ملخص رواية العائش في الحقيقة لنجيب محفوظ

اقرأ في هذا المقال


رواية العائش في الحقيقة

يعتبر الأديب نجيب محفوظ من الأدباء الذين طالما كانوا يحبون التاريخ المصري القديم وخصوصا التاريخ الفرعوني منه، ولهذا كانت أول الروايات في مسيرته بعنوان الثلاثية التاريخية التي تحدث فيها عن ذلك الزمن بشيء من التفصيل، وبعد ما يقارب الأربعين عاما من هذه الثلاثية وتحديدا في عام 1985 عاد إلينا من جديد متناولا ذلك التاريخ ولكن بطريقة مختلفة بعض الشيء، حيث أضاف على هذه الرواية بعضا من الشخصيات الخيالية من أجل إثراء الرواية ومدها بمزيد من المتعة والتشويق، ويذكر أن هذه الرواية قد تمت طباعتها من قبل دار الشروق التي تتخذ من القاهرة مقرا لها في عام 2006 في طبعتها الأولى.

المواضيع التي تضمنتها الرواية

  • العائش في الحقيقة

ملخص الرواية

يتحدث الأديب والمفكر المصري نجيب محفوظ في هذه الرواية عن شاب فرعوني ما زال في مقتبل العمر، وهنا يعود بنا محفوظ إلى ذكريات الثلاثية التاريخية التي كانت أولى خطواته في مجال الرواية العربية، وهنا تتناول هذه الرواية تلك الفترة الزمنية والتي تتعلق بزمن حكم أخناتون، حيث تميزت هذه الفترة بالدعوة إلى أتباع الديانة التوحيدية، حيث نقلها لنا شخص كان قريبا ممن كانوا قريبين من كرسي الحكم وبلاط الفرعون، وهنا فإن هذا الشخص وبكل ما يستطيع حيث يوظف كل الإمكانيات من أجل الحصول عن معلومات عن الملك أخناتون الذي كان قد حكم قبل مدة من الزمن، وهنا يقوم بالذهاب إلى مقابلة العديد من الشخصيات التي عاشت في ظل حكم هذا الملك وخصوصا ممن كانوا قريبين منه ومن بلاط القصر.

لقد كان السبب في سعي هذا الشخص لمعرفة اخبار آمون هو أن الملك آمون كان قد دعا إلى توحيد الآلهة لكل الناس، فلا يعبدون إلا إله واحد وهو “آتون”، والسبب في ذلك رغبة منه لمخالفة الكهنة الذين قد مارسوا كثير من التصرفات التي لم يقبلها ولم يرضى عنها، عدا عن عداوتهم له ومحاولة قتله في أكثر من مرة. ومن بين الأحداث التي ترويها هذه القصة هو أن هذا الشاب الباحث عن الحقيقة كان مسافرا في أحد الأيام، وكانت رحلته ما بين مدينة “سايس” ومدينة بانوبوليس، حيث ذهب لزيارة أخت له استقرت في هذه المدينة بعد أن تزوجت، وأثناء هذه الرحلة مرّ بمدينة “أخناتون” التي كانت عاصمة الفرعون “أمنحوتب الرابع“.

وهنا يشاهد جمال وعظمة هذه المدينة، ولكن شوارعها خالية من الناس وأشجارها قد يبست وتساقطت أوراقها، وكأنه لم يكن أحد قد سكنها من قبل، فيدخل الخوف في قلبه، وعند عودته يقوم بسؤال والده عن هذه المدينة، وهنا يخبره بأن هذه المدينة يطلق عليها اسم “المدينة الكافرة الملعونة”، ولكن هذه الإجابة لم يقتنع بها هذا الشاب الذي يدعى “مري مون”، وهنا تبدأ رحلته في البحث عن تاريخ هذه المدينة الغابرة وتاريخ ملكها أمنحوتب الرابع، حيث يسأل كل من كان قد عاصره او سمع عنه وعن مدينة، فلم يترك أحد سواء كان محبا ومؤيدا له أو ممن كانوا يكرهونه ويعملون ضده، وهنا يسمع منهم كلامهم ووجهات نظرهم عن هذا الفرعون المارق، ويقوم بعدها بجمع الحقائق ليصل في النهاية إلى تشكيل صورة حقيقية عن ذلك الفرعون وتلك المدينة.

مؤلف الرواية

نجيب محفوظ هو أحد أشهر وأفضل المفكرين العرب في القرن العشرين، فهذا الأديب الذي ولد في الحادي عشر من ديسمبر من عام ألف وتسعمائة واحد عشر، وعاش لمدة خمسة وتسعين عاما حيث توفي في الثلاثون من أغسطس من عام ألفين وستة كانت له اسهامات كبيرة وعظيمة في تطوير الرواية العربية، حيث نقلها لتصبح ذو مكانة كبيرة تنافس الروايات العالمية التي قدمها الكثير من المفكرين والأدباء الغربيين، فكان مجموع الروايات التي تركها ما يزيد عن خمسين رواية وعشرون قصة وتسعة عشر سيناريو سينمائي وما يزيد عن خمسة عشر سيناريو مسلسل تلفزيوني وغيرها العديد من الأعمال في مجال الصحافة والتلفزيون.

أشهر الاقتباسات في الرواية

1- “ولدت الرغبة في أعقاب نظرة مفعمة بالإثارة، والسفينة تشق طريقها ضد التيار الهادئ القوي في أواخر فصل الفيضان، بدأت الرحلة من مدينتنا سايس ماضية جنوبا إلى بانوبوليس لزيارة أختي التي استقر بها الزواج هناك. وذات مرة مررنا بمدينة غريبة، مدينة تطل من أركانها عظمة غابرة”.

2- “وصمت الكاهن الأكبر تحت وطأة الانفعال وحدة الذكريات، ثم شبك أصابع يديه في قبضة واحدة وراح يقول: ومنذ نشأته الأولى جاءتني الأخبار عنه بلسان رجال لي في القصر ممن نذروا أنفسهم لآمون والوطن، وعنهم عرفت أن ولي العهد ينجذب نحو آتون ويهمل آمون”.

3- “وحدثني الفتى عن مشاحنات نشبت بينه وبين أبيه، ولعله منذ ذلك الوقت ترسبت في أعماقه مشاعر غير طيبة عن أبيه العظيم، وهي التي غالى الكهنة فيما بعد في تفسيرها، متهمين إياه بقتل أبيه بعد موته بمحو اسمه من الآثار، والحق أنه لم يمح اسم أبيه إلا لاقترانه بآمون”.


شارك المقالة: