ملخص كتاب تقليد وتجديد لطه حسين

اقرأ في هذا المقال


كتاب تقليد وتجديد

يعتبر هذا الكتاب من الكتب النقدية المتعلقة بمجال الشعر وتطوره، حيث تناول فيه طه حسين الشعر العربي عبر عصور مختلفة، فتحدث عن الشعر زمن الخلافة الإسلامية الأولى، وأتبعها الحديث عن الشعر زمن الخلافة العباسية، وعقد مجموعة من المقارنات عن الشعر وما يميزه في كل من الحجاز والعراق، ومن ثم تناول الشعر والشعراء في ظل بداية القرن العشرين وبداية النهضة في مصر، فتحدث عن أهم الأسماء في عالم الشعر المصري خاصة والعربي عامة، وكيف كان لهم أثر عظيم في تطويره والحفاظ عليه.

ومن الأسماء التي تناولها البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وخليل مطران وغيرهم، كما تحدث عن مجموعة من الشعراء الجدد الذين يظنون أنهم يعملون على تحديث وتطوير الشعر، وفي الحقيقة أنّهم لم ولن يضيفوا له شيئا، فوجه لهم مجموعة من الأمور يجب عليهم الالتزام بها من أجل أن يصبحوا كما غيرهم من عمالقة الشعر، ويذكر أنّ هذا الكتاب كان قد صدر وطبع لأول مرة في عام 1978، وكان قد ضمّ عشرون جزء وستة وثمانون صفحة، وتم إعادة طباعته من قبل مؤسسة الهنداوي التي تتخذ من القاهرة مركزا لها في عام 2017.

المواضيع التي تضمنها الكتاب

  • حول التقليد والتجديد
  • التجديد في العصر الإسلامي
  • التطور الأدبي بين العراق والحجاز
  • خصائص التطور في القرنين الأولين
  • بدايات النهضة في مصر
  • عصر الإفاقة
  • محاولات التحرير في الأدب والسياسة
  • نحو أدب جديد
  • البارودي
  • شوقي بين القيد والحرية
  • شوقي
  • حافظ إبراهيم بني التجديد والمحافظة
  • خليل مطران 1
  • خليل مطران  2
  • إسماعيل صبري
  • حفني ناصف
  • الشباب الشعراء
  • كيف يتجدد الشعر العربي

ملخص الكتاب

يقدّم لنا المفكر والأديب المصري طه حسين في هذا الكتاب دراسة نقدية تحليلية شاملة للشعر العربي ومقارنة له ما بين العصور الماضية وعصره الذي عاش فيه، فيسلط الضوء على أهم المراحل التي كان فيها الشعر العربي شعراً موزون يقدمه عمالقة الشعر الأصيل، وبين هنا وهناك وذلك العصر وهذا العصر وما الذي حدث من أمور التحديث والتجديد، وكيف كان لهذه الفئة من الشعراء الجدد من محاولات لتطوير الشعر وجعله يتماشى مع الحاضر، حيث أنّ كثير منهم ظن من نفسه مجدداً ومطورا له، وفي الحقيقة لم يضيفوا أي شيئاً له، بل كان على العكس تماما، فمن خلال ألفاظهم ومفرداتهم ونظمهم للشعر هبطوا به إلى مستوى لم يكن الشعر العربي قد وصل له من قبل.

كما يتناول في هذا الكتاب مراحل وعصور تطور الشعر العربي، فتناول تاريخه عبر العصور، فبدأ بالشعر عبر التاريخ الإسلامي وما كان عليه في فترة بداية الخلافة الإسلامية وسلط الضوء على ما كان يميزه، وبعدها تحدث عن الشعر في زمن الخلافة العباسية، وكيف كان لهذا الشعر من تفوق في ظل وجود كوكبة من أهم الشعراء العرب، وكما عقد مقارنة بين الشعر الحجازي والشعر العراقي وما كان يميز كل منهما عن الآخر، وكما تطرق للحديث عن تطور الشعر في المئتين عام اللتان سبقتا القرن العشرين، وما كان لهما من فضل في تطوير الشعر وعلى أعلى المستويات.

قام طه حسين بتخصيص مجموعة من الفصول الكاملة عن الشعر والشعراء المصريين في زمن بدايات النهضة التي رافقت بدايات القرن العشرين، وكيف كان من العديد من الشعراء الدور الكبير في إحداث الإفاقة نحو تجديد وتطوير الشعر بشكل عام، ليصل إلى مكانة نافست الشعر العربي القديم زمن المعلقات، فتحدث عن مجموعة من أهم الشعراء الذين كان لهم دور كبير في ذلك، وكان من بينهم الشاعر حمود سامي البارودي، وأمير الشعراء أحمد شوقي، وحامل لقبي شاعر النيل وشاعر الشعب حافظ إبراهيم، وشاعر القُطرين الأخطل الصغير خليل مطران، وشيخ الشعراء إسماعيل صبري، وأخيرا الشاعر المصري حفني ناصف.

كما تناول طه حسين كيف تطور الشعر عبر الزمان، وعقد مقارنة مستفيضة ما بين الشعر القديم وأهم ما كان يميزه والنقاط التي تؤخذ عليه وما بين الشعر الحديث وما الذي يتميز به عن غيره من شعر الزمن الماضي، وكما تحدث باستفاضة عن الشعراء الشباب الذين كان كل همهم أن يصبحوا من الأسماء التي يشار لها بالبنان، وقام بانتقادهم محاولا توجيه نظرهم إلى عديد من الأمور التي يجب أن يتمتعوا بها ويتقنوها قبل خوضهم غمار نظم الشعر وإلقائه، لأن الخطأ في هذا يعتبر من الأمور المحرمة التي يجب الانتباه لها، فتاريخ الشعر العربي طويل وحافل بالأمجاد التي ليس من السهل التجاوز عنها، وأخيراً تناول مجموعة من الملاحظات والتوجيهات التي من شأنها أن ترقى بالشعر إلى مكانة عالية، وأنه يجب على من يضع من نفسه في هذا المكان أن يلتزم بها وأن لا يتجاوزها.

مؤلف الكتاب

تعتبر سوزان بريسو زوجة طه حسين السويسرية من الأصول الفرنسية من أكثر الأشخاص الذين كان لهم تأثير قوي على مسيرة عميد الأدب العربي، فهي كما يقول الشخص الذي بذل أقصى جهد وأعظم صبر وتفاني، حيث هي من كانت تقوم بقراءة الكتب والمراجع الأدبية والسياسية والتاريخية له، حيث كان يمضيان مع بعضهما الساعات الطِوال في ذلك، كما أنّها قامت بتأمين الكتب المخصصة لفاقدي البصر والمكتوبة بطريقة برايل ليقوم بقراءتها بنفسه.

أشهر الاقتباسات في الكتاب

1- “فأنت عندما تقرأ ما يُنشر في كثير من الصحف وفي كثير من المجلات في هذه الأيام، تلاحظ أن شبابنا حريصون أشد الحرص على أن يبلغوا من بُعد الصيت وارتفاع المنزلة في الأدب قبل أن تؤهلهم جهودهم وقبل أن تمكنهم أسنانهم من الوصول إلى هذه المنزلة أو إلى هذا المركز”.

2- “ولكن هذا التجديد لم يكن عميقًا -كما قلت – بعد الفتح الإسلامي إلا أنه بعد انتقال العرب أو جماعة ضخمة من العرب لما حول الجزيرة العربية، ووصول جماعة منهم إلى قلب الدولة الفارسية وإلى قلب الدولة البيزنطية، واستقرار هذه الجماعات في البلاد المفتوحة، بدأ التجديد الخطير يظهر في الحياة الأدبية للأمة العربية”.

3- “ورُّب ٍضارة نافعة كما يقال، فالتنافس الذي كان بني فرنسا وبريطانيا العظمى في آخر القرن الثامن عشر، هذا التنافس الذي حمل نابليون بونابرت على أن يغزو مصر ليقطع على الإنجليز طريقهم إلى الشرق وإلى الهند خاصة، هذا التنافس كان في نفسه شرّاً”.

4- “كل هذا يدلنا على أن العرب قد عرفوا شيئًا آخر من التجديد أثناء ظهور الإسلام وحين كان النبي صلى الله عليه وسلم ينشر دعوته داخل الجزيرة العربية، ولكن هذا التجديد كان طارئاً ولم يطل عليه الوقت، فلم يتعمق نفوس العرب، ولم يصل إلى ضمائرهم”.

المصدر: طه حسين، تقليد وتجديد، مؤسسة الهنداوي، القاهرة، 2017


شارك المقالة: