كيف كان أسلوب الجاحظ بالكتابة؟
لكل كاتب أو أديب أسلوبه الخاص بالكتابة، لكن أسلوب الجاحظ بالكتابات كان من أكثر ما يميّزه، فقد كان يميل في أغلب كتاباته إلى الضحك والفكاهة، وهذا الأسلوب كان يستخدمه في معالجة المشكلات التي كان يتناولها في كتبه، ومن أشهر الكتب التي تحدث فيها عن مشكلة واحدة من فئات المجتمع هو كتاب (البخلاء)، وكان يتميز أيضاً بردوده الساخرة حيث كان يستخدم الاستخفاف ضد خصومه، وكانت تعتبر هذه الأجوبة مسكتة لهم، وأيضاً كانت هذه السخرية تستخدم لإخراج أسرار النفوس في بعض كتبه، وكان الجاحظ يعتبر أن هذا الأسلوب ممتع جداً يخفف فيه عن القرّاء ثقل الحياة وأعبائها.
ومن أساليبه أيضاً الاستطراد لكن بعدم المبالغة والتكرار التي تشعر بالملل، وكان ينتقد كل أشكال القبح بالاستهزاء والسخرية، وكان أحياناً يستخدم الأسلوب الأنيق في المقدمات غالباً، وكان فصيح العبارات ويجمع بين الجد والهزل، وهذا الهزل كان كثيراً ما يضطره إلى استخدام أسلوب الاستطراد؛ أي الانتقال إلى موضوع آخر.
خصائص أسلوب الجاحظ
لأن أسلوب الجاحظ كان من أكثر ما شهره وجعله مميزاً عن غيره من الأدباء، فلهذا الأسلوب عدة خصائص وهي:
- السهولة والسلاسة، والاستطراد غير الممل مع تهكم وضحك، حيث يجمع أحياناً بن الجد والهزل، ويتمتع أسلوبه في الكتابة أيضاً بالنظرة الثاقبة وإيمانه بالعقل.
- أسلوبه أيضاً كان حسياً مادياً، ويجمع بين الاستطراد مع قُصر العبارات واستخدم الأضداد كثيراً خاصة في كتابه المشهور الحيوان، حيث كان يتمتع بمقدرة بيانية حيث كانت لغته سليمة.
- استخدم القصص الواقعية وصناعة الأخبار كوسيلة لكتاباته، خاصة في كتاب البخلاء؛ حيث كان ينتقد فيه شريحة كبيرة من المجتمع والتي تتَّصف بالبخل وكان الكتاب يحتوي على مجموعة قصص متسلسلة وأغلبها كانت قصص واقعية، مع استخدامه اللغة المحكية وخاصةً في الحوارات.
- تداخل المواضيع مثل التداخل الموجود بقصص الرواية المشهورة (ألف ليلة وليلة)، حيث أنه بكل قصة رئيسية يروي بطلها قصة فرعية، وهذا كان يظهر في كتابه الحيوان فهو لم يتكلم فيه عن الحيوانات فقط، بل ذكر بعض القضايا السياسية المتعلقة بالأمم والشعوب وتناول أيضاً معارف طبيعية فلسفية، فكان يظهر في أغلب كتاباته أنه لا يؤمن كثيراً أو يثق بعقل القارئ.