مخطوطات كهوف قمران أي مخطوطات البحر الميت هي مخطوطات دينية يهودية وعبرية قديمة تم اكتشافها بين عامي 1946 و1956 في كهوف قمران في ما كان وقتها آنذاك فلسطين الانتدابية بالقرب من عين فشكها في الضفة الغربية على الشاطئ الشمالي للبحر الميت، يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد إلى القرن الأول الميلادي، وتعتبر مخطوطات البحر الميت حجر الزاوية في تاريخ علم الآثار ذات الأهمية التاريخية والدينية واللغوية؛ لأنها تتضمن أقدم المخطوطات الباقية من الكتب الكاملة التي تم تضمينها لاحقاً في شرائع الكتاب المقدس.
الاكتشاف الأولي لمخطوطات البحر الميت
تم اكتشاف مخطوطات البحر الميت في سلسلة من 12 كهفاً حول الموقع المعروف أصلاً بكهوف عين فشكها بالقرب من البحر الميت في الضفة الغربية التي كانت جزءاً من الأردن بين عامي 1946 و1956 من قبل رعاة بدو وفريق علماء الآثار، وترتبط ممارسة تخزين المخطوطات المقدسة البالية في أواني خزفية مدفونة في الأرض أو داخل الكهوف بالعادات اليهودية القديمة المتمثلة في جينيزا.
حفريات قمران واكتشافات الكهوف الجديدة
في نوفمبر 1951 بدأ Roland de Vaux وفريقه من ASOR التنقيب الكامل عن قمران 1241 بحلول فبراير 1952 اكتشف البدو 30 شظية في ما كان سيطلق عليه الكهف أسفر اكتشاف الكهف الثاني في النهاية عن 300 أجزاء من 33 مخطوطة، بما في ذلك أجزاء من اليوبيلات وحكمة سيراخ المكتوبة بالعبرية (2324) في الشهر التالي في 14 مارس 1952، اكتشف فريق ASOR كهفاً ثالثاً به أجزاء من اليوبيلات والمخطوطة النحاسية بين سبتمبر وديسمبر عام 1952 تم اكتشاف أجزاء ومخطوطات الكهوف 4 و 5 و 6 من قبل فرق ASOR.
مع ارتفاع القيمة النقدية للمخطوطات حيث تم الإعلان عن أهميتها التاريخية، قام البدو وعلماء الآثار ASOR بتسريع بحثهم عن المخطوطات بشكل منفصل في نفس المنطقة العامة من قمران والتي كان طولها أكثر من كيلومتر واحد، بين عامي 1953 و 1956 قاد دو فو أربع بعثات أثرية أخرى في المنطقة للكشف عن المخطوطات والقطع الأثرية، إذ تم اكتشاف الكهف في نوفمبر عام 1956 وأسفر عن القطع الأخيرة التي تم العثور عليها بالقرب من قمران.
تتجمع الكهوف 4-10 في منطقة تقع على مقربة نسبية 150- 160 ياردة من خربة قمران، بينما تقع الكهوف (1، 2، 3، 11) ميل واحد (1-2 كيلومتر) شمالاً مع الكهف 3 الأبعد، وفي فبراير 2017، أعلن علماء الآثار في الجامعة العبرية عن اكتشاف الكهف الثاني عشر الجديد، إذ تم العثور على رق واحد فارغ الجرة لكن الجرار والمعاول المكسورة والفارغة تشير إلى أن الكهف نهب في الخمسينات.
في مارس 2021 تم الإعلان عن اكتشاف عشرات القطع التي تحمل نصاً توراتياً مكتوب باللغة اليونانية من كتابي النبي زكريا وناحوم، يعتقد أن هذه المجموعة من الاكتشافات كانت مخبأة في كهف ما بين 132 و136 ميلادي خلال ثورة بار كوخبا، ومع ذلك تم اكتشاف سلة من القصب المنسوج عمرها 10500 عام في كهوف المربعات في محمية ناحال دارجة، تضمنت الاكتشافات الأخرى بقايا طفل ملفوف بقطعة قماش يعود تاريخيها إلى حوالي 6000 عام، ومخبأ من العملات المعدنية من أيام ثورة بار كوخبا.