ملخص كتاب الحياة والحركة الفكرية في بريطانيا

اقرأ في هذا المقال


كتاب الحياة والحركة الفكرية في بريطانيا

يعد كتاب الحياة والحركة الفكرية في بريطانيا من الكتب التي تضمنت آراء مجموعة من أهم الأدباء والمفكرين العرب في القرن العشرين، حيث كان هذا الكتاب من الكتب التي سلطت الضوء على مجموعة من القضايا التي تهم الإنسان والإنسانية، وليس هنالك أهم من القضايا التي تتعلق بالتراث الفكري والعلمي القديم والجديد، وهذا من تم تفصيله بشكل موسع في هذا الكتاب الذي صدر لأول مرة في عام 1941 قبل أن تقوم مؤسسة الهنداوي بإعادة طباعته ونشره في عام 2014، ويذكر أنّه كان قد تضمن أربعة أجزاء وكل جزء منه خصص لمفكر واحد ناقش مع القراء ما يريد أن يوصله وما يؤمن به.

ناقش هذا الكتاب ثلاثة من القضايا المهمة في العصر الحالي والتي أكثر ما تتعلق بالحركة الفكرية والعلمية البريطانية، فتناول أحمد محمد حسنين باشا مسألة أثر الرياضة البدنية في تكوين الخلق، وكان ذلك في الجزء الأول، وتناول طه حسين مسألة الثقافة الإنجليزية وأثرها في تقدم العالم، وكان ذلك في الجزء الثاني، وأما كل من علي مصطفى مشرفة وحافظ عفيفي فقد تناولا مسألة مساهمة العلماء البريطانيين في تقدم العلوم، وكان ذلك في الجزء الثالث والرابع.

المواضيع التي تضمنها هذا الكتاب

  • أثر الرياضة البدنية في تكوين الخلق
  • الثقافة الإنجليزية وأثرها في تقدم العالم
  • مساهمة العلماء البريطانيين في تقدم العلوم
  • مساهمة العلماء البريطانيين في تقدم العلوم

ملخص الكتاب

تناول كل من الأدباء والمفكرين الأربعة في هذا الكتاب العديد من الجوانب التي تتعلق ببريطانيا والتي من أهمها الحركة والتطور الفكري، وما الذي قدمته هذه البلاد من علوم وفي مختلف المجالات والذي جعل منها رائدة ومركزا للأبحاث والتطوير، وكيف تم الاستفادة من العلوم المختلفة والتي ورثتها الشعوب عن الحضارة الرومانية القديمة، وكيف ساهمت هذه الحضارة في تطوير العديد من الحضارات اللاحقة وخصوصاً في فترة العصور الوسطى والتي منها الحضارة الإيطالية والفرنسية وغيرها من الحضارات الأوروبية.

لقد تناول وتحدث أحمد محمد حسنين باشا في الجزء الأول من هذا الكتاب مسألة أثر الرياضة البدنية في تكوين الخلق، وكان ذلك من خلال مجموعة من المحاضرات التي ألقاها في موسم الاتحاد الإنجليزي المصري الثقافي، حيث كان أول المتحدثين في ذلك الوسم، فتناول العديد من المسائل الهامة التي تتعلق بالجانب الرياضي وأثرها على صحة الإنسان الجسدية والعقلية، وكيف يمكن للرياضة من أن تؤدي رسالتها وتنقل من يمارسها إلى بر الأمان دون الوقوع في العديد من الأمور التي تهلك الجسد وتمرض العقل.

وأما طه حسين فقد تناول موضوع الثقافة الإنجليزية وأثرها في تقدم العالم، فبين كيف كان لهذه الحضارة القديمة المتأصلة في جذورها الدور الكبير في تطوير وتوثيق العلوم المختلفة والتي جعلت منها المركز الحديث في تبنيها، كما تناول كيف كان للجامعات البريطانية الدور في جعل مختلف طلاب العلم من مختلف البلدان والقارات هدفاً لها من أجل نيل العلوم المختلفة، وأخيراً عقد مقارنة بين العلوم القديمة المستمدة من الحضارة اليونانية والرومانية والإسلامية والعربية وكيف أثرت على تطوير مختلف العلوم الحديثة التي نشهدها.

وأما الجزء الثالث والرابع من الكتاب فقد خصص لعلي مصطفى مشرفة وحافظ عفيفي الذين تناولا مسألة مساهمة العلماء البريطانيين في تقدم العلوم، فتحدثوا عن العلماء البريطانيين وعن الطرق والأساليب التي اتبعوها في تلقي علومهم وكيف استفادوا من علوم الحضارات السابقة، وكيف طوروها وحدثوها وجعلوا منها علوم موثقة جعل من السهل تناقلها وتدريسها للآخرين، كما تناول كل من المفكرين مجموعة من نقاط القوة ونقاط الضعف التي لازمت الحياة الفكرية والعلمية البريطانية.

مؤلف الكتاب

بالرغم من ترك طه حسين لمدارس الأزهر وانتقاله لاستكمال دراسته الجامعية إلا أنّه بقي مخلصاً ومحباً لتلك المدارس التي نال منها الكثير من العلوم، حيث بقي يتردد عليها ويزورها، بل تعدى الأمر ذلك فشارك في العديد من الدروس والندوات الدينية واللغوية كمحاضر وليس كمشارك ومستمع، وبقي على هذا الحال حتى تخرج من الجامعة في عام 1914، وكان وقتها قد تحصل على شهادة الدكتوراه.

أحمد محمد حسنين باشا هو ابن أحد أشهر علماء الأزهر والذي أطلق علية لقب أمير التجار، وكان أحمد قد ولد في 31 من أكتوبر من عام 1889، وتوفي في 19 فبراير من عام 1946، وبسبب بلاغته الأدبية ومكانة والدة المقربة من السلطات والذي منهم السلطان حسين كامل والخديوي عباس فقد بلغ أعلى المناصب والتي من أهمها أميناً للملك فؤاد.

تخرج علي مصطفى مشرفة الملقب بأينشتاين العرب من المدرسة في عام 1917، وبعدها انتقل لاستكمال دراسته الجامعية حيث تحصل على شهادة الدكتوراه في مجال فلسفة العلوم من أعرق الجامعات البريطانية جامعة لندن، وكان ذلك في عام 1923، ويعتبر أول عربي ومصري يتمكن من الحصول على شهادة الدكتوراه في مجال العلوم من نفس الجامعة بعد ذلك بعام واحد فقط.

ولد السياسي والمفكر والطبيب المصري حافظ عفيفي في عام 1886 في مدينة القاهرة، وعاش لمدة خمسة وسبعين عاماً حيث توفي في عام 1961، وكان قد درس الطب في كل من فرنسا وبريطانيا وتخصص فيه هنالك، وبعد عودته تم تعيينه ليكون سفيرا لمصر في بريطانيا، كما تم انتدابه ليكون ممثلاً لمصر في مجلس الأمن الدولي.

أشهر الاقتباسات في الكتاب

1- “جاء الإنجليز أيها السادة آخر الأمر، وكانوا قد أخذوا بما أخذت به مدارس غيرهم من البلاد ، متَّبعين نفس الطريق، طريق الكتاب والمدرس في تلقين أصول الأخلاق للنشء، جاء الإنجليز وهم قوم عمليون طِبعوا على تبسيط الطرق ليسهل إدراك الغايات”.

2- “مضت بعد ذلك السنون أيها السادة وتركنا الجامعة، وشبت الحرب وانتهت، واتفق أن قابلت ذلك الملاكم المنتصر في أحد شوارع لندن، وسألته عن أمره، فقال إنه انخرط في الجيش وسرِّح بعد أن خمدت الحرب، وكان أبوه قد أضاع كل ما كان يملك”.

3- “لأن نظم الحكم لم تكن قد بلغت من الشدة والعنف ما بلغته في القرن السابع عشر أو القرن الثامن عشر؛ لأن فكرة الوطنية وافتراق الأمم في هذه الفكرة، وحرص الأمم على أن تكون لكل منها وطنيتها الخاصة واستقلالها الخاص، هذا الحرص لم يكن قد عظ ُ م بعد”.

4- “وسواء كان منشأ الجامعات راجعاً إلى التقاليد الإغريقية الرومانية في العالم القديم، أم إلى التأثير المباشر للثقافة العربية؛ فمن الثابت أن هذه الجامعات قد تأثرت تأثراً عظيماً بعلوم العرب ومؤلفاتهم وما ترجم من الكتب الإغريقية وما نقلوه عن الإغريق من علومهم”.


شارك المقالة: