ملخص كتاب الفتنة الكبرى "علي وبنوه" لطه حسين

اقرأ في هذا المقال


كتاب الفتنة الكبرى “علي وبنوه”

يعد كتاب الفتنة الكبرى “علي وبنوه” من كتب السير التي تحدثت عن سيرة خليفة رسول الله علي بن أبي طالب، حيث تناول الأديب المصري طه حسين مجموعة من الأحداث والوقائع في زمن خلافة علي، وكيف كان لهذه الأحداث من الدور الكبير في تغيير شكل دولة الإسلام وانقسامها لدولتين، دولة مناصرة لعلي ودولة مناصرة لمعاوية بن أبي سفيان وأتباعه، كما تناول هذا الكتاب الأحداث التي رافقت مقتل علي واستشهاده، وكيف استمر هذا الخلاف إلى فيما بعد عندما تولى ابنه الحسن بن علي، ومسألة مقتل الحسين على يد الشيعة.

المواضيع التي تضمنها هذا الكتاب

  • ضم الكتاب ثمانية وخمسين فصلا تناولت أحداث فترة ولاية علي بن أبي طالب.
  • التحدث عن الواجبات والمهام التي كان يريد القيام بها علي بن أبي طالب بعد توليه الحكم.
  • تناول والتحدث عن الأحزاب الدينية والسياسية التي ظهرت في تلك الفترة.
  • التحدث عن الخلاف الذي حصل بين كل من علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان.
  • التحدث عن الأحداث التي سبقت ورافقت عملية مقتل علي بن أبي طالب واستشهاده.

ملخص الكتاب

يتناول هذا الكتاب أحداث الفتنة الكبرى الثانية التي عاشها خليفة رسول الله علي بن أبي طالب وأبنائه، فبعد أن تولى الإمام علي رضي الله عنه خلافة المسلمين بعد مقتل الخليفة السابق عثمان بن عفان في ظل ظروف صعبة جدا كان يضع نصب عينيه مجموعة من الواجبات التي يجب القيام بها والتي من أهمها إيقاع القصاص على من قتل عثمان، كما كان من واجباته المهمة حفظ دم المسلمين الذي سال والذي بسبب الخلافات والفتن فقد المسلمين عددا كبيرا منهم، ولكنه تريث في فعل ذلك حتى يتمكن من قبضة الحكم التي لا زالت جديدة.

كما يتناول هذا الكتاب مسألة الخلاف الذي حدث بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، وكيف كان لمناصري كل منهما رأي يخالف رأي الآخر، فمناصري علي وهي تلك الفئة الجديدة التي ظهرت والتي تدعى “الشيعة” أرادت بشكل ما تغيير النهج وفرض الأمور كما يرونَّ، وأما مناصري معاوية فهم من أرادو أن يتم القصاص بسبب قتل عثمان بأسرع وقت دون انتظار، هذا الخلاف الذي كان له دور كبير في تقسيم دولة الإسلام إلى دولتين مناصرتين لحاكمين إثنين.

ومن المواضيع التي تناولها هذا الكتاب كيفية ظهور الأحزاب الدينية الجديدة كالخوارج والشيعة، وما الذي كان يهدف منه كل حزب ويطمح إلى تحقيقه والوصول إليه، وكيف كان لهذه الأحزاب من الدور الكبير في تغيير نظام الحكم الذي ساد في ذلك الزمان، وكيف تغير نظام الحكم من الشورى بين المسلمين وتحوله لنظام الوراثة الذي حكم دولة الإسلام للعديد من القرون اللاحقة.

وتناولت بعض فصول هذا الكتاب مسألة انقلاب أتباع علي بن أبي طالب عليه وعلى أولاده، وكيف قامت بعض الجماعات التي تزعم أنّهم من اتباعه بالغدر به وقتله وقتل أبناءه من بعده، وكيف كان لهذا الأمر من الدور الكبير في تغيير الظروف لصالح معاوية بن أبي سفيان لتنتهي بذلك فترة الحكم الراشدي والانتقال لفترة حكم الدولة الأموية التي أعادت لملمت الأمور وإصلاح الأحوال لتعود الدولة الإسلامية إلى سالف عهدها من العزة والقوة، ولتعود من جديد وتقوم بنشر الإسلام في كل مكان من بقاع الأرض.

كما تتناول الفصول الأخيرة من الكتاب كيف كان لهذه الأحداث الدامية التي حدثت في تلك الفترة الدور الكبير والأثر العظيم في العديد من الويلات والنكبات التي عصفت بالإسلام والمسلمين، والتي استمرت بعد ذلك للعديد من القرون حتى تاريخ الزمن الحديث، وبذلك يسدل طه حسين هذه الأحداث بالانتهاء من التكلم عن الخليفة الراشدي الرابع علي بن أبي طالب بعد أن تناول فيما سبق في كتاب تناول فيه سيرة كل من الشيخان أبو بكر وعمر وكتاب آخر سيرة عثمان بن عفان.

مؤلف الكتاب

سافر الأديب المصري طه حسين من القاهرة إلى باريس في عام 1914، وكان ذلك من أجل استكمال دراسته الجامعية بعد أن تم ابتعاثه من قبل الجامعة المصرية إلى مونبيلية في فرنسا، وأثناء ذلك فقد درس مجموعة من العلوم كعلوم النفس والآداب والتاريخ الحديث وغيرها، وبقي هنالك عامين حيث عاد إلى القاهرة في أواخر عام 1915 لتبدأ رحلته الطويلة والشاقة في عالم الأدب والفكر والنقد والفلسفة.

أشهر الاقتباسات في الكتاب

1- “وقد رضي أصحاب النبي من علي بما رأى لهم، وأما الثائرون فكانوا يرون أنهم قتلوا الخليفة ظلماً؛ فليس له ثأر ولا ينبغي للإمام أن يقتل به أحدا”.

2- “فليس غريبًا إذن أن يستقبل المسلمون خلافة علي ووجوههم عابسة وقلوبهم خائفة ونفوسهم قلقة، ويزيد في هذا العبوس والخوف والقلق أن الثائرين الذين قتلوا عثمان كانوا ما يزالون مقيمين بالمدينة متسلِّطين عليها”.

3- “ثم أرسل إليهم علي عبد الله بن عباس في جماعة من أصحابه، فناظرهم تلك المناظرة المشهورة عند أهل الفَرق وأصحاب الكلام؛ سألهم ماذا نقموا من أمير المؤمنين؟ فقالوا: تحكيمه الحكمين”.


شارك المقالة: