اقرأ في هذا المقال
رواية عصر الحب
من أجمل الروايات التي تتحدث عن الرومانسية والحب الذي ينشأ ما بين الرجل والمرأة، حيث تدور أحداثها في حارة صغيرة يتنافس فيها رجلان على الظفر بقلب فتاة واحدة، ويفوز أحدهما بها مما يؤدي بالآخر إلى عمل المصائب والمكائد من أجل الإيقاع بمن فاز بحب وقلب الفتاة، وعلى أثر ذلك يدخل الرجل الفائز إلى السجن بسبب تهمة القتل والخيانة، وبعد خروجه من السجن يقوم بمواجهة صديقه الذي أدخله السجن، وعندها تكتشف الفتاة أن القاتل والخائن ليس زوجها وإنما صديقة، فتقوم بقتلة وتدخل السجن، هذه الرواية التي رأت النور في عام 1980 وتتضمن 148 صفحة تم إعادة طباعتها ونشرها في عام 2006 من قبل دار الشروق التي تتخذ من القاهرة مقرا لها.
المواضيع التي تضمنتها الرواية
- عصر الحب
ملخص الرواية
رواية عصر الحب هي إحدى أجمل روايات الأديب المصري نجيب محفوظ والتي تناول فيها قضية الحب والرومانسية، هذه المسألة التي تجذب فئة كبيرة من الناس بسبب الغريزة الإنسانية التي تميل لمثل هذه المواضيع، فهذه الرواية التي تحدثت وبشكل رئيسي عن المرأة وقصص الحب التي تعيشها وكثير من الأحداث الرومانسية التي تنشأ عن هذه المسألة والتي تدور أحداثها ما بين الرجل والمرأة، ولكن الجديد في هذه الرواية هو أسلوب نجيب محفوظ الذي جعل من الانثى هي المحور الرئيسي الذي تدور عليه الأحداث والمواقف، والسبب في هذا هو أن المرأة هي الأقدر على تجميع وتطبيق واحتواء هذا الأمر أكثر من الرجل الذي يملك حبا ورومانسية أقل مما تملكه المرأة بكثير، فالرجل العربي يميل نحو العمل والجدية فيه أكثر من ميله نحو الحب الذي تتقنه المرأة أكثر منه.
إن جميع أحداث هذه الرواية تتمحور حول قصص الحب والغرام ، ولهذا فإن هذه الرواية التي أصدرها محفوظ في عام ألف وتسعمائة وثمانون فقد تم تحويلها إلى فيلم سينمائي في عام ألف وتسعمائة وستة وثمانون بسبب الشهرة الكبيرة التي حققتها بين أوساط المثقفين المصريين والعرب والتي لفتت نظر العديد من المخرجين السينمائيين، حيث عرض هذا الفيلم في الخامس عشر من سبتمبر من نفس العام، ولكن مع تغيير طفيف في مجريات الأحداث من أجل إضافة الشغف والإثارة عليه، ويذكر أن هذا الفيلم الذي أخذ عن هذه الرواية كان من بطولة كل من محمود ياسين وسهير رمزي وغيرهم العديد من نجوم السينما المصرية.
واما أحداث هذه الرواية فتتحدث عن قصة تدور أحداثها في إحدى الحارات المصرية القديمة، هذه الحارة التي يوجد فيها تلك الفتاة الجميلة التي يتنافس عليها الكثير من الشبان، هذه الفتاة التي تدعى “بدرية”، ومن بين الشباب الذين يتنافسون من أجل الحصول على قلبها وودها كل من “حمدي” و”عزت”، وبعد صراع طويل بينهما تضمن تقديم كثير من التضحيات من أجل الفوز تمكن “حمدي” من أن يظفر بحبها وقلبها، هذا الأمر الذي توج فيما بعد بزواجهما، وهنا تبدأ المشاكل التي تحيط بحمدي من كل مكان، والذي كان يقوم بها جميعا صديقة “عزت” والتي منها اتهامه بالقتل والخيانة، وعلى أثر هذا يتم زجّه في السجن، وبعد عدة سنوات قضاها حمدي في السجن يخرج بعد أن قضى مدة محكوميته، ويواجه صديقه عزت الذي خانه بسبب زواجه من الفتاة التي كان يحب، وهنا بعد أن اكتشفت بدرية خيانة عزت تقوم بقتله، هذا الأمر الذي يؤدي بها الدخول إلى السجن، وهنا تفترق الطرق بموت عزت ودخولها السجن وتنتهي أحداث الرواية.
مؤلف الرواية
مع أن نجيب محفوظ كان قد بدأ الكتابة وهو في سن صغير إلا أنّه لم يلق اهتمام واضح من قبل الأدباء والنقاد والمفكرين والمسؤولين المصريين في ذلك الوقت، حتى بلوغه قرابة الأربعين عاما عندما بدأ تسليط الضوء على بعض أعماله وخصوصا الثلاثية التاريخية التي نالت رواجا وشهرة كبيرة بين المثقفين، ومن بين الذي تحدثوا عنه في مؤلفاتهم ومقالاتهم كل من السيد قطب، حيث تحدث عن رواية القاهرة الجديدة ورواية كفاح طيبة، كما أدت أعمال نجيب محفوظ إلى ظهور الخلافات ما بين مجموعة من الأدباء منهم الخلاف الذي حصل ما بين سيد قطب وصلاح الدين ذهني بسبب رواية كفاح طيبة، ومن بين الذين تناولوا سيرة محفوظ وأعماله الأديب المصري محمد الجوادي في كتابه الذي كان بعنوان في ظلال السياسة: نجيب محفوظ الروائي بين المثالية والواقعية.
أشهر الاقتباسات في الرواية
1- “فليكن قلبه عذبا حنونا، وهو نشيط وأناني ولا يتخلى عنها إلا بالهزيمة، وهو أيضا مدمر يبعثر الأزهار ويطارد النمل ويقتل الضفادع، ولا ينام إلا وهي تقص فوق رأسه القصص، أيظن نفسه سلطانا؟ هكذا تتساءل ضاحكة، تتساءل بقلب شكور ونفس زاخرة بالرضا وبهجة الزهور المتفتحة”.
2- “هكذا بشرت الصداقة بخير للطرفين ووهبتهما سعادة بريئة سابغة، وكصداقة الصبية لم تخل من منازعات فارغة مثل هزيمة تلحق بأحدهما في الحجلة أو السيجة، ولم يكن ابن الست عين ممن يقبلون الهزيمة بروح طيبة، ولكن لم تتعد الخلافات قطيعة ساعة”.
3- “لم يعد الحب هو المحتل الوحيد للمكان، زاحمة قدر جديد هو الخوف، وتناسى الحب أحيانا ليرامق الشبح الجديد، وهو شبح ثابت لا يتزحزح، ولا يهن بمرور الزمن، ومن الأخطاء خطأ لا ينى يطارد ويطالب بحل، وسيدة في ذاتها لا شيء، ولكنها بسبب الخطأ صارت كل شيء”.