معاني من كلمة القصاص في القرآن

اقرأ في هذا المقال



معاني من كلمة القصاص في القرآن :

قال تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلۡقِصَاصُ فِی ٱلۡقَتۡلَىۖ ٱلۡحُرُّ بِٱلۡحُرِّ وَٱلۡعَبۡدُ بِٱلۡعَبۡدِ وَٱلۡأُنثَىٰ بِٱلۡأُنثَىٰۚ فَمَنۡ عُفِیَ لَهُۥ مِنۡ أَخِیهِ شَیۡءࣱ فَٱتِّبَاعُۢ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَأَدَاۤءٌ إِلَیۡهِ بِإِحۡسَـٰنࣲۗ ذَ ٰ⁠لِكَ تَخۡفِیفࣱ مِّن رَّبِّكُمۡ وَرَحۡمَةࣱۗ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ بَعۡدَ ذَ ٰ⁠لِكَ فَلَهُۥ عَذَابٌ أَلِیمࣱ﴾ صدق الله العظيم [البقرة ١٧٨]

الله تعالى جعل كتابه قرآناً عربياً، ونزل به الروح الأمين بلسانٍ عربيٍ مبين، وليس بلسان العرب، فوجب إذاً أن نتدبره كذلك، فهنا الله تعالى قال: (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلۡقِصَاصُ فِی ٱلۡقَتۡلَىۖ) صدق الله العظيم، ولم يقل ربنا – كتب عليكم القتلى بالقتلى – ولهذا وجب علينا أن نُبين دلالة كلمة (القِصاص).

فالله تعالى قال في سورة الكهف: ﴿قَالَ أَرَءَیۡتَ إِذۡ أَوَیۡنَاۤ إِلَى ٱلصَّخۡرَةِ فَإِنِّی نَسِیتُ ٱلۡحُوتَ وَمَاۤ أَنسَىٰنِیهُ إِلَّا ٱلشَّیۡطَـٰنُ أَنۡ أَذۡكُرَهُۥۚ وَٱتَّخَذَ سَبِیلَهُۥ فِی ٱلۡبَحۡرِ عَجَبࣰا﴾ صدق الله العظيم [الكهف ٦٣] ثم تابع قائلاً: ﴿قَالَ ذَ ٰ⁠لِكَ مَا كُنَّا نَبۡغِۚ فَٱرۡتَدَّا عَلَىٰۤ ءَاثَارِهِمَا قَصَصࣰا﴾ صدق الله العظيم[الكهف ٦٤] قال: (قَصَصࣰا) ولم يقل: ( قِصاصاً) وذلك لأنّ كل كلمة لها جذرها اللغوي، وبالتالي لكل كلمة دلالتها.

فكلمة ( قصصا) هي مصدر لفعل قصّ، فنقول: قصّ عليه الرؤيا، يعني أخبره بها، ولهذا قال الله تعالى في سورة القصص: ﴿وَقَالَتۡ لِأُخۡتِهِۦ قُصِّیهِۖ فَبَصُرَتۡ بِهِۦ عَن جُنُبࣲ وَهُمۡ لَا یَشۡعُرُونَ﴾ صدق الله العظيم [القصص ١١] وهنا تعني: ابحثي عن أخباره، أي استخبري عنه.

لكنّ الله سبحانه وتعالى عندما تكلم عن القتلى قال (ٱلۡقِصَاصُ) وذلك لأنّ الكلمة هي مصدر لفعل ( قاصّ) وهي تعني: تعويض الشيء بشيء آخر يساويه أو يُعادله، فعندما قال الله تعالى: (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلۡقِصَاصُ فِی ٱلۡقَتۡلَىۖ) صدق الله العظيم، فذلك ليضع حداً لقتل القاتل، كما كان يسود من قبل، ويوجب سبحانه القصاص، أي الحكم بما يُعوّض فعل القتل، ولهذا قال الله تعالى في سورة الشورى: ﴿وَجَزَ ٰ⁠ۤؤُا۟ سَیِّئَةࣲ سَیِّئَةࣱ مِّثۡلُهَاۖ ﴾ صدق الله العظيم، وهنا نرى، لم يقل – سيئةٍ بسيئةٍ – وهنا يتكلم بالمفهوم العام، إلا أن الله تعالى حرَّم جميع أنواع قتل الإنسان لأخيه الإنسان، والذي يُعدّ من كبائر السيئات، إلا أن يكون ذلك القتل دفاعاً عن النفس، أو لمحاربة الفساد في الأرضِ كما جاء في سورة الإسراء قال تعالى: ﴿وَلَا تَقۡتُلُوا۟ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِی حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۗ وَمَن قُتِلَ مَظۡلُومࣰا فَقَدۡ جَعَلۡنَا لِوَلِیِّهِۦ سُلۡطَـٰنࣰا فَلَا یُسۡرِف فِّی ٱلۡقَتۡلِۖ إِنَّهُۥ كَانَ مَنصُورࣰا﴾ صدق الله العظيم[الإسراء ٣٣].


شارك المقالة: