ماذا تعني المظاهر الخادعة؟
لقد ظهرت في المجتمعات الكثير من المظاهر الخادعة منذ الأزل، إذ تعاني كافة المجتمعات من هذه الظاهرة من القدم وحتى الوقت الحالي، وقد كانت من أبرز وأخطر هذه المظاهر هي التشبث بالسمات التي يتسم بها التدين، حيث قامت بخداع الكثير من الناس؛ ويعود السبب في اللجوء إلى تلك الظاهرة هو كسب احترام الناس وثقتهم؛ من أجل التمكن في الحصول على أموالهم وثرواتهم، بالإضافة إلى تحقيق مكانة مؤثرة وجماهرية يتسللون عبرها بعض الأشخاص، حتى يتمكنوا من الوصول أهداف اجتماعية وسياسية ومآرب أخرى عن طريق وسائل غير مشروعة أخلاقياً ودينياً.
مضمون مثل “ليس كل من يذهب إلى الكنيسة قديساً”:
يتمثل التدين الحقيقي في التعبير عن الإيمان الحقيقي بالمعتقدات، إذ يتسم الإيمان بأنّه ينبع من المعرفة والعلم والإلمام بالأمور الدينية، كما يتصف بالالتزام بالأخلاقيات في السلوك والتعامل الذي ينبثق من صميم الدين، فيدعو الدين إلى تحلي الفرد بجميل الصفات ومكارم الأخلاق والاتسام بالأفعال الخيرة، إذ تُعد الصفات والأخلاق الجميلة من مظاهر التدين الحقيقي، بالإضافة إلى الالتزام بحفظ الأمانات وأداء الحقوق لأصحابها، وأن يكون الشخص صادق في القول والفعل.
بينما التدين المظهري والشكلي هو ما يقوم به بعض الأشخاص الذين يتصفون بأصحاب النفوس الدنيئة والمريضة، الذين يقومون بتقمص شخصيات الرجال المتدينين التقيين والزاهدين، إذ يلبسون رداء الدين الزائف، فيرتكز تفكيرهم على تكريس المظهر في الأوساط الخاصة والعامة، ويكون ذلك عبر العديد من المظاهر الذي يتجلون فيها مثل التواجد الدائم في أوقات الصلاة، كما يلازمون الرجال المتدينين الذي يحظون بمكانة مميزة لدى الناس، وفي ذات الوقت يقومون بالاحتيال عن طريق اختلاق حيل شرعية؛ من أجل تفادي دفع الأموال المستحقة.
وقد وردت العديد من الآراء والمرادفات للمثل في المعنى الضمني، سواء أكانت من الدول الغربية أو من الدول العربية، ومن ضمن تلك الأقوال قول الفيلسوف المشهور عالمياً (أرسطو) حين أطلق مقولته (يسهل خداع الشباب لأنهم يستعجلون الأمل)، كما ورد مثل مرادف للمثل المذكور في دولة الهند وهو (السلم الخداع يؤذي أكثر من الحرب المعلنة)، حيث فسر الحكماء المقصود من المثل الهندي بالسلم هو التدين الذي يتسلقون عليه المؤذيون والخداعون، وهم من ينتشرون بكثرة في المجتمعات الدولية كافة.