ليس الفقير من يمتلك القليل - It is not the poor who has little

اقرأ في هذا المقال


ينبع من الوجود الإنساني التباين والاختلاف بين الطبقات البشرية، فمنهم من هو فقير ومنهم من هو غني، وفي كلا الحالتين يعيش الإنسان حياته بالشكل الطبيعي، ويعتاد على الصورة التي يتشكل فيها نمط حياته، لكن الشخص الفقير تنقصه أشياء كثيرة من متطلبات الحياة اليومية، فهو يحاول مراراً وتكراراً توفيرها، وعند فقدان مقدرته على تحقيقها، يقوم بالاستغناء عنها.

مضمون مثل “ليس فقير من يمتلك القليل”:

لا يُعد الفقر عائق كبير لدى بعض البشر، فأغلب البشر يعتبر الفقر هو دافع قوي؛ من أجل السعي للبحث عن راحة البال، وهو ما لا يمتلكه الأشخاص الذين يتوفر لديهم كثرة المال، فيُعد الفقير غنياً بما يمتلك من بساطة في الحياة اليومية، والقناعة الشخصية بما قدر الله له، مما يجعله لا يتطرق إلى أي إزعاج.

تطرقت الأمثال الشعبية إلى تناول موضوع الغنى والفقر، على أساس أنهما عاملين مهميين ومحوريين أساسيين يلتفان حول حياة البشر، وأول من قال المثل وتداوله هو الشعب الإسباني، فقد قالوا المثل بلغتهم الخاصة بشعبهم، وهو من قام بوصف الفرد الفقير حقاً، الذي يكون بالفقل فقير، لأن هناك الكثير من الأشخاص الذين يدّعون الفقر أمام الآخرين، ويكون هذا الفقير يحتاج إلى الشفقة، لأنه أصبح داخل الإطار الذي يدور حول الفقراء.

أما ما تحدث عنه المثل الإسباني فهو عن الأفراد الذين يقومون دائماً بالتطلع إلى الزيادة، مما يجعلهم ضعيفي النفوس، وكما ينظرون دوماً إلى ما يمتلكه الآخرين، وهذا النوع من الناس مصابون بمرض الجشع والطمع، ولا توجد لديهم القناعة في إبعاد أنظارهم عن ما يملكه الآخرين، وهم من تكون تطلعاتهم بحجم أكبر من أدائهم العملي، فيقحم الشخص نفسه داخل دائرة التفكير في الجشع والطمع اللذان يسيطران عليه، ولا يوجد حد لهم.

القناعة التي يمتلكها الفقير تجعله شخص غني في أفكاره وتطلعاته، وكما يكون المجتمع الذي يعيش فيه ممتلىء بالسكينة والراحة والهدوء، فلا يلتفت إلى ما يمتلكه الآخرون، مما يجعله يعيش حياته بتوازن بين ما يملكه وبين احتياجاته، فلا يمل أو يتعب من نمط حياته، على العكس تماماً من الأشخاص دائموا الطمع والجشع، دون أن يتوجهون إلى العمل الجاد، وذلك فإن الفقير هو من يرد الكثير.


شارك المقالة: