المظاهر الخادعة:
يتوجب على أي شخص في هذه الحياة أن لا ينخدع بما هو ظاهر أمامه، فعليه أن يقوم بالبحث في المضمون والجوهر في كل حين ووقت، فالغالبية العظمى من الأفراد يهتمون بالمظاهر الزائفة إذ يبدون آرائهم حول الأشياء من خلال المظهر الخارجي دون التطرق إلى معرفة الجوهر والمضمون، حيث يعتبرون الظاهر هو الصورة التي تصل بشكل سريع إلى القلوب والعقول البشرية، فيلجأ الغالبية إلى إعطاء آرائهم بناءً على مشاهداتهم، دون البحث في الأسباب أو إعطاء الأعذار.
أحداث دارت حول مثل “ليس كل ما ينبح عليه الكلب لصاً”:
دارت العديد من الأحداث حول المثل، ومن تلك الأحداث أنّه كان هناك في إحدى الليالي الباردة ضمن فصل الشتاء، كان المطر غزيراً حينها يعانق الأرض بكل شوق بعد غياب طويل، كان بعض الأشخاص يمسك بالمظليات حتى تحميهم من المطر، والبعض الآخر يجري مسرعاً متغطي بسترته؛ ليحمي نفسه من المطر الشديد والبرد القارص.
وفي ذلك الوقت كان يقف رجل بشكل ثابت كالصنم يرتدي ملابس متشققة ورديئة، فظنّ البعض أنّه تمثال نظراً لشدة شرود ذهنه ودمعته التي تقوم بدفء خده، وقد مرَّ حينها بجانبه أحد المارة، فنظر إليه باستحقار وسأله: ألا تمتلك ملابس أفضل من تلك التي ترتديها، وقام بوضع يده على محفظته مضيفاً إلى سؤاله، هل تريد شيئاً؟ رد عليه الرجل بكل هدوء: أريد أن لا أراك.
وبعد ردة فعل الرجل ذهب السائل وهو يردد: ما هذا المجنون؟، ومن ثم قام الرجل الهزيل بالذهاب إلى أحد الفنادق القريبة، فقام الموظف بطرده وإخباره أنّه لا يمكنه التسوّل في الفندق، حينها أخرج الرجل من جيبه مفتاح أحد أكبر الأجنحة في الفندق، وطلب من الموظف أن يقوم بتجهيز سيارته الفخمة بعد نصف ساعة، تفاجأ الموظف من ما تشاهده عينه وتسمع أذنه، إذ شكك في أنّه الذين يجمعون القمامة يعيشون أفضل منه.
أخذ الرجل الهزيل بسؤال الموظف: هل ترغب في زيادة راتبك؟ فأجاب الموظف: ومن منا لا يرغب في الزيادة يا سيدي! بعدها قام الرجل الهزيل بتوبيخ الموظف وقال له: لماذا ترتبون الناس على قدر أموالهم تباً لكم، فكيف تغير أسلوبك معي خلال دقائق، فإنني أقوم في كل شتاء بتجريب شعور الفقراء؛ من أجل أن أتمكن من الحس بمعاناتهم، أما أنتم فقط تقومون بتقييم الناس من خلال المظهر الخارجي.