ما هي أهم العناصر المكونة للعمل الأدبي؟

اقرأ في هذا المقال


يُعدُّ العمل الأدبي أحد الأعمال المكتوبة والتي من الممكن أن تكون إمَّا شعراً أو حتى نثراً، أو خاطرة أو غيرها من أشكال الفنون الأدبية، كما وأنَّ الشاعر أو الكاتب أو حتى الأديب من خلالها يعمل على التعبير عن أحد الصور لفكرة معينة أو حتى لتجربة قد مرَّ بها أو حتى بعض المشاعر التي انتابته، كما ويأمل الكاتب أو الأديب أو الشاعر بأن يوصل الأفكار التي تجول في داخله إلى القارئ بشكل واضح ومفهوم ودقيق كذلك، وهذا بالطريقة أو بالأسلوب الذي يُمكِّن فيه القارئ من أن يشعر نفسه بأنَّه يعيش ذات الظروف التي عاشها الكاتب سابقاً.

ما هي أهم العناصر المكونة للعمل الأدبي

تتواجد حزمة من العناصر ذات الخصائص المختلفة والمتنوعة في العمل الأدبي وبناءً على تلك العناصر يتم إطلاق النقد على العمل الأدبي وكذلك إطلاق الأحكام المختلفة عليه، وبالنسبة للعناصر المكونة للعمل الأدبي فهي العاطفة، الأفكار، الخيال، الأسلوب، اللغة، الصورة الفنية.

ما هي العاطفة

تعتبر العاطفة هي أساس العمل الأدبي الإبداعي، حيث أنَّ النص الذي يتصف بالجمود وعدم تحريك المشاعر بالنسبة للقارئ فإنَّه يبعث في ذاته الطابع الممل، وبالتالي الإعراض عن قراءة العمل الأدبي أو حتى التمعن به، وبالتالي يجعل القارئ حتى لو قرأ المادة الأدبية ينسى ما قرأه فور إنهاء القراءة، ويرجع السبب في النسيان بأنَّ هذا العمل لم يترك أية أثر في نفس القارئ، ولا يتم التوقف على مشاعر الفرح في العمل الأدبي، فإنَّ المادة الأدبية تتسم بتواجد مشاعر الفرح والحزن والخوف أو حتى القلق على حدٍ سواء، وهذا تبعاً للموضوع المتواجد في تلك المادة.

ما هي الأفكار

تتزامن الأفكار والعاطفة مع بعضهم البعض في العمل الأدبي، حيث أنَّه من المستحيل أن يتم تواجد عمل أدبي بدون فكرة معينة يتبناها أو يريد الأديب أن يعرضها على الملأ، حيث تعتبر الفكرة الرئيسة في النص هي الرسالة، وبالتالي فإنَّه لا يُمكن أن يتم ارسال رسالة لا تحمل موضوعاً أو فكرة معينة، وبالتالي يجب التنويه بأنَّ العمل الأدبي يحتوي على فكرة أو حزمة من الأفكار المسترسلة والمتتابعة، ومن الممكن أن يكون العمل الأدبي عبارة عن فكرة واحدة ولكنه يتفرع منها عدد من الأفكار الأخرى.

ما هو الخيال

يرتبط عنصر الخيال في العمل الأدبي بعنصر العاطفة الأدبية، بشكل كبير ووثيق جداً، فإنَّه من الواجب على الكاتب والأديب الذي عمل على كتابة مادة أدبية معينة أن يُلهم القارئ الخيال، بحيث يتخيل القارئ نفسه يعيش في ذات العمل الأدبي سواء كان قصة أو رواية أو شعر أو غيرها، كما ويجب أن يكون الخيال منطقياً؛ أي أنَّه يعمل على توضيح المعاني والأفكار ولا يعمل على طمسها وإخفائها، حيث أنَّ الخيال إذا اقترب من المستحيل أصبح بالتالي وهماً ولا يشعر القارئ بأي شيء اتجاه العمل الأدبي وبالتالي لا يترك أثر فيه.

ما هو الأسلوب

تم تحديد العديد من المعايير والأمور التي يجب أن يتم مراعاتها من أجل عنصر الأسلوب، ومن بين تلك الأمور هو يجب على الأسلوب المتبع في العمل الأدبي أن يكون موحداً وهذا في العمل الأدبي الواحد فقط، وبالتالي فإنَّ الأسلوب يعبِّر بشكل كبير عن الموضوع وكذلك عن الأفكار الأساسية المتبعة، كما وأنَّ أسلوب الكتابة أو تلك الطريقة المتبعة في كتابة العمل الأدبي يجب أن يدل على الكاتب للعمل الأدبي نفسه، وبالتالي فهو عمل واضح وثابت المعالم والقواعد.

وبالنسبة للأسلوب التي يتصف بالركاكة أو الذي يتصف بالتغير قد يُلقي على العمل الأدبي طبقة ضبابية غريبة كذلك، وبالتالي تعمل على فصل الأفكار وتشتتها، أو تفكك النص إلى الكثير من الأجزاء الذي يمتلك كل جزء منها أسلوب مختلف تماماً، وإن كانت تلك الأجزاء تتحدث عن ذات الموضوع أو عن الفكرة نفسها.

ما هي اللغة

تعتمد اللغة في أساسها على الكلمات التي يتم انتقائها واختيارها، فمن الممكن أن تكون كلمات فصيحة أو حتى بليغة أو عامية أو تلك اللغة الدارجة، وبالتالي فإنَّ عملية انتقاء الكلمات المختلفة يعتمد اعتماداً رئيساً على كل من الأسلوب والفكرة والموضوع، إلى جانب اعتمادها على الكاتب ذاته، وعلى الجمهور أو الشريحة المستهدفة القارئة على حدٍ سواء، وبغض النظر عن اللغة المستخدمة وأسلوبها، فإنَّها يجب أن تكون سليمة وصيح وكذلك موحدة وهذا في كافة العمل الأدبي.

ما هي الصورة الفنية

تترك الصورة الفنية المتواجدة في العمل الأدبي الوقع القوي على النفس وهذا على العكس تماما من السرد الذي يتم بطريقة روتينية، كما وأنَّه من الممكن استعمال الصور الفنية المختلفة من أجل تحقيق الكثير من الأغراض كالتوضيح والشرح أو حتى من أجل إثارة مشاعر وخيال القارئ، إلى جانب إضافة الجمال للنص، ونجد الصور الفنية مستخدمة بكثرة في القصائد الشعرية.

المصدر: الأدب العربي عبر العصور، هدى التميمي، ‏دار الساقي، 2017.محاضرات في الأدب العربي، د. شوكت المصري، 2015.الادب العربي بين الدلالة والتاريخ - صفحة 46، علي، عدنان عبيد، 2000.تاريخ الأدب العربي، حنا الفاخوري، 2014.


شارك المقالة: