تحدث رواد الأدب القدامى كثيرًا عن الهرم في مقطوعاتِهم وتمكنوا من وصف آلامهم جراء هذا وتحسروا على أيام الصبا، وفي هذا المقال سنتحدث عن هذه المشاهد.
مشاهد الشيخوخة في أبيات أشهر شعراء الجاهلية
أكثر الأدباء الجاهليين من الشكوى جراء الهرم الذي حرمهم من كل شيء تمتعوا به في ريعان شبابهم، وقال عن ذلك النحوي يونس: ” ما بكت العرب على شيء بكائها على شبابها، وما بلغت ما يستحق” وأهم الأدباء الذين تناولوا هذه المشاهد في أبياتهم:
1- امرؤ القيس وخط في ذلك:
فوا عجبا ما قد عجبت من الفتى
تُبدّله الأيام والدهر أعصرا
فإن يمس يوما ذا شباب فإنها
ستُخلفُه شيبًا وخلقًا مُحسرا
2- ذو الإصبع العدواني: تحدث عن مشاهد الشيخوخة وما يرافقه من الضعف ونحول في الجسد وانحناء الظهر حيث ردد:
أصبحتُ شيخا أرى الشخصين أربعة
والشخص شخصين لما مسي الكبر
ما للكواكب يا دهماء قد جعلت
تزورعني وتطوى دوني الحجر
3- عدي بن زيد: حيث تحسر في مقطوعاته على الشباب المنصرم وشعوره بالعجز الشديد ويشبهه بالضيف المكروه حيث نظم:
نَزَلَ المشيبُ بِوَفدِهِ لا مَرحَبَا
ورَأَى الشَّبابُ مَكَاَنهُ فَتَجَّنبَا
ضَيفٌ بَغيضٌ لا أَرَى لي عُصرَةً
مِنهُ هَرَبتُ فَلم أَجِد لي مَهرَبَا
4- دريد بن الصمة: كان حديثه عن الشيخوخة مغاير حيث حرص على تحديها وإصراره على الحياة حيث يقول:
يا هند لا تُنكري شيبي ولا كبري
فهمَّتي مثل حدّ الصَّارم الذكر
ولي حنانٌ شديدٌ لو لقيتُ به
حوادث الدهر ما جاءت على بشر
5- سلمى بن غُوية الضبي: تناول الأديب مشاهد التقدم بالعمر ونفور زوجته والنساء الحسان منه:
هزئت زنيبة أن رأت ثرمي
وأن انحنى لتقادم ظهري
من بعدها عهدت فأدلفني
يوم يجيء وليلة تسري
9- عنترة بن شداد: حيث رأى في هذه المشاهد ذنب قبيح لا تقبله عبلة حيث نظم:
ذَنبي لِعَبلَةَ ذَنبٌ غَيرُ مُغتَفِرِ
لَمّا تَبَلَّجَ صُبحُ الشَيبِ في شَعري
رَمَت عُبَيلَةُ قَلبي مِن لَواحِظِها
بِكُلِّ سَهمٍ غَريقِ النَزعِ في الحَوَرِ