ما تسمع عنه قد يكون كذب - What you hear about may be false

اقرأ في هذا المقال


كل يوم يمر على الإنسان في هذه الحياة تزداد كمية انتشار الأحاديث والأخبار حول كل شيء في جميع المجتمعات في هذه الحياة، ومنها أمور ومواضيع وقضايا لا تُعد ولا تُحصى، وذلك على اختلاف اللغات والألسن، فلا أحد يتوقف عن الحديث في كل زمان ومكان، كما أنه يوجد هناك قسم من الأشخاص الذين يصدقون كل ما يسمعون، وهناك قسم يصدق بعض الكلام ويكذب بعضه، وهناك قسم آخر لا يصدق كل ما يسمعه من أخبار.

أصل المثل “ما تسمع عنه قد يكون كذب”:

قدم الصينيين على مر العصور الكثير من الأمثال الشعبية، والتي أثبتت من خلال الخبرات المكتسبة لديهم أنهم حكماء في أمثالهم، حيث وضعوا العديد من الأقاويل والأمثلة الشعبية التي تتسم بتقديم النصائح والحكمة التي تصف أمور الحياة، ومن بين تلك الأمثلة المتداولة والمشهورة عند الشعب الصيني، هذا المثل الذي تداوله الشعب الصيني بلغتهم الخاصة، ومن ثم تُرجم إلى اللغة الإنجليزية، ولكن الأوروبيين أضافوا عليه بعض الكلمات حتى يشمل جميع فئات المجتمع فقالوه هكذا (What you hear about may be false what you see is true)، وتم ترجمته إلى اللغة العربية كما صدر عن الأوروبيين فترجم بهذه الطريقة (ما تسمع عنه قد يكون كذب ولكن ما تراه حقيقة)، حيث كان يتداول به في كلتا الطريقيتين في جميع المجتمعات.

مضمون مثل “ما تسمع عنه قد يكون كذب”:

أوضح المثل الصيني قضيةٌ مهمة تتمثل في تصديق الإنسان لجميع ما يسمعه من أخبار، فأراد المثل أن يخبر الإنسان في أي مكان في العالم أن ما يقوم بسماعه من أخبار وأحاديث في الغالب تكون خاطئة أو كاذبة، ولكن ما تراه بعينييك هو ما يكون الحقيقة؛ لأن العين من المستحيل أن تكون كاذبة، نظراً لأن الرؤية البصرية ترى ما يحدث تماماً، بينما من الممكن أن يسمع الإنسان أخبار كاذبة وغير صحيحة، فيبنى عليها أقاويل وأوهام وأحداث كاذبة كذلك.

قام الشعب الصيني بهذا المثل بتقديم حكمة عظيمة عبرت عن الفلسفة في الحياة العامة في كل زمان ومكان، وذلك لأن الخبر إذا كان يحتوي على الكذب قد يؤدي إلى الكوارث الكبيرة إذا أُخذ التصديق بها، ويرجع السبب في ذلك إلى قوة الكلمة وكيفية قدرتها على التأثير على الناس وسرعة انتشارها بينهم، مما يتوجب على الإنسان عدم تصديق كل ما يقع على مسامعه، حتى لا يقع فريسة الأقاويل والأحاديث الكاذبة، فلا يوجد حقيقة حتمية سوا ما تراه العين.


شارك المقالة: