اقرأ في هذا المقال
رواية حكايات حارتنا
لقد أصدر نجيب محفوظ رواية حكايات حارتنا في عام 1975، حيث كانت هذه الرواية عبارة عن سيرة ذاتية لبعض ذكريات محفوظ في تلك الحارة التي عاش فيها، وتضم هذه الرواية ثماني وسبعين حكاية ضمن مائة وثلاث وستون صفحة، وبسبب اشتهار هذه الرواية فقد تم تحويلها إلى مسرحية تم إنتاجها في عام 1990، ويذكر أن دار مصر للطباعة التي تتخذ من القاهرة مقرا ومركزا لها هي من قامت بطباعة ونشر هذه الرواية.
المواضيع التي تضمنتها الرواية
- حكايات حارتنا “رواية تضم 78 حكاية وقصة تحكي عن سيرة وحياة الأديب المصري نجيب محفوظ في فترة من الزمن أثناء تواجده في إحدى الحارات المصرية القديمة”
ملخص الرواية
رواية حكايات حارتنا، هي إحدى الروايات التي نقلها لنا الأديب والمفكر المصري نجيب محفوظ والتي أقرب ما تكون نقل لسيرته الذاتية بصورة مجموعة قصصية، فهذه الرواية تتكون من مجموعة من القصص التي لكل واحدة منها حكاية منفردة بأحداثها وأبطالها، حيث أن هذه القصص نقل لواقع وحقيقة عاشها محفوظ في فترة من فترات عمره، فكان مجموع هذه القصص والحكايات ثمانية وسبعون حكاية قصيرة كان أقصرها لا يتعدى مجموعة من الأسطر، وأكبرها لا يتجاوز الصفحتين، فنقل لنا محفوظ من خلال هذه القصص تلك الأحداث ولكن بشيء من البساطة وعدم المبالغة في تمجيد والثناء على الذات، فأسترجع الذكريات السابقة عبر هذه القصص القصيرة.
تمكن نجيب محفوظ من خلال هذه الرواية التي أقرب ما تكون إلى مجموعة قصصية من أن يجعل القارئ والمهتم بمثل هذه الروايات أن يخترق بعضا من تفاصيل حياته التي عاشها في الزمن السابق، فأصبح بذلك هذا القارئ جزءا من حياة محفوظ السابقة ولكن دون أن يكون معه فيها في الحقيقة، ويتعايش بذلك معه ومع شخصيات هذه القصص ويتفاعل معها، حيث يتمكن محفوظ مثلا من خلال إحدى القصص أن يعرف القارئ بإحدى الشخصيات والتي تدعى “أم عبدو”، هذه المرأة التي تعتبر أشهر من نار على علم، فكل الحارة تعرفها بسبب قوتها التي لا يستطيع أحد أن يجاريها في شيء.
ومن بين الشخصيات التي يتم التعرف عليها في هذه القصص شخصية تلك الفتاة التي تدعى “إحسان” حيث أن كل من يتعرف عليها ويتعامل معها يتأكد بأنها صورة مصغرة وشبيهة تماما لصورة والدتها، وأيضا شخصية الشاب “صبري” هذا الشاب الأنيق المهذب اللطيف والذي يملك حدسا وشعورا يتفوق فيه على الكثير من أهل الحارة، حيث يملك عينين يتمكن من خلالها مراقبة جميع الأحداث التي تجري داخل الحارة، كما يتطرق محفوظ إلى الحديث عن “سلومة” هذا الشاب الذي قضى شهيداً، حيث يعتبر أول شهيد في هذه الحارة التي يعيش فيها.
كما يتناول نجيب محفوظ في أجزاء وصفحات هذه الرواية الكثير من القصص والشخصيات والأحداث التي علقت بذاكرته والتي لم يستطع نسيانها، فطبعت ورسمت في ذاكرته لدرجة أنه لم يتمكن من إزالتها أو حتى نسيان بعضا منها، فيمضي بنا إلى الحديث عن شباب وفتيات هذه الحارة ويتنقل بنا من بيت إلى بيت، حيث مثلا يتحدث عن بيت القيرواني وينتقل بنا إلى الحديث عن الكّتاب الذي كان في تلك الحارة وعن مرتاديه، وبهذا تكون هذه الرواية عبارة عن نقل جزء بسيط ويسير من ذلك التاريخ الذي عايشه وتعايش معه محفوظ في فترة من فترات عمره الذي انقضى في هذه الحارة التي شهدت نبوغه وبلوغه.
مؤلف الرواية
يعتبر الأديب المصري نجيب محفوظ من أشهر المفكرين والأدباء العرب في القرن العشرين، حيث تميز بكتابة الرواية والسيناريوهات السينمائية وأيضا المجموعات القصصية، فبلغ مجموع الروايات التي قدمها ما يزيد عن خمسين رواية، وأما السيناريوهات السينمائية فقد بلغت ما يقارب العشرين سيناريو، وأما المجموعات القصصية فقد كانت تسعة عشر مجموعة، كما تميز محفوظ بكتابة سيناريوهات مجموعة من المسلسلات والمسرحيات التي تم تحويلهم جميعا إلى أعمال تلفزيونية نالت شهرة كبيرة.
أشهر الاقتباسات في الرواية
1- “وأتذكر الحادثة في زمن متأخر، أتساءل عن حقيقتها، هل رأيت الشيخ حقا أو ادعيت ذلك استوهابا للأهمية ثم صدقت نفسي؟، هل توهمت ما لا وجود له من أثر النجوم ولكثرة ما يقال في بيتنا عن الشيخ الكبير؟، هكذا أفكر، وإلا فلماذا لم يظهر الشيخ مرة أخرى؟، ولماذا يجمع الناس على أنه لا يغادر خلوته”.
2- “ما أحلى صوتك يا ولد ، واجد في مجتمع الليل فرصة للكشف عن موهبتي الصوتية كما يجد فيه قلبي نشوته في حضرة البهاء الانثوي، ويصبح الغناء هوايتي وسماع اسطوانات المهدية قرة عيني ، اما أغنيات الجبل فينشدها قلبي وحنجرتي معا. وتقول جارتنا لأمي ذات يوم: الولد له صوت جميل”.
3- “خرج عبدون من الاحاديث مهموما حائرا، حتى العدول عن الطريق خطر له، ولكن الحلم كان قد سيطر على روحه فلم يسعه النكوص، وتشعبت أهداف الحياة بين الوكالة والزوجة والرباب وتجارب القوة والشجاعة ومغامراتهما، ومضى – رغم صلابته- ينوء بالعبء، وتنزلق قدمه وتتراخى قبضته”.