اقرأ في هذا المقال
كتاب الشيطان يحكم
يتناول مصطفى محمود في هذا الكتاب الذي يضم 191 صفحة والذي نشر في عام 1986 من قبل دار المعارف التي تتخذ من مدينة القاهرة مقرا لها الحديث عن العديد من الجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية وكثير من جوانب الحياة التي تعني البشر بغض النظر عن دينهم وعقيدتهم وتوجهاتهم، حيث أن التركيز في هذا الكتاب كان قد انصبّ على الجوانب السلبية والفساد الأخلاقي الذي لحق بالمجتمعات العربية وخصوصا الشعب المصري في فترة نهاية سبعينيات وبداية ثمانينيات القرن العشرين.
من المواضيع التي تضمنها الكتاب
- أفيون هذا الزمان
- الوقوع في الفخ
- طالع الشجرة في لندن
- الرقص للرقص
- التقدم إلى الخلف
- من أين تنبع السعادة
- بيروت ذات الستمائة ألف وجه
- فرويد الرجل المريض
- حينما تعجز الكلمات
- العيال الذين ظنوا أنفسهم كبارا
- الذي شنق نفسه بسلك الكهرباء
- حينما يصبح للمرأة ذيل
- كيف تكسب ألف جنيه فورا
- الجمع والطرح
- أسرار الحروف
- هل كانت صدقة
ملخص الكتاب
يتناول الأديب والمؤلف المصري مصطفى محمود في هذا الكتاب الحديث عن كثير من الجوانب السلبية والسيئة جدا التي عاصرها وتعايش معها وشاهد كثيرا من الناس ينغمسوا فيها، حيث أنها ملذات وشهوات حيوانية وأبعد ما تكون عن فطرة الإنسان السليم العاقل الذي يميز ما بين الصحيح والخطأ وما بين ما يجب التساهل فيه وما بين ما يجب أن يكون الحزم والجدّ شعاره على الدوام دون إفساح لأي مجال للعب فيه أو الاقتراب منه، وهذا الأمر لا يقتصر عن جانب معين من جوانب الحياة المختلفة، فتناول جميع مظاهر الحياة المصرية سواء في الريف والمدينة، وهنا تطرق للجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفنية والثقافية وغيرها الكثير من الجوانب التي كانت ذو تأثير كبير وواضح على أفراد وأبناء الشعب المصري في فترة الثمانينيات من القرن الماضي.
وهنا أكثر ما يركز عليه في هذا الكتاب هي المسائل التي تتعلق بالشباب وجرهم إلى قاع الهاوية، حيث أن وسائل الإعلام الغربية وحتى الشرقية التي لا يهمها إلا المادة أصبحت تلفت النظر إلى مواضيع ذات بعد يؤثر في صلب عقيدة وتوجه الشباب، وهنا فإن أكثر مسألة تعرض للحديث عنها هي مسألة الأفلام الاباحية التي انتشرت في كل مكان كما تنتشر النار في الحطب اليابس، وهنا يتساءل ما هو الهدف من هذه الأفلام التي تعرض عبر الكثير من دور السينما، وكيف يمكن السماح لهذه الدور بعرض مثل تلك الأفلام، ليصل في النهاية إلى قناعة أن من يصنع تلك الأفلام ما هم إلا اليهود الذين يسيرون العالم كما يشتهون ويرغبون، وما هذا الأمر إلا طريقة من طرقهم لغزو العالم وخصوصا العالم العربي الإسلامي الذين يسعون بكل ما امتلكوا من قوة إلى إضعافه والسيطرة عليه.
كما يتناول مصطفى محمود في هذا الكتاب الحديث عن الكثير من المواضيع التي تشغل العالم الخارجي والداخلي، والتي تعتبر من أكبر الأسباب التي تؤدي إلى الخراب والدمار دون أن يدري أحد ما الذي سبب هذا ولماذا حدث هذا، حيث أن جميع الأسئلة في البداية تكون مبهمة لا يستطيع أحد الإجابة عنها ليجد الجميع في النهاية أنهم يعرفون الإجابة من البداية دون أن يشعروا بذلك أو مجرد أن ينتبهوا لهذا الأمر، وهنا فإن قصد الكاتب من هذا الكتاب والهدف الرئيس الذي جعل منه أن يقوم بكتابته هو محاولة من أجل توعية الناس وتبصيرهم وإرشادهم إلى طريق الحق، حيث أن هذا الأمر يطلعهم ويخبرهم عما يجري في العالم الخارجي، وهذا بدوره يؤدي إلى معرفة النوايا والحقائق دون أن تكون غامضة أو مبهمة وخصوصا تلك النوايا التي تصدر من قبل من يفتعلون تلك الأمور السيئة.
مؤلف الكتاب
ولد الأديب المصري مصطفى محمود في مدينة المنوفية لعائلة مصرية مسلمة سنيّة في عام 19021، وهذا الأمر وخصوصا فيما يتعلق بمعتقده الديني فقد واجه بسببه كثيرا من الهجوم الشرس من قبل كل متشدد بأصول هذا الدين، ليس عداوة وبغضا وإنما غيرة على مبادئ وأسس هذا الدين. وفيما يتعلق بحياته العائلية فقد تزوج لأول مرة في عام 1961 من سيدة تدعى “سامية” وهي التي كانت ملكة جمال مصر في ذلك الوقت ، حيث أثمر هذا الزواج عن طفلين الأول منهما هو ذكر يدعى “أدهم” والثاني هي أنثى تدعى “أمل”، ويذكر أن هذا الزواج استمر لمدة قاربت لاثني عشر عاما حيث تم الطلاق بينهما في عام 1973، وهنا بقى محمود دون زواج لمدة عشرة أعوام حيث تزوج للمرة الثانية في عام 1983 من سيدة تدعى “زينب حمدي” التي لم ينجب منها أي طفل على الرغم من أن هذا الزواج دام لمدة أربعة أعوام، حيث طلقها محمود ولم يتزوج بعدها أبدا.
أشهر الاقتباسات في الكتاب
1- “إن من يقتل أخاه لا يكره أخاه، وإنما يكره نفسه، فاليد لا ترتفع لتقتل إلا إذا كانت النفس من الداخل يعتصرها التوتر. القاتل لا يعلن الحرب على الآخرين إلا إذا كانت الحرب قد أعلنت داخل نفسه وثار غبارها”.
2- “الذي دعانا إلي ضبط شهواتنا ليس القسيس ولا الواعظ إنما هو تراكم الخبرات والتجارب عبر ألوف السنين، ملايين الأخطاء والمحن التي مرت بها الإنسانية واستولدت منها الحكمة والعبرة والضمير وأقامت صرح الحضارة”.
3- “ساذج العقل من يقول لك أنت تافه، فلكل شيء في هذه الدنيا خطره مهما كان صغيراً ضئيلاً، ولقد تغير أنت الدنيا، وقد تفتح عينيك غدا فتكتشف شيئاً، وقد تكون وأنت الجندي اليوم قائد المعركة غداً”.