كتاب المختصر
يعتبر هذا الكتاب من الكتب الفلسفية التي تم نقلها لنا من التاريخ الروماني القديم والذي يعد من أوائل الكتب الفلسفية التي دعت إلى التحرر من العبودية، وأما الموضوع الأساسي التي تطرق هذا الكتاب إلى الحديث عنه فهو الفلسفة الرواقية في عصر غابت عنه كثيراً من الأمور التي تتعلق بكرامة البشر في عصر تم انتهاك كثيراً من حقوقه والتي من بين أهمها حريته، ويذكر أن هذا الكتاب كان قد صدر باللغة اليونانية القديمة في عام (125) ميلادية، بينما تمت ترجمته إلى اللغة العربية في عام (2015)، وتم إعادة طباعته ونشره في عام (2019) من قبل مؤسسة الهنداوي التي تتخذ من مدينة القاهرة مركزاً ومقراً لها.
مواضيع كتاب المختصر
- الإهداء
- مقدمة
- إبكتيتوس: المختصر «النص الكامل»
- إبكتيتوس: دراسةٌ وتعليق
ملخص كتاب المختصر
- يتحدث إبكتيتوس في هذا الكتاب عن كثير من مبادئ الفلسفة الأخلاقية الرواقية في عصر تميز بغياب كثير من الأخلاق وخصوصاً تلك التي تتعلق بكرامة البشر.
- يتحدث هذا الكتاب في كثيراً من مواضيعه عن أنواع كثيرة من الفلسفة والتي منها فلسفة الحياة والموت وما يرتبط بهما من معايير وأخلاقيات غابت عن كثير من البشر.
- يتحدث إبكتيتوس عن كثير من المواضيع ذات الارتباط بالحياة والموت وكيف يمكن للنفس البشرية من أن تتصالح مع نفسها ومع الطبيعة التي تعيش فيها لدرجة أن تصل لمرحلة تتقبل فيها كل أحكام القدر.
- يتطرق الكتاب في الفصل الأخير منه إلى الحديث عن أن الفيلسوف الروماني إبكتيتوس لم يقم بترك أي أثر أدبي مكتوب طول مدة حياته، ولكن أحد تلاميذه الذي يدعى “فلافيوس آريانوس” هو من قام بجمع ذلك الأثر من خلال توثيق أفكاره ورسائل حياته، فخرج لنا من ذلك كلّه بهذا الكتاب والذي كان بعنوان “المختصر”.
مؤلف كتاب المختصر
إبكتيتوس هو الفيلسوف الروماني الذي عُرف بفيلسوف الحرية في عصر العبودية الروماني، حيث كان كثيراً ما يدعو إلى الخير في ذلك العصر الذي كانت تفوح فيه ومنه رائحة الشّر، ويذكر أن إبكتيتوس كان قد ولد في عام (50) ميلادية في منطقة تدعى “هيرابوليس” إحدى مناطق ولاية “فريجيا” الرومانية، فكان أحد العبيد الذين لم يكن يسمح لهم أن يصبحوا شيئاً إلا عبيداً فقط، وأما فيما يتعلق بتعلمه الفلسفة فقد تعلمها عن طريق أستاذه “موزينوس”.
تحرر إبكتيتوس من غياهب العبودية بعد أن توفي الإمبراطور الروماني “نيرون”، ومع هذا فإنه يعد من الذين تحرروا بعقولهم قبل أن يتحرروا بأجسادهم، ويذكر أن إبكتيتوس كان قد دعا إلى ثلاثة من الأنماط والواجبات وهي الأول نحو الذات الشخصية ويكون ذلك عن طريق تطهير الجسد والروح، وأما الواجب الثاني فهو نحو الآخرين، وذلك لكونهم يمثلون المجتمع، وأما الواجب الثالث فهو نحو الله.
اقتباسات من كتاب المختصر
- “والتأمل العقلي يتيح لنا مراجعة الأحكام المبتسرة حول ما رأيناه إهانةً أو فقدانًا، من شأن هذه المراجعات «المعرفية» أن تُخلِّصنا من قبضة «الانفعالات» السلبية. «الموت ليسً مريعاً … وإنما المريع هو الحكم بأن الموت مريع»”.
- “تذكر إذن أنك حين تأخذ ما هو بطبيعته مملوك على أنَّه حر، وما هو موكول لغيرك على أنَّه لك، فلسوف تخيب وتأسى وتنخذل، ولسوف تلوم الآلهةَ والبشر. أما حين لا تأخذ إلا ما هو لك على أنه لك، وحين تدع ما هو لغيرك على أنه، حقّا، لغيرك، فلن يكون لأحد ٌ سلطان عليك”.
- “حين يُفاخر شخص بأنَّه يستطيع أن يفهم كتابات كريسبوس (Chrysippus) ويفسرها، فقل لنفسك: «لو لم تكن كتابات كريسبوس غامضةً لما وجد هذا الشخص ما يفتخر به، ولكن ماذا أريد أنا؟ أريد أن أفهم الطبيعة وأتبعها؛ لذا أتساءل من الذي يفسر الطبيعة”.
- “تتمثل الدعوى المحورية للأخلاق الرواقية في أن الخير الوحيد هو الفضيلة والأفعال التي تبعثها الفضيلة، والشر الوحيد هو الرذيلة والأفعال المدفوعة بالرذيلة، عندما يسعى المرء إلى اللذة مثلًا أو الثروة، ظنّا منه أن هذه الأشياء خير، فإنه يرتكب خطأ الحكم يُفضي إلى خطأ في الوجدان”.
- “يذهب إبكتيتوس إلى أن الثبات أمام الشدائد والسيطرة على الانفعالات العنيفة، وهو ما نعنيه بالموقف الرواقي في لغتنا الحديثة، يتطلب منَّا أن نستخدم انطباعاتنا، أو مدركاتنا، استخداما قويمًا موضوعيًا بريئًا من أي تزيد أو افتئات على الواقع”.