نبذة عن محمد بن يسير الرياشي:
وهو محمد بن يسير الرياشي أبو جعفر، يُعتبر من روّاد الأدب في عصر الدولة العباسية وشعرائها العظماء. ولم يذكر المؤرخون الذين كتبوا سيرة حياته زمناً ووقتاً معروفاً لولادته، غير أنَّهم ذكروا مكان ولادته في بصرة العراق.
وهو في الأصول مولى لبنو الرياش وكان كثيراً ما يشرب الخمرة، حيث عُدَّ من الهواة بالحمام والطيور ولم يقدر على ترك الخمرة يوماً. وفي الثلث الأخير من القرن الثاني للهجرة عاصر خلافة الخليفة الأموي هارون الرشيد. وعاش كُلَّ حياته في البصرة في العراق، حيث كان يحب البصرة خاصة و العراق عامة كثيراً.
وذكر المدوّنون لحياة الشاعر محمد بن يسير الرياشي أنَّه لم يهتم بتاتاً في مظهره ومنظره، حيث رثا أحمد بن يوسف الكاتب وكان أحمد بن يوسف من أقرب الأصدقاء له. ومن صفاته أنَّه كان يُحبّ المؤانسة كثيراً والمجالسة كذلك. وكان بخيل في إنفاقه وامتلك الشاعر محمد بن يسير الرياشي بستاناً واسعاً جداً.
ودرس الشاعر محمد بن يسير الرياشي اللغة العربيّة وأتقنها إتقاناً تاماً، كما عمل على إحداث حركة أدبية عظيمة في العصر العباسي الأول، حيث كتب الشعر ونظّمه على طريقة الشعر العربي التقليدي.
ومن سماته الشعرية أنَّ شعره الذي كتبه ونظمه كان كثير السلاسة والعذوبة والشهولة كذلك. وكان الغزل والرثاء والغزل والهجاء والوصف من الأغراض الرئيسية التي استخدمها الشاعر؛ من أجل كتابة قصائده الشعرية، حيث كتب الشعر الحكيم حيناً وشعر في الخمر والمجون حيناً آخر.
وكان شديد الاعتناء ببستانه الذي امتلكه، حيث كتب الكثير من القصائد التي وصف فيها الطبيعة والطيور والحيوانات على اختلافها. وكتب قصيده يرثي فيها بستانه الذي أماته الشتاء العاصف القارص.
وأمّا عن العصر الحديث واعتناء الأدباء بقصائده الشعرية وكتاباته، فقد قام شارل بلا بتحقيق منه بنشر أشعار الشاعر محمد بن يسير الرياشي؛ وذلك في عام ألف وتسعمائة وخمسة وخمسون. وبعدها في عام ألف وتسعمائه وسبعة وثمانون للميلاد تم إعادة نشر هذا الديوان.
وفي عام ألف وتسعمائة وستة وتسعون للميلاد، قام مظهر الحجي وبتحقيق منه بإعادة نشر هذا الديوان؛ وذلك بصدوره عن دار الذاكرة في حمص في الجمهورية العربية السورية. وتوفّي الشاعر محمد بن يسير الرياشي سنة ثمانمائة وثلاثة وثلاثون للميلاد في البصرة في العراق.