اقرأ في هذا المقال
كتاب الطريق إلى جهنم
يتناول هذا الكتاب الحديث عن الدعم الأمريكي الدائم والمتواصل لإسرائيل وعملياتها ضد العرب، فالصراع العربي الإسرائيلي الذي زاد عمره عن سبعين عاما دائما ما كان برعاية أمريكية وغربية، وهذا ما جعل الموازيين دائما راجحة نحو هذا الكيان، كما يشير الكتاب إلى التطور الكبير الذي يحدث في الولايات المتحدة والدول الغربية في مجال التكنولوجيا وخصوصا المجال الحربي منه، حيث أنّ هذا إذا ما استمر والعرب يكتفون بالمشاهدة فإن هذا الأمر في النهاية سوف يكون كارثي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ويذكر أن هذا الكتاب الذي صدر وطبع ونشر في عام 1994 كان بالتعاون مع دار المعارف التي تتخذ من مدينة القاهرة مقرا لها.
المواضيع التي تضمنها الكتاب
- سلام أم اتهام
- الخطوة الأولى
- الصراع الدائر
- استعراض لإنقاذ الكلب
- الذين يأكلون على كل الموائد
- اللعب على المكشوف
- لنتكلم بصراحة
- الموتى والأحياء
- الحر المطلوبة
- موضع لقدم
- الذين اختلفوا
- الأحضان القاتلة
- العقول المحتلة
- أنا لا أكذب ولا اتجمل
- لحظات السكر
ملخص الكتاب
يتحدث الأديب المصري مصطفى محمود في هذا الكتاب عن الولايات المتحدة الأمريكية، هذه القوة العالمية الكبيرة التي تقوم بمساندة ودعم دولة الاحتلال الإسرائيلي في مختلف المجالات والقطاعات، حيث جعلت من هذا الكيان كيان محتل وغاصب يمارس كل أنواع الظلم والقتل دون أن يشار إليه على أنه كيان مجرم ومغتصب، حيث أن هذه الصفات جُعلت من صفات العرب والمسلمين، فتم توقيفهم في قفص الاتهام دون أن يفعلوا شيئا يوجب ذلك، فلم تبق دولة ولا كيان ولا منظمة إلا وقد تحالفت عليهم، بل أن كثيرا من الأنظمة والأبواق الإعلامية العالمية هي من كانت سببا في تحويل الأنظار عن إسرائيل وممارساتها القمعية بحق العرب والشعب الفلسطيني إلى نظرة ازدراء نحو العرب من قبل كثير من شعوب العالم.
وهنا يؤكد الكاتب أنه وبالرغم من العديد من المحاولات -التي تقوم بها الولايات المتحدة الامريكية والعديد من الدول الغربية – من أجل إحقاق السلام والسلم ما بين إ-سرائيل والعرب إلا أنه لا يمكن لعاقل أن يقبل بهذه الفكرة وإمكانية حدوثها، والسبب في ذلك هو اختلاف الموازين من حيث المساندة، فإ-سرائيل تحظى بكل شيء دون أن يحظى الشعب الفلسطيني والعرب بأي شيء، وهذا دليل على أن الغرب لا يريدون حتى أدنى نوع من السلام ما بينهما، وإن ما حصل هذا وتم توقيع الاتفاقيات فإن هذا هو بالتأكيد عقد إذعان وتنازل عن الحقوق أكثر من أن يكون عقدا يراعي مصالح الطرفين، وهذا هو الذي يمهد الطريق المعبّد نحو جهنم التي لا مجال وسوف تأتي في يوم ما وتأكل الأخضر واليابس.
وهنا يشير مصطفى محمود أنه وإن تم توقيع اتفاقيات السلام وتمت تسوية الأمور والأوضاع وتم إطلاق أغاني السلام عبر الإذاعات فإن هذا الأمر لن يمرّ مرور الكرام على رؤوس ما يزيد عن المليار والنصف من المسلمين، وإن ما حدث هذا فإنه لوقت قريب سوف تأتي نهايته ونهاية هذا الكيان الظالم، فوعد الله حق ولا مجال في تغيير ذلك القدر، وسوف تتحقق التنبؤات التي تتنبأ بزوال هذا الكيان، فكما يقال “الزمان دوار” ولكل وقت جيل، والليل مهما طال والظلم مهما دام فسوف يأتي يوم تشرق فيه شمس الحق وتزيل ظلم وطغيان كل متجبر وظالم، ليرجع في النهاية الحق إلى أصحابه ويندم الظالم على ظلمة الذي أدى به إلى الهلاك والزوال.
.
مؤلف الكتاب
هنالك مراحل عاصرها مصطفى محمود خلال رحلته في عالم الأدب والتأليف، ولكنه يوجد مرحلتين هما الأبرز في مسيرته وهما: المرحلة الأولى والتي كانت طبيعة مؤلفاته تندرج تحت الطابع الأدبي والفلسفي، وكان هذا ما بين عام 1950 وعام 1970، وأما المرحلة الثانية التي تعد الأكثر تعمقا وتفكيرا وتحليلا فقد كانت ما بعد عام 1970، حيث أن هذه الفترة تميزت بالكتابة عن الإسلام والمسلمين والفكر الإسلامي وفلسفة الإسلام والكثير من الموضوعات التي تتعلق بهذا الدين واتباعه، كما أنها مرحلة لم تخلو من التطرق للحديث عن التيارات الشيوعية والاشتراكية والفكر الماركسي، حيث وجه الكثير من النقد لها ولأتباعها وخصوصا المصريين منهم.
أشهر الاقتباسات في الكتاب
1- “لا تخدعونا بهذا الزعم الكاذب بأنه لا إسلام بدون حكم إسلامي فهي كلمة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب والإسلام موجود بطول الدنيا وعرضها وهو موجود كأعمق ما يكون الإيمان بدون حاجة إلى تلك الأطر الشكلية . اغلقوا هذا الباب الذي يدخل منه الانتهازيون والمتآمرون والماكرون والكذبة”.
2- “إنها كلمة جذابة كذابة يستعملها الكل كحصان طروادة ليدخل إلى البيت الإسلامي من بابه لينسفه من داخله وهو يلبس عمامة الخلافة ويحوقل ويبسمل بتسابيح الأولياء . إنها الثياب التنكرية للأعداء الجدد”.
3- ” وقد حاربنا التتار وهزمناهم ونحن دولة مماليك .. وحاربنا بقيادة صلاح الدين القائد الكردى وكسرنا الموجة الصليبية ودخلنا القدس ونحن دولة مدنية لا دولة إسلامية .. و كنا مسلمين طوال الوقت و كنا نحارب دفاعا عن الإسلام في فدائية و إخلاص بدون تلك الشكلية السياسية التي اسمها حكومة إسلامية”.