ملخص رواية السمان والخريف لنجيب محفوظ

رواية السمان والخريف

تتحدث هذه الرواية عن أحد أعضاء حزب الوفد المصري الذي كانت له السلطة السياسية والاجتماعية زمن الملكية المصرية، فيتم بعد ثورة يوليو إنهاء هذا الحزب، فيتفرق أعضائه حيث لم يعد لهم أي تأثير، فيواجهون كثيرا من المشاكل التي لم يستطيعوا التخلص منها، وهذا ما حدث مع بطل هذه الرواية “عيسى”، ويذكر أن هذه الرواية التي قدمها الأديب المصري نجيب محفوظ كانت في عام 1962، وبعد مرور عشرات الأعوام وتحديدا في عام 2022 قامت مؤسسة الهنداوي بإعادة طباعة ونشر هذه الرواية.

المواضيع التي تضمنتها الرواية

• السمان والخريف

ملخص الرواية

تتحدث هذه الرواية عن البطل “عيسى الدباغ” الذي كان أحد أعضاء حزب الوفد الذي كانت له الكلمة الأولى والأخيرة زمن الملكية في مصر، ولكن بعد أن ثار الضباط الأحرار وعدد كبير من أفراد الشعب المصري على الدولة وملكها ونظامها من خلال ثورة يوليو من عام 1952 انقلبت الأحوال والظروف، فمن كان يملك سلطة وقوة في الماضي فقد جرّد منها وعاد وكأنه لم يكن شيئا في الماضي، وتبدأ أحداث هذه القصة عندما جاء الحريق الكبير الذي أحرق جزءا كبيرا من مدينة القاهرة وبعدها هذه الثورة، فتم القضاء على النفوذ السياسي والاجتماعي الذي كان يقوم به حزب الوفد والوفديين من أعضائه، وهذا ما حصل مع بطل الرواية عيسى، حيث واجه كثير من المشاكل والظروف السيئة من ترك الوظيفة وفك ارتباطه مع خطيبته وغيرها الكثير من الأحداث.

وهنا وأثناء هذه المشاكل التي تعرض لها عيس فقد دخل في حالة عزلة شديدة، حيث احس نفسه غريبة ولا تعرف هذه الديار، فحرمته من كل شيء وكأنه لم يقدّم لها شيئا من قبل قد يذكر، وبسبب أنّه كان من الوفديين فقد كان هنالك نظرة سلبية تجاهه من قبل كل من يعرفه، فهو وأعضاء حزبه السابقين كانوا يفضلون ويؤثرون مصلحتهم على مصلحة الشعب والوطن، فكانت هذه السلبية من قبل الناس تجاهه مبررة على الرغم من أنه لم يكن مقتنعا بها، وتستمر الأحداث حتى مجيء حرب العدوان الثلاثي، فيظهر على السطح مجددا رافعا صوته من أجل مصر والمصريين ومقدما مصلحتهم على مصلحته الشخصية، ولكن بعد أن انتهت الحرب عاد مجددا إلى عزلته دون أن يرى بأن كلامة وتصرفاته قد غيرت من نظرة الناس له.

وبعد ذلك تتقلب الظروف والأحوال ويقرر الخروج وبدء حياته من جديد، فالبقاء منطويا على نفسه سوف يضر بها ولن ينفعها في شيء، وأثناء هذا يتعرف على فتاة تدعى “ريري”، فتصبح صديقته المقربة منه، وفي أحد الأيام تحدث بينهما علاقة غير شرعية، وبعد بضع أشهر تأتي ريري لتخبره بأمر خطير وضروري ولا يحتمل التأجيل، هذا الخبر الذي وقع على رأسه كالصاعقة وهو أنها حامل منه، وعندها رفض حملها وأخبرها بأنه ليس ابنه وأن عليها أن تبحث عن والد هذا الطفل الذي بالتأكيد ليس هو ويقوم بطردها من البيت، ولكن بعد سنوات يتفاجأ بأن طفلة صغيرة جميلة هي ابنته التي تخلى عنها منذ زمن، وهنا لم يجد أحدا أفضل من تمثال سعد زغلول من الالتجاء إليه ليخبره عما يجول في صدره من هم وحزن.

مؤلف الرواية

لقد كان يعرف عن الأديب والمفكر المصري نجيب محفوظ عدم حبه للسفر والترحال إلى خارج مصر، وما أكّد هذا هو عم قيامه بالسفر من أجل إسلام جائزة نوبل في الأدب التي منحت له في عام 1988، حيث قام بإرسال ابنته من أجل استلامها، ومع هذا فقد سافر بعض المرات فقط والتي من بينها سفره إلى كل من يوغوسلافيا واليمن ضمن وفد من الكتاب المصريين، وكان هذا في بداية ستينات القرن الماضي، وأما آخر مرة سافر فيها فقد كانت إلى لندن من أجل إجراء عملية جراحية في القلب، وكان هذا في عام 1989.

أشهر الاقتباسات في الرواية

1- “ازداد عيسى نفورا عند ذكر الأخت، لا لشيء كريه فيها، ولكن لكونها أخت هذا الغريم والمنافس القديم. كانا متنافسين ومتلازمين وتبادلا عواطف َّحادةً مؤلمة. السياسة وحدها التي حسمت ما بينهما من أسباب التنازع، فرفعت عيسى إلى مركزه المرموق، على حين تدرج حسن ببطء في طريقه الوعر”.

2- “وانطلقت الأحداث حتى غادر الملك البلاد، وشهد عيسى ذلك في الإسكندرية، ورأى بعينيه تحركات الجيش، كما رأى المظاهرات الصاخبة، وعانى طوال الوقت من عواطف متضاربة َّ أطاحت به في دوامه ما لها من قرار، شعر بفرحة كبرى عزت على التصديق والتأمل”.

3- “وأكدت كل أخت من بناتها أنَّها ستسعد بإقامتها عندها ولكنَّها لم تبادلهن، وامتلا إحساس عيسى بالمسكن الجميل الذي قال فيه كلمته الأخيرة، ونظر إلى الأشجار خارج الشرفة، وهي تهتز في رقٍَة ٍ بالغة ٍ في إطار من جو الخريف الأبيض الموحي بالشجن”.