اقرأ في هذا المقال
رواية عبرة التاريخ
يتحدث الأديب المصري أحمد زكي أبو شادي في هذا الرواية عن كثير من المسائل الإنسانية التي تهم كل من يميل إلى حقوق الإنسان من عدل ومساواة وحرية، حيث يتناول فيها كيف أنه تمكنت مملكة بولندا بفضل تكاتف أبنائها من الحصول على حريتها، ولكن يد الغدر تأتي إليها فيتم تقسيمها بين مجموعة من الدول، هذه الدول وجيوشها التي سلبت كل شيء، فلم تترك لأبناء بولندا أي حق من حقوقهم.
وأما أهم الحقوق التي تم سلبها والتركيز عليها في هذه الرواية فهي الحرية التي سلبتها كل من روسيا وألمانيا والنمسا، ويذكر أن هذا الكتاب كان قد صدر في عام (1912)، بينما تم إعادة طباعته ونشره من قبل مؤسسة الهنداوي في عام (2013)، هذه المؤسسة التي تتخذ من مدينة القاهرة مقراً لها والتي قامت بنشر ما يزيد عن ألفين وسبعمائة كتاب عربي وأجنبي.
مواضيع رواية عبرة التاريخ
- مقدمة
- إهداء الرواية
- شيء عن المُهدَى إليه
- تمهيد
- كوبريلي أحمد باشا
- الديت
- البولاندية الحسناء
- كامنياك
- جوقزين ولمبرج
- زراونو ومعاهدتها
- في وارسو
- الانتخاب (سعادة الأمة بعدل الأمير)
- التقسيم الأخير
ملخص رواية عبرة التاريخ
- يتعرض الأديب المصري أحمد زكي أبو شادي في هذا الكتاب إلى الحديث عن إحدى أهم رواياته التي بدأها بالكثير من المشاعر والأحاسيس لكل من يهتم بمسألة العدل والإنصاف لهواة ومحبي المساواة الوطنية.
- تتحدث هذه الرواية عن كارثة إنسانية تعد من أكثر الكوارث التي يحزن لها القلب، فمن يملك ضميراً وأحاسيس هم أولئك الذين يذرفون الدموع على مصائب الأمم وأحزانها.
- تتحدث هذه الرواية عن مملكة بولندا، ذلك البلد الذي كان ذو شأن عظيم في القرن التاسع عشر، حيث تمكنت من الحصول على حقوقها وحرية أبنائها بفضل التكاتف والتلاحم الذي سطّره أبنائها في وجه العدو.
- تتناول الرواية كيف أنه تم الغدر بهذه المملكة، حيث أنه فيما بعد تم غزوها من قبل الجيش الروسي الذي سيطر على معظمها، وكيف أن ذلك زاد من أطماع دول أخرى منها ألمانيا والنمسا.
- تتحدث الرواية عن أنه كيف يمكن لإنسان من أن يحارب أخيه الإنسان فيسلب أغلى ما يملك، إنها الحرية التي لا يمكن لإنسان أن يعيش بدونها، فهي ما يشعره بإنسانيته ومكانته.
- تتحدث الرواية عن عملية تقسيم مملكة بولندا بين كل من روسيا والنمسا وألمانيا، وكيف بهذه الدول وجيوشها تمكنت من سلب البلاد والحقوق والعباد، فلم يتركوا شيئاً إلا وسلبوه وحرموا أبناء بولندا من التمتع فيه.
مؤلف رواية عبرة التاريخ
أحمد زكي أبو شادي أحد أشهر الشعراء العرب في القرن العشرين، هذا الشاعر الذي ولد في التاسع من شباط من عام ألف وثمانمائة واثنين وتسعين، فأصبح مدرسة أدبية شعرية يُلتجأ إليه في كثير من الأحداث والوقائع الأدبية والنقدية، فهو من أسس مدرسة أبولو في الشعر، هذه المدرسة الشعرية الحديثة التي انضم تحت لوائها العديد من أشهر شعراء القرن العشرين الذين يؤمنون بالتحديث وعدم التزمت في شكل وهيئة القصيدة بشكل عام.
يعتبر كل من أبو القاسم الشابي وإبراهيم ناجي وصلاح أحمد إبراهيم وغيرهم الكثير من شعراء الرومانسية من أبرز رواد ومؤسسي هذه المدرسة، وأما فيما يتعلق بتركته الأدبية فقد أثرى أبو شادي المكتبة العربية بالعشرات من المؤلفات الشعرية والنثرية، فكان من أشهرها ديوان أشعة الظلال ومسرحية أخناتون، بينما وفاته فقد كانت في عام ألف وتسعمائة وخمسة وخمسين في العاصمة الأمريكية واشنطن.
اقتباسات من رواية عبرة التاريخ
- “ولا عجب في هذا؛ لأن فقدان الفضائل وارتكاب أضدادها وسلوك الطرق المبتدعة، وانتقاض الأخلاق، ونسيان العوائد الجميلة، والإفراط في أسباب الحضارة من الرياش والترف، والتناهي في عدم القناعة، بدل الخلق من أصله، وحول العالم بأسره، وكأنما خلق جديد، ونشأة مستأنفة وعالم محدث”.
- “ثم تتناهى الأمة في الفجور، وتتفانى في البغي والضلال حتى تعود باللائمة على أصل دينها وعوائدها وأخلاقها، تقول -وهي لا تستحي من الله ولا من الخلق ولا من نفسها- إنها ما أخذت إلا من جهة تقصير دينها وتقاليده عن مقتضيات الحياة المدنية ومستلزماتها، وأفرادها يجهلون غاياته البعيدة في المآخذ والمتارك”.
- “انقض عليها الدب الروسي، وفغر فاه، وازدرد ثلثها بشجعه الاستعماري، فنكّل بها وجرعها كؤوس الظلم والاستعباد الأشعبي ووحشيته المتناهية. ومن ثم انحط عليها النسر الألماني؛ فانتشل بمخالبه الحادة نصف ما تركه سابقه. وبعد ذلك، أتعرف ماذا جرى؟ تجرأت النمسا؛ فمدت يدها الأثيمة فسلبت ما بقي من ذلك الهيكل المقدس”.
- “سر أيها القارئ في ناحية بيوكدرة، تلك الناحية المشهورة بجمال موقعها، وطيب هوائها، وحسن أخلاق سكانها، جل بنظرك في أنحائها تجد في الشرق على شاطئ البحر قصرًا شامخ البنيان عالي الأركان مرمري العمد، فخم الأثاث، حافلا ً بآله، عامرًا بصحبة، أدخل إليه تجده ملآن بالخدم والحشم، ولا عجب فهذا هو قصر الصدر الأعظم ثاني رجل في الإسلام”.