مظاهر فقدان الإبداعية في الأدب الإنجليزي الحديث

اقرأ في هذا المقال


كلمة الإبداعية تعني الميل للعاطفة في الكتابة، والإبداعية كلمة أطلقت على العصر الرومانسي في الأدب، ولكن هل استمرّت في العصر الحديث؟ هذا ما سنذكره عزيزي القارئ في هذا المقال.

لماذا فقد العصر الحديث عنصر الإبداعية في الأدب؟

  • يمكننا القول أن التغييرات المهولة والتطوّرات السريعة والمتتالية هي الأساس لفقدان الكتابات الأدبية الإبداعية والعاطفية في الأدب الحديث، ومن أهم الأمثلة التي توضّح هذا الأمر هي:
  • الحركة الصناعية التي نشأت مع بدايات القرن التاسع عشر ساهمت في توقّف الأدباء للميل للعاطفة والميل بشكل أكثر للوقاع المحسوس، ونظروا للواقع المادي بأنّه أمر لا يمكن الهروب منه، كما كان يفعل الأدباء في الماضي عند وصفهم للطبيعة والجمال وإضافة عنصر الخيال في أعمالهم.
  • بدأ ميل الكتّاب للنظر بأن الواقع الذي يعيشونه بحاجة للعلاج والتغيير، ومن الأمثلة على ذلك أعمال الأديب ماثيو أرنولد، والذي كان يذكر في كتاباته مقارنة بين حضارة اليونان التي كان يطغى بها الجمال على المادّة، ويعقد مقارنة بينها وبين حاضره الأليم، وهذا في كتابه (الثقافة والفوضى).
  • أعمال الأديب توماس كارلايل التي كانت تجسّد بعض المثل في الأدب الألماني القديم، وتركيزه على الشخصيات البطولية التي يقدّمها على أنّها مصدر ملهم لعدم طغيان المادة على الروح.
  • كما أن الشعر تحدّث عن فقدان عنصر الإبداعية؛ فقد ذكر الشاعر (ربورت براوننغ) في أشعاره ما هي أهم أسباب الدوافع البشرية للشر.
  • وجود بعض الأعمال الأدبية التي تحكي عن فقدان عقيدة الإيمان والفراغ الروحي في المجتمع الحديث، ومقارنتها بالحياة القديمة التي كانت تباركها عقيدة الإيمان الجليّة، ومن أشهر من كتب في هذا الأمر الأديب (تنيسون) في شعره ونثره.
  • كانت الروايات في هذا العصر أيضاً تعبّر عن مدى فقدان عنصر الإبداعية؛ وهذا من خلال وصفها للواقع المحزن الذي عاشه الناس في المجتمع، ومن أشهرهم الروائي الشهير (تشارلز ديكنز)، بالإضافة لبقيّة الروائيين التي اتصفت أعمالهم بالواقعية ومن أمثالهم: الروائي (تاكري) والروائي (كاسكل)، كما أن الروايات اتجهت لأسلوب الانعزال ولم تعد تبحث عن رضا الجمهور وطغى عليها تيّار الوعي.

شارك المقالة: