ملخص كتاب الماركسية والإسلام لمصطفى محمود

اقرأ في هذا المقال


كتاب الماركسية والإسلام

تناول الأديب المصري مصطفى محمود في هذا الكتاب مسألة المقارنة ما بين الفكر الشيوعي الماركسي والفكر الإسلامي وما جاء به كل من هذين الفكرين، فالفكر الماركسي هو فكر يمجد الأفراد في طريقة تفكيرهم وتصرفاتهم، ويهدف في الأساس إلى محاولة السعي إلى تحسين الأوضاع المعيشية للعمال الذين يتبنون منهجه ضد الرأسماليين الذين يهضمون حقوق الغير دون خوف أو عقاب،  وما بين الدين الإسلامي وما يسعى إليه من تأمين حياة كريمة لكل الشعوب وبغض النظر عن دينهم وعقيدتهم، ويذكر أنّ هذا الكتاب كان قد صدر من قبل دار المعارف التي قامت بطباعته ونشره في عام 1975، هذه المؤسسة التي قامت بطباعة معظم أعمال مصطفى محمود والعديد من الأدباء والمفكرين المصريين والتي تتخذ من مدينة القاهرة مقرا ومركزا لها.

المواضيع التي تضمنها الكتاب

  • الماركسية والإسلام

ملخص الكتاب

يتناول الأديب المصري مصطفى محمود في هذا الكتاب الحديث عن الفكر الماركسي ولكن من زاوية النظرة الإسلامية لهذا الفكر، فلم يقم بنقده بشكل كبير ولم يرحب به على الوجه الذي أتى عليه، فمن خلال المعرفة العميقة السابقة لمصطفى محمود بهذا الفكر حاول أن يعمل على إيجاد بعض المقاربات ما بينه وما بين التعاليم التي جاء بها الدين الإسلامي، حيث مزج فيه ما بين موضوعات الفكر الماركسي من عواطف وتوجهات وآمال وأحلام وما بين ما جاء به الإسلام من موضوعات عامة ترك التفاصيل فيها للفكر البشري وبحسب ما يراه مناسبا تبعا للزمان والمكان، ومع هذا لم يكن هذا الكتاب حياديا بالشكل اللازم، حيث أن الميل وتغليب الفكر الإسلامي على هذا الفكر هو الطابع الغالب الذي يمكن أن يلمسه قارئ هذا الكتاب.

وبعد أن ذكر مصطفى محمود وبشكل مطول وبإسهاب شديد مساوئ النظام الاشتراكي والنظام الرأسمالي تطرق للحديث عن الإسلام ونظريته في سير مجريات من تعاملات في مختلف المجالات، حيث أنه لم يذكر ذلك بشكل مفصل وغنما كان قد وضع رؤية عامة مرجعها إلى طبيعة الناس وأعرافهم وتقاليدهم وظروف حياتهم، كل ذلك من أجل أن يقوموا بوضع الطرق المناسبة لطريقة عيشهم وحسب ما يرغبون وما يتماشى مع فكرهم، وهنا قام محمود بوضع ثلاثة من الشروط يجب الالتزام بها وحمايتها من الاعتداء ومن أن يمسها أحد ما، وهذه الشروط الواجب توافرها هي حرية الأفراد وأمنهم وكرامتهم، فبدون أن يشعر الأفراد بالأمن على أنفسهم وعلى ما يملكون وبدون تمتعهم بالحرية في التعبير والتفكير والاعتقاد وبدون حماية كرامتهم لا يمكن أن يطبق الإسلام على الوجه الصحيح.

مؤلف الكتاب

لقد مرّت المسيرة الأدبية والحياتية للأديب والمفكر والدكتور المصري مصطفى محمود في عدة مراحل، حيث أن بداياته في هذا المجال كانت عن طريق قيامه بكتابة مجموعة من المقالات تم نشرها في العديد من الصحف المصرية، حيث أن معظم هذه المقالات تم نشرها في مجلة روز اليوسف، وبعدها في عام 1947 نشر أول قصة من تأليفه والتي كانت بعنوان “القطة الصغيرة” في مجلة الرسالة التي كانت تصدر بشكل شهري، وبعدها وبعد أن عرف اسمه تم توظيفه ليكون محررا في صحيفة “النداء”، وبعدها تم نشر العديد من أعماله من خلال مجلة “آخر ساعة” وكان ذلك في عام 1948، وأما في عام 1952 أصبح محررا في مجلة التحرير، وفي عام 1960 قرر مصطفى محمود أن يترك مهنة الطب ويتفرغ للعمل في مجال الأدب والتأليف.

أشهر الاقتباسات في الكتاب

1- “ولم يتصور ما ستحدثه ثورة العلم والتكنولوجيا في القرن العشرين، حيث العامل هو رجل مرفه يجلس أمام أزرار، وحيث المصانع تدور آليا بعقول إلكترونية، وحيث لا يوجد جيش من العمال المرهقين، وإنما جيش آخر من الموظفين المرفهين، ومن ورائهم نقابات عمالية وقوانين للتأمين ضد العجز والشيخوخة”.

2- “ولم يكن ضعفا في القرآن أنه لم يحدد منهجا سياسيا، ولم يرسم دستورا محددا، وإنما كان ذلك أحد أدلة قوته وإعجازه، فقد أراد الله أن يفتح سبيل الاجتهاد والأخذ بالعلوم واستنباط المناهج والأحكام من الظروف المتغيرة دون تكبيل بمنهج سماوي جامد محمد”.

3- “والقائلون بالحتمية المادية لحركة التاريخ لم يأخذوا التاريخ كله كنموذج ليستنبطوا منه قانون حركته، وإنما اختاروا بضع مراحل وفقرات هي التي وجدوا فيها مصادق كلامهم و أغفلوا الباقي، وما كان لأحد أن يحيط بالتاريخ كله ولو أراد، وما وصلنا من التاريخ أكثره كذب واختلاق ومبالغات”.

المصدر: مصطفى محمود، الماركسية والإسلام، دار المعارف، القاهرة، 1975


شارك المقالة: