قصة جحا مع الملك

اقرأ في هذا المقال


قصة جحا والملك:

قصة جحا والملك هي من القصص التي تتحدث عن تحدّي نشأ بين الملك وجحا وتصرّف به جحا بكل ذكاء وحكمة، والقصة هي أنّه في يوم من الأيام كان جحا يجلس مع الملك في القصر وكانا يتحدثّان، أراد الملك أن يقوم بممازحة جحا فسأله عن شيء وقال له: هل تستطيع يا جحا أن تمضي ليلة كاملة وأنت عاري الصدر في الأيام الباردة؟، وقال له: إن فعلت ذلك سوف أعطيك ألف دينار ذهبي، فقال جحا له: نعم أستطيع ذلك.

وبعد الاتفاق انتظر الملك حتى أن جاءت ليلة باردة جدّاً، وطلب من جنوده أن يرافقوا جحا لقمة من قمم الجبال وأن يراقبوه بأن يسير عاري الصدر، وأن يتأكدوا بأنه لن يشعل ناراً ويتدفأ بها، كانت هذه الليلة بادرة جدّاً وقام جحا بفعل ما طلبه الملك منه ومكث عاري الصدر، أما جنود الملك فقد ارتدوا ثياب ثقيلة لشدة البرد، ومكثوا بمكان بعيد مراقبين جحا كما أمرهم الملك.

مكث جحا في هذه الليلة عاري الصدر، وكانت ليلة باردة وصعبة وشديدة، بالكاد استطاع جحا أن يتحمّلها فقد شعر أن الدم قد تجمّد بعروقه من شدة البرد، وفي اليوم التالي وبعد انتهاء الليلة ذهب جحا للملك وبدا أنّه سليماً ولم يصبه أي شيء أو سوء، وتعجّب الملك لذلك وسأل جحا بما شعر وممّا عانى في هذه الليلة قاسية البرودة!.

وظل الملك يسأل جحا عما شعر به من جوع وبرد وتعب، إلى أن سأله فيما إن رأى ناراً موقدة، فأجابه جحا أنه رأى ناراً موقدة من مصباح صغير في إحدى بيوت القرية المجاورة، وهذا البيت كان على سفح الجبل، ضحك الملك وقال لجحا: أنت استدفئت على هذه النار إذاً  وخسرت الرهان وخسرت المبلغ الذي كنت سأمنحه لك.

بعد قول الملك لجحا شعر جحا بالاستياء والغيظ، بعد تحمّله للبرد لمدة ليلة كاملة فقام الملك بخداعه، وقام يفكر ماذا سيفعل وكيف سيحصل على المبلغ الذي يستحقّه ولكن الملك خدعه بالحيلة، فخطر بذهنه حيلة، ذهب إلى الملك ودعاه للغداء وأخبره أنه سيقوم بعمل مائدة طعام له ولحاشيته بين البساتين والزهور، ووافق الملك وحضر الغداء، وعند قدومه هو وحاشيته احتار له جحا مكاناً مناسباً وجلس معه وظل يتجاذب معه أطراف الحديث ويمازحه ويحكي له حكاياته الطريفة كالعادة، إلى أن مضى الوقت وفات موعد الغداء المحدّد.

بقي جحا على هذا الحال وكان بين فترة وفترة يقوم بمغادرة الملك لفترة قصيرة ثم يعود خالياً من أي إناء، استاء الملك وبدأ هو وحاشيته بالشعور بالجوع الشديد، وقام الملك بسؤال جحا عن سبب كل هذا التأخير فأجابه جحا: أنا أعتذر لكن الغداء لم ينضج بعد ولكن هذا ليس بسببي بل بسبب النار، وقرّر الملك وقتها أن يذهب هو وحاشيته ويلقي نظرة على صنيع جحا، فتفاجأ بأن جحا يضع قدور الطعام بأعلى شجرة وقام بتعليقهما بجذع عالي، ووضع النار بالأسفل بحيث النار بعيدة عن الأواني ولا يصل لهما إلّا القليل من الدخان.

غضب الملك جدّاً لهذا، وقال لجحا لماذا تسخر بنا يا جحا؟، فأجابه جحا ألم تقل لي بأني استطعت أن اتدفأ على نار المصباح من مكان بعيد، فكيف لا تصدّق بأن الطعام سينضج من بعد أمتار قليلة؟ ضحك الملك و أعجب بذكاء جحا وفطنته، وبهذا الضحك ذهب غضبه وأمر جنوده بأن يمنحوا جحا المبلغ الذي وعده بأن يعطيه له وهو الألف دينار ذهبي.


شارك المقالة: