لماذا تعتبر الكتابة مهمة في حياة الإنسان
الكتابة كانت ولا زالت لها الأهمية الكبيرة في حياة الإنسان؛ حيث تعتبر اللغة خاصية بيولوجية ولكن الكتابة خاصية ثقافية حصل الإنسان على أهميتها بوقت متأخر، وكان الإنسان القديم يتعامل بالكثير من اللغات ولكن لعدم وجود فن الكتابة لم يتم الحفاظ عليها بل اندثرت، الكتابة مهدّت لإنشاء دولة وحدود جغرافية لها، ومهّدت للكثير من العلوم ومنها العلوم العصرية مثل علوم الفلك والرياضيات والطب والفلسفة والمنطق، بالإضافة إلى الإنجازات التي حقّقتها البشرية، وسنتحدّث في هذا المقال عن الكتابة بين الاختراع والنقل وعن أهمية الكتابة في حياة الشعوب وما هي الكتابات الأكثر استخداماً.
الكتابة بين الاختراع والنقل
بعض العلماء يعتقدون بأن الكتابة كانت امتداد من بلاد ما بين النهرين إلى جميع أنحاء العالم، لكن الحقيقة أن الكتابة نشأت بكل منطقة وإقليم بشكل مستقل؛ وذلك تم اكتشافه من خلال إجراء دراسة للمخطوطات القديمة؛ حيث وجدوا بأن أساليب الكتابة بكل مكان له أسلوب مختلف عن غيره من حيث الرموز والأشكال والرسومات.
أهمية الكتابة في حياة الإنسان القديم
من أهم الأمور التي حقّقتها الكتابة في حياة الإنسان القديم هي مراقبة الأجرام السماوية عبر الأجيال المتتابعة ممّا مكّنهم من اكتشاف عمليات الخسوف والكسوف وإمكانية التنبّؤ بها، بالإضافة إلى أن الكتابة ساعدت بإتمام العمليات الرياضية البسيطة مثل القسمة والضرب وغيرها.
أيضاً ساهمت الكتابة في تمكين الإنسان من عمل الخرائط والرسومات التوضيحية، كما كان لها أثر في استرجاع المسودات الذهنية والنفسية فساعدت على تدوين الأفكار ممّا ساعد على توريث المعرفة للأجيال، طوّرت الكتابة كذلك مفاهيم المنطق والعقل والتساؤل ممّا قاد إلى نشوء النقد وأهميته، ساعدت كذلك بتحرير الذاكرة فأصبح التخزين ليس محصوراً بالعقل فقط بل كذلك بالكتابة النصيّة، تدوين الروايات والقصص ساعد الإنسان حالياً بعميلة المقارنة واكتشاف مواطن الخطأ والغموض.
في حياة الإنسان القديم ساهمت الكتابة بظهور علوم جديدة مثل علم التاريخ وكانت إنجاز العالم هيدوروتس، وكذلك علم القياس المنطقي وكان إنجاز العالم أرسطو، تم كذلك تدوين الكثير من المفردات والمصطلحات التي تعود لزمن الجاهلية والتي ساعدت على معرفة خصائص وسمات هذا العصر، وساعد كذلك على تمييز التاريخ الصحيح من التدليس.
أهمية الكتابة في حياة الشعوب
نظراً لأهمية الكتابة قام الإنسان بتطوير أدواتها بشكل مستمر؛ وذلك من أجل تسهيل عملياتها وقاموا كذلك باستحداث أساليبها، ومن الأمور التي توضّح أهمية الكتابة في حياة الشعوب هي:
- المساهمة بنقل العادات والتقاليد والأعراف من جيل لآخر.
- المساهمة بنقل شتّى العلوم مثل علوم الطب وعلوم الفلك والفلسفة وغيرها، وساهمت بنقل علوم الحديث الشريف كذلك.
- الدقة والصدق بنقل كل ما يختص الأخبار والروايات المختصّة بالحضارات القديمة.
- المساهمة بتدوين تاريخ الشعوب مثل كتاب (الأمم والشعوب) للطبري الذي كان يتحدّث عن تاريخ الحضارات وكذلك كتاب (البداية والنهاية) لابن كثير.
- المحافظة على اللغة وعدم ضياعها واندثارها، بالحفاظ على المفردات والمصطلحات الأصيلة.
- مثّلت الكتابة صورة من صور النهضة والرقي لدى الشعوب، فكانت تعبّر عن مظاهر الثقافة والحضارة لديها.
- أهمية قانونية بحفظ حقوق الناس من خلال المعاملات التجارية فيما بينهم.
ما هي الكتابات الأكثر استخداما
اختلفت أشكال وأنواع الكتابة فكان منها تتم كتابته من اليمين إلى الشمال، ومنها من الشمال إلى اليمين، ومنها من أعلى لأسفل، ومن أكثر الكتابات تداولاً في العالم هي:
- الكتابة اللاتينية وهي التي استخدمها أكثر من 70% من سكان العالم، تتكوّن من 26 حرف وامتدت أهميتها واستخدامها بامتداد الإمبراطورية الرومانية والاستعمار الأوروبي كذلك.
- الكتابة الصينية وتسمّى كذلك الهانزي من أقدم أنواع الكتابة، تم استخدامها في الصين وكوريا واليابان، أكثر من مليار شخص كانوا يستخدمون هذا النوع من الكتابة.
- الكتابة العربية ويستخدمها أكثر من 600 مليون شخص في العالم، تكتب من اليمين إلى الشمال وساهم بانتشارها الدين الإسلامي.
- كتابة الديفاناغاري ويستخدم هذا النوع من الكتابة في أكثر من 120 لغة بالعالم مثل: الهندية والسنسكريتية والمارثونية وغيرها، الكتابة به تكون من الشمال إلى اليمين، تتكوّن من 47 حرف وتعتبر أشكال هندسية مثل الدائرة والخط المستقيم ويستخدمها أكثر من 600 مليون شخص في العالم.