يشير الأدب الفيكتوري إلى الأدب الإنجليزي في عهد الملكة فيكتوريا (1837–1901). يعتبر البعض أن القرن التاسع عشر هو العصر الذهبي للأدب الإنجليزي وخاصة بالنسبة للروايات البريطانية. في العصر الفيكتوري أصبحت الرواية النوع الأدبي الرائد في اللغة الإنجليزية، سنتحدّث عزيزي القارئ في هذا المقال عن الأدب الفكتوري ونشأته.
نشأة الأدب الفكتوري
تتزامن فترة الأدب الفيكتوري تقريبًا مع السنوات التي حكمت فيها الملكة فيكتوريا بريطانيا العظمى وإمبراطورتيها (1837-1901)، وكان من نصيب هذه الملكة أن تتولّى الحكم في الفترة الأطول مقارنةً مع غيرها من الحكّام في تاريخ إنجلترا، واتسم هذا العصر بكثير من التغيّرات والتحوّلات في مجالات مختلفة مثل: المجال السياسي والاجتماعي وحتّى الاقتصادي، وكان هذا التغيير إيجابياً؛ إذ أن بريطانيا وصلت في تلك الفترة أوج عظمتها وازدهارها.
وعلى الرغم من الازدهار الاقتصادي في تلك الفترة إلّا أن هنالك فئة عانت من الفقر الشديد، مثل فئة عمّال المصانع وغيرهم، ولهذا السبب نشأ الكثير من الجدال بين الأدباء في تلك الفترة، وظهرت الكثير من النظريات مثل نظريات الاختلاف والتناقض، ومن أشهر من ألّف في تلك الفترة هو الناقد (داروين)؛ حيث كتب عن نظرية (النشوء والارتقاء)، والتي كانت تتحدّث بشكل أساسي عن نشوء الإنسان من قبل نشوء من قبله، الأمر الذي كان يتناقض مع تعاليم الإنجيل وحتى تعاليم القرآن الكريم.
خصائص الأدب الفكتوري
- التفاؤل: تميزت بداية العصر الفكتوري بالتفاؤل والإيمان بالتقدم.
- القيم الأخلاقية: ركز الأدب الفكتوري على القيم الأخلاقية مثل الواجب والاحترام والنزاهة.
- الواقعية: سعى العديد من الكتاب الفكتوريين إلى تصوير الواقع بشكل دقيق، بما في ذلك جوانبه المظلمة.
- الرومانسية: تضمن الأدب الفكتوري أيضًا عناصر رومانسية، مثل الحب والجمال والطبيعة.
أهم الكتاب الفكتوريين
- تشارلز ديكنز: اشتهر بكتاباته عن الطبقة الفقيرة في إنجلترا، مثل “أوليفر تويست” و “ديفيد كوبرفيلد”.
- ويليام ثاكيراي: اشتهر بكتاباته الساخرة عن المجتمع الفكتوري، مثل “معرض الغرور” و “حكاية هنري إسموند”.
- جورج إليوت: اشتهرت بكتاباتها عن النساء في المجتمع الفكتوري، مثل “ميدل مارش” و “آدم بيد”.
- توماس هاردي: اشتهر بكتاباته عن الريف الإنجليزي، مثل “عودة المبتعد” و “تيس من عائلة دوربيفيلد”.
- ألفريد تينيسون: اشتهر بشعره عن مواضيع مختلفة، مثل الطبيعة والحب والموت.
تأثير الأدب الفكتوري
كان للأدب الفكتوري تأثير كبير على الأدب العالمي. ساعد في تطوير الرواية الواقعية والرومانسية، وأثر على العديد من الكتاب اللاحقين.
أمثلة على أعمال أدبية فكتورية
- رواية “أوليفر تويست” للكاتب تشارلز ديكنز
- رواية “معرض الغرور” للكاتب ويليام ثاكيراي
- رواية “ميدل مارش” للكاتبة جورج إليوت
- رواية “عودة المبتعد” للكاتب توماس هاردي
- قصيدة “اللوتس آكلون” للشاعر ألفريد تينيسون
الرواية في العصر الفكتوري
ظهرت في تلك الفترة أشهر الروايات التي تم كتابتها مثل روايات الكاتب الشهير (تشارلز ديكنز)، وكانت معظم روايات ديكنز تتحدّث عن الجانب المظلم الذي يعيشه البعض في العصر الفكتوري، وعن مظاهر الفقر والحياة القاسية؛ على الرغم من التقدّم الذي وصلت له البلاد في تلك الفترة، وكانت روايته (البيت الكئيب) وصفاً لإهمال الفئة التي تعاني الفقر.
كما تناولت بعض الروايات مثل: (إيميلي)، (تشارلوت) وصف بعض المعاناة الشخصية لأبطال تلك القصة، كما أن الروايات الحديث عن الظلم والرياء المجتمعي الذي كان يعيشه البعض في تلك الفترة، وروايات أخرى تتحدّث عن حب الحرية.
نستنتج عزيزي القارئ أن الأدب الفكتوري كان مكرّساً للحديث عن الفقر المدقع الذي يعيشه البعض؛ في ظل أعظم ازدهار اقتصادي عاشته إنجلترا في تاريخها.