اقرأ في هذا المقال
“إنّ إرداتي هي التي تحكُمني وليس المكان أو الزّمان أو النّاس”
نوال السعداوي
يفقد الإنسان كرامته حين يعجز عن الإنفاقِ على نفسه.
إنّ شرف الإنسان رجلًا أو امرأة هو الصدق؛ صدق التفكير وصدق الإحساس وصدق الأفعال. إنّ الإنسان الشريف هو الذي لا يعيش حياة مزدوجة؛ واحدة في العلانية وأخرى في الخفاء.
عدْوَى الرياضة انتقلت من خلال القُضبان إلى السّجينات الأخريات فى الفناء. ما إنْ يرونني أقفزُ فى الحوش حتى يقفنّ أمامي صفّاً طويلاً ويقفزنّ مثلي.
وعرفت السّجينات موعد رياضتي، الساعة التاسعة صباح كل يوم يتجمعنّ أمام الباب بجلاليبهنّ البيضاء الطويلة وأقدامهنّ الحافية، واقفات مستعدات. ما إنْ أبدأ حتى ينتظمنّ فى الصف ويبدأنّ معي حركة بحركة.. وفى يوم تأخرت قليلا عن الساعة التاسعة، فإذا بأصواتهنّ تنادينى يا دكتورة.. يا دكتورة.. الساعة تسعة.
لا شيء يقتل الإنسانَ سوى الانتظار .. لا يموت الإنسان فى السّجن من الجوعِ أو من الحرّ أو من البرد أو الضرب أو الأمراض أو الحشرات. لكنّه قد يموت من الانتظار. الانتظار يحوّل الزمن إلى الّلازمن، والشيء إلى الّلاشيء، والمعنى إلى الّلامعنى.
المرض فى السجن أسوأ من الموت. إنّه نوع من الموت البطيء الطويل أوالموت مئات المرات بدلاً من مرّة واحدة .. ومنذ الّلحظة الأولى التي رأيتُ فيها طبيب السّجن وعيادته قرّرتُ ألا أمرض.
فى السجن تظهر حقيقة الإنسان. يقف عاريا أمام نفسه وأمام غيره. تسقط الأقنعة… والشّعارات… فى السّجن ينكشف المعدن الحقيقي للشّخصية، خاصةً فى الأزمات.
إنّ المعرفة هي إثارة عدم الرضا في نفس الإنسان من أجل أنْ يعمل على تغيير حياته إلى الأفضل. ولولا عدم الرضا لما تقدّم الإنسان ولكانت حياته كحياة الحيوانات. إنّ الحيوانات لا تشعر بعدم الرّضا، ولا تشعر بالقلق، ولذلك هي لا تغيّر حياتها إلى الأفضل.
إنّ الحرب هي أكبر الجرائم في العالم ، و هي دائماً من أجل الأرض أو المال أو البترول ، أي ” الاقتصاد ” ؛ لكنّها تتستّر دائماً تحت أردية دينية أو أخلاقية أو إنسانية، و يلعب “الإعلام” الحديث الدور الأكبر لتغطية الحقائق المادية بستائر من الرّوحانيات.