يصيبنا الإندهاش في بعض الأحيان، عندما نشاهد مصيبة ألمت بشخص ما، ونرى أحدهم يقوم بمحاولة استغلال الحدث والظرف؛ من أجل تحقيق مكاسب شخصية على حساب أذية الأخرين.
مضمون مثل “مصائب قوم عند قوم فوائد”:
في معظم الظروف والمواقف التي كانت تحصل مع الآخرين في القدم، كان هناك من يستغل المواقف المؤذية لتحقيق غاياته الطماعة، وكانت تعمل بهذا المبدأ العديد من الدول، ففي ظل الظروف والأوقات الحالكة التي ألمت بالشعوب، كان هناك من يقوم بالمتاجرة لحسابه الشخصي، فمثلاً تاجروا في قتلى الحروب، وآخرون تاجروا بمال الناس من حولهم وهم على قيد الحياة.
أحداث دارت حول مثل “مصائب قوم عند قوم فوائد”:
كان قديماً في المجتمعات الإنجليزية تنتشر هذه الظاهرة كثيراً، حيث كان شخص يدعى “ماير روتشيلد”، وهو مصرفي يهودي ألماني، قام بأكبر عملية سرقة تاريخية في كل أوروبا، فعمل على سرقة فرنسا وبريطانيا في ذات الوقت، ولم يقتصر على سرقة أموال الشعوب، بل تطرق أيضاً لسرقة الأراضي.
كان ذلك اليهودي يعمل لصالح بريطانيا خلال فترة الحرب، حيث كان يقوم بتمويلها في تلك الفترة، وكان شقيقه الأكبر يقوم بتمويل فرنسا في نفس تلك الفترة، علم اليهودي من شقيقه أن بريطانيا هزمت “نابليون” في الحرب، فقام باستدعاء شخص وموله بمبلغ كبير جداً من المال؛ من أجل الذهاب إلى بريطانيا ونشر أخبار كاذبة، تفيد بأن نابليون هو من انتصر في الحرب ضد بريطانيا، وأنه قريباً سيأتي إليهم، فهو على الأبواب.
أسرع كل من الفرنسيون والبريطانيون ببيع جميع ما يملكون من أراضي وبيوت؛ من أجل أن يتخلصوا من النقود الفرنسية والإنجليزية؛ لأنها ستتحول إلى نقود لا فائدة منها ولا قيمة لها، فلجأ بعضهم إلى بيع بيته مقابل رغيفاً من الخبز يسد به رمقه هو وعائلته.
وفي أثناء طريقهم في الهروب من كارثتهم التي تلاحقهم بالقريب العاجل كما كانوا يعتقدون، اكتشفوا الخدعة، وذلك بعد إدراكهم لهبوط في أسهم البيوت والأراضي، فقد اشتروها الأخوين روتشيلد في كل من فرنسا وبريطانيا بأسعار رمزية وبخيسة الثمن، فلم يعد أحد من الأخوين يهتم بشراء شيء.
وفي نهاية الأمر حصل الأخوين على الكثير من المنازل والأراضي من مالكينها، وكل ذلك كان بالقانون، دون إجبار أحد منهم، فكان العديد يتساءل لماذا يشتري الأخوين العقارات والفرنسيون سيقتحمونها قريباً، فأصبحت جميع الأملاك من نصيب الأخوين، من خلال استغلالهم لحاجة الناس الأبرياء.