة، وذلك لأن تأسيسها لم يتم خلال يوم واحد فقط؛ بل كان هناك الكثير من العمل الدؤوب المتواصل والصبر حتى ظهرت روما للعالم بأسره لتحكي قصة روعتها وأناقتها وسحرها الجمالي، فأصبحت قصتها مثلاً يحتذى به في دقة العمل وجماليته.
دلالة المثل” لم تبن روما في يوم واحد”:
أدلى هذا المثل بمدلولة على أن الإنسان يجب عليه أن يكون صابر وأن يأخذ بالتأني في جميع ما يقوم به من أعمال، حتى يكون قادر على الحصول في نتيجته على المبدأ المراد تحقيقه، فالعجلة لا تولد لدى الإنسان سوى الفشل وفساد وهلاك العمل الذي يقوم به، وأن النهاية الجميلة والمرادة تحتاج إلى التمهل والتخطيط من أجل الإبداع في نهاية الأمر المرجو العمل عليه حتي يخرج بأبهى، وأجمل ما يمكن تحقيقه في جميع المجالات التي قد تواجة الإنسان في هذه الحياة.