ملخص رواية المستحيل لمصطفى محمود

اقرأ في هذا المقال


رواية المستحيل

يتناول مصطفى محمود في هذا الرواية الحديث عن بعض المشاكل التي تواجه العديد من الأشخاص وخصوصا في مجتمعاتنا الشرقية التي تتدخل كثيرا في مجال الحرية الشخصية، وأما مشكلة هذه الرواية فهي تتحدث عن شخص كانت كل حياته والأشخاص الذين يتعامل معهم قد فرضت عليه، وهذا ما جعل من حياته تعيش الكثير من المتناقضات، فكيف لشخص يعيش في بيئة فرضت عليه دون أن يكون له دور في اختيار أي جزء منها، ويذكر أن محمود كان قد ألّف هذه الرواية التي تضم 144 صفحة في عام 1960، حيث قام بالتعاون مع دار المعارف التي تتخذ من مدينة القاهرة مقرا ومركزا لها التي قامت بنشر هذه الرواية والعديد من مؤلفاته.

المواضيع التي تضمنتها الرواية

  • رواية المستحيل

ملخص الرواية

يتطرق الأديب المصري مصطفى محمود في هذه الرواية إلى الحديث عن أشخاص كان قد عاشوا حياة فرضت عليهم دون أن يختاروا أي جزء منها، فعاشوا بذلك حياة فيها الكثير من الآلام والأوجاع، فكيف لإنسان يعيش في ظروف هو لم يختارها بمحض إرادته، وعلاوة على ذلك هو دخول أشخاص إلى الحياة الخاصة ليصبحوا بذلك جزء منها وجزء منه لا يمكنه إزالتهم وإبعادهم عنها أبدا، فكما الحياة فرضت عليه فإن هؤلاء الأشخاص كانوا قد فرضوا عليه أيضا، فأصبح مصيبته ليست واحدة بل مصيبتين، فيعيش من خلال ذلك صراعا داخليا مع النفس ومع مجتمعه الذي يعيش فيه، وهكذا تصبح الأحداث مع مرور الوقت أكثر تعقيدا والتي تؤدي في النهاية إلى وقوع المشاكل والاختلافات والتي سببها عدم القناعة الشخصية.

وأما قصة هذه الرواية فتتناول شاب طموح يحلم بمستقبل مشرق كان قد تحصل على شهادة في الهندسة، ولكنه يتفاجأ بالوهم والزيف وعدم حقيقة الحياة التي يعيشها، فهو لم يرد هذه الحياة ولم يرد الأشخاص الذين يتعامل معهم، فكان كل شيء قد فرض عليه من قبل عائلته وبيئته التي يعيش فيها، وما زاد من ألمه هو أن الشيء الوحيد الذي يجب أن يختاره الإنسان بمحض إرادته وقناعته الشخصية هي الزوجة التي سيعيش معها أمدا من الزمن، ولكنها هي أيضا كانت قد فرضت عليه، وليس هذا فقط حيث أن كل ما يهمها هو الأولاد والبيت فقط دون أن يكون له حظا في أي نوع من الاهتمام.

ومن بين الأمور التي كانت قد فرضت على بطل هذه الرواية هي تلك الصورة التي تعود إلى لوحة الموناليزا والتي كان والده قد علقها له في صدر بيته، ومع أنه لم يقتنع بها إلا أن والده أقنعه بأنها جميلة وخصوصا اليدين، حيث يشعر من يشاهدها بأنهما تبتسمان، وهنا تدخلان الفرح على كل من يتمعن بهما، ولكنه بعد مدة من الزمن اكتشف بأن رأي والده ليس له فقط، وإنما هو رأي منشور في إحدى المجلات الثقافية. وفي أحداث هذه الرواية يتعرف البطل على جارة له تعيش نفس الظروف التي يعيشها، حيث أنها أجبرت على الزواج من زوج أختها المتوفاة، وهنا كانت جميع ذكريات اختها تلاحقها في نفس منزلها التي تعيش فيه، وهكذا يصبح الإثنين أصدقاء يلتقيان بشكل مستمر ليفضفض كل منهما للآخر عما يجول في صدرهما من هموم وأوجاع.

مؤلف الرواية

قام مصطفى محمود بتأليف تسعة وثمانون كتابا مختلف المواضيع السياسية والدينية والفلسفية والاجتماعية، والعديد من الموضوعات التي وجب التطرق إليها والتنبيه على بعض النقاط التي تغيب عن المجتمع، فكانت بداية رحلته في عالم الأدب والتأليف في عام ألف وتسعمائة وتسعة وخمسون من خلال كتاب لغز الموت، ثم اتبعها بالعديد من الكتب حتى وصل لآخر مؤلفاته التي كانت في عام ألفين وإثنين والتي كانت بعنوان على حافة الزلزال والذي كان تحدث فيه عن أحداث الحادي عشر من أيلول والتفجيرات التي حدثت في برجي التجارة العالمي في مدينة نيويورك الأمريكية، وهكذا فإن المشوار الأدبي لمصطفى محمود استمر لمدة ما يقارب من الأربعة وأربعين عاما قضاها في البحث والمطالعة والتأليف، فأصبح بذلك اسمه من اهم الأسماء التي خلدها الأدب العربي والعالمي.

أشهر الاقتباسات في الرواية

1- “فكرت كثيرا لماذا أحبك كل هذا الحب. لم أعرف، ربما لأنك حريتي، ربما لأنك ارادتي التي فرحت بها لأول مرة وأنا أقتحم بها الظروف وأحطم كل ما حولي من خير وشر لأصل اليك، ربما لأنك أنا وقد ظفرت بك وبنفسي في ذات الوقت”.

2- “أنا أكره الواقع وأحبك أنت أكثر من الواقع وأكثر من الحياة، وأحب حبك أكثر منك وأكثر من نفسي، وأصعد به إلى سماوات أجمل من نفسي وأجمل من الدنيا، سماوات مضيئة في داخلي تمنحني السعادة والسلوى والعزاء”.

3- “إن عواطفي تصرخ وأنا عاجزة عن ضبطها، عاجزة عن إطلاقها، أسير في الحياة كدمية مشطورة نصفين تائهة مترددة، نصف ثائرة نصف مستسلمة، أقوم بأفعال لا أقتنع بها واقتنع بمبادئ لا أعمل بها، ضائعة ضائعة تماما، أملي الوحيد مستحيل”.

4- “الدنيا هي التي تعذبنا، هي التي خدعتنا، الدنيا أدخلتنا في غرفة مظلمة لنختار ملابسنا فلم نستطع أن نتعرف على ثيابنا في الظلام، وخرجنا كل واحد يلبس لبسا غير لبسه، ثم تمزقت ملابسنا من ضيقها، وبليت هدمنا الحقيقية من طول وضعها على الرف وفي النهاية لم تبق لنا ثيابا نستر بها أنفسنا”.


شارك المقالة: