لماذا تعتبر الكتابة للأطفال أمر صعب؟
الكتابة بشكل عام تعتبر مهارة لا يتقنها أي شخص عادي أيّاً كان مجالها، ولكن الكتابة للأطفال هي الأمر الأصعب؛ فهي بالإضافة إلى أنّها تتطلّب إبداع في الكتابة ومهارة إتقانها تحتاج أيضاً من الكاتب القدرة على تحويل المفاهيم المختلفة مثل الخير والشر والعنف والسلام إلى كلمات تشكّل صور مفهومة وواضحة للأطفال، سنتحدّث في هذا المقال عن أهم استراتيجيات الكتابة لدى الأطفال.
أهم استراتيجيات الكتابة للأطفال:
من أجل أن تكون الكتابة مناسبة للأطفال ويستطيعون فهمها بشكل جيّد يجب على الكاتب أن يراعي الأمور التالية:
تحديد العمر لدى الطفل:
عندما يريد الكاتب أن يكتب أي شيء خصوصاً إذا كانت قصّة، فيجب عليه أن يحدّد تماماً ما الفئة العمرية المستهدفة، فمثلاً من عمر 3-7 يعتبر فئة خاصّة أمّا إذا كان أكثر مثل من 7-10 فهذه فئة عمرية مختلفة، كل منهم بحسب عمره يمتلك مهارة وقدرة على الفهم مختلفة عن غيره بمعنى تكون مهارات الفهم لديهم متفاوتة بحسب العمر.
لذلك يقوم الكاتب أوّلاً بدراسة أبعاد هذه الفئة العمرية وإدراك مؤهلّاتهم، ولا مانع من محاورة طفل أو أطفال بالعمر الذي يريد الكتابة له، ومن خلال هذا الحوار يستطيع أن يفهم هذه الفئة بشكل أكبر واخذ صورة عن ردود الأفعال لديهم من خلال عرض نوع من الكتابات عليهم.
اختيار نوع الكتابة:
بعد تحديد الفئة العمرية يجب كذلك أن يحدّد الكاتب ما هو النوع الذي سيقدّم فيه محتواه الكتابي، ويجب أن يعرف أن خياراته محصورة بحيث يكتب بمجال: القصة، الرواية، القصة القصيرة فقط؛ وذلك لأن الأطفال لا يستوعبون الشعر أو النثر مثلاً أو المقالات بل يحتاجون لأسلوب السرد والخيال فهم يمتلكون خيال خصب ويحتاجون لإعماله.
ولا ينسى الكاتب أن يراعي أن الفئة العمرية الصغيرة تحتاج لقصص مصوّرة والأكبر قليلاً صور وكتابة أمّا إذا كانت الفئة من 10-8 عاماً فيمكن التنوّع في الكتابة فثلاً يمكن كتابة روايات أو قصص بوليسية.
استخدام الأسلوب المناسب لكل فئة عمرية:
الطفل بالرغم من صغر عمره إلّا أنّه بحاجة كبيرة إلى أن يشعر بأن ما يقرأه يحترم مستوى فهمه وذكائه، فيجب على الكاتب أن يحترم متطلّبات الفئة العمرية من ناحية اللغة؛ فالأطفال ينمون وتنمو معهم اللغة الكتابية، وبذلك يتفهّم الكاتب ما اللغة المناسبة لكل عمر حتّى تكون مفهومة وواضحة وسهلة الفهم لديهم ويبذل الجهد المتواصل في ذلك.
وأخيراً لا ننسى أن هنالك فئة تعاني ممّا يسمّى بصعوبات التعلّم، فيجب على الكاتب أن يراعي هذه الفئة وذلك من خلال عدّة طرق، منها كتابة بعض الكلمات بألوان مميّزة عن غيرها وأن يطلب الكاتب من الطفل قراءتها لأكثر من محاولة أو نقلها ونسخها من اللوح على الدفتر لعدّة مرات حتّى يتأكد الكاتب أنّه أصبح قادراً على قراءة الكلمة وكتابتها، وبذلك يكون قد تعلّم الكتابة.