اقرأ في هذا المقال
كتاب صوت أبي العلاء
يعتبر هذا الكتاب الذي رأى النور في شهر يونيو من عام 1944 من أهم الكتب النقدية التي تناولت مسألة تحليل ونثر شعر أحد الشعراء العرب القدامى، حيث تمكن طه حسين من خلاله من أن يصبح مرجعا ورمزا من الرموز التي تشير إلى كل منه ومن أبي العلاء، فالطريقة التحليلية التي تناول فيها نثر هذه القصائد وهذه الأبيات لم يسبق لأحد أن تصدى لمثل هذا الأمر بهذا الشكل، فكان عملاً زاد من خلاله طه حسين من شهرته وإثبات تفوقه على كل أقرانه من مفكري وفلاسفة ذلك الزمن، ويذكر أنّ هذا الكتاب كان قد أعيد طباعته ونشره في عام 2014 من قبل مؤسسة الهنداوي التي قامت بنشر ما يزيد عن ألفي كتاب للعديد من المفكرين والأدباء والشعراء العرب.
المواضيع التي تضمنها الكتاب
- مقدمة
- صوت أبي العلاء
ملخص الكتاب
قدّم طه حسين في هذا الكتاب نمطا جديدا من أنماط الإبداع والفكر الجديد في الأدب، فتعرض فيه لشعر واحدا من أهم وأشهر الشعراء العرب عبر العصور المختلفة، إنّه الشاعر أبو العلاء المعري الذي طالما كانت قصائده مليئة بكل أشكال وأنواع التشاؤم والألم والبعد عن كل ما هو مفرح، فقدمها دون أن يأبه بما سوف ينتقده الآخرين وبما سوف يقال عنه، حيث كان يرى أنّ هذا النوع من الشعر مهما وضرورياً من أجل إصلاح النفس البشرية والدعوة إلى تقبل المستقبل بكل ما فيه، كل هذا وغيره من الأمور التي حللها عميد الأدب العربي بشكل مستفيض.
استطاع طه حسين ومن خلال هذا الكتاب أن يجمع نفسه مع هذه القامة الأدبية، حيث أنّ لكل منهما تخصص منفرد، فقدّم أبي العلاء قصائده متمتعة بدرجة كبيرة من الإبداع والرقي والصور التعبيرية العميقة والأهداف النبيلة، بينما أتى طه حسين ليقدم لنا هذه القصائد ولكن بشكل غير الذي نظمه أبو العلاء، فكان إسهامه على شكل بوتقةٍ نثرية خلابة، نثر فيها العديد من قصائده وعلق عليها ومدحها في كثير من الأحيان دون أن يغفل عن تقديم بعض الملاحظات التي ما أوردها إلا ليزيد ذلك الإبداع جمالاً ورُقياً.
يتحدث عميد الأدب العربي في مقدمة هذا الكتاب عن أبو العلاء المعري، فيذكر مناقبه وصفاته وخصاله الحميدة مع غيره من الناس السيئة مع نفسه وتفكيره، فبالرغم من أن كل من يعشق الشعر أكان غربياً أم شرقيا يُجلّون هذا الشاعر الذي ما أن يذكر حتى يعمّ الحب كل المكان، ولكن ما يعاب عليه كما يقول طه حسين أنّ معظم قصائده كانت مليئة بالحزن والتشاؤم، ومنبع ذلك هو سوء ضنّه بالتاريخ الذي يرى من خلاله أنّه ضدّه وضد كل من هو على شاكلته، ومع هذا يؤكد الأديب طه أنّ ما تركه من إرث أدبي وشعري هو من أفضل ما تم توارثه عبر الأجيال.
مؤلف الكتاب
بعد أن استقال طه حسين من عمادة كلية الآداب في الجامعة المصرية وعودته لتدريس الأدب العربي بقي على هذا الحال حتى عام 1930، حيث تم تعيينه مجددا عميداً لنفس الكلية التي استقال منها سابقا، ولكنه رفض هذا المنصب رفضا تاماً، والسبب في ذلك هو قيام الجامعة بمنح شهادات الدكتوراه الفخرية لعدد من الشخصيات والرموز السياسية التي كان لها تأثير قوي، وعندها قام وزير المعارف المصري بنقله إلى وزارة المعارف وإبعاده عن الجامعة وعالم التدريس، وهنا رفض طه حسين هذا الأمر ورفض تسلم منصبه الجديد، فما كان من الحكومة وقتها إلا إحالته إلى التقاعد، وكان هذا في عام 1932.
أشهر الاقتباسات في الكتاب
1- “ليتني استطعت أن أستدرك ما مضى، وأتلافى ما فات؛ إذا لأنكرت من أمري بعض ما عرفت، ولغيرتُ من مواصلتي القديمة للناس نفوراً منهم وانقطاعاً عنهم، ولكن أين السبيل إلى ذلك وقد اشتعل الرأس شيبًا كأنه النار تأخذ أطراف القصب”.
2- “إن بحرك لهائج شديد الهياج، مضطرب عظيم الاضطراب، تعصف به الشهوات الجامحة، والأهواء العنيفة؛ ونحن في سفن يكتنفها الهول من كل وجه. فمتى يتاح لها الإرساء ومتى تتاح لأهلها العافية”.
3- “أفٌّ للناس رجالاً كانوا أو نساءً؛ فإنهم أهل شر وأذى، يمقتهم الحكيم ويذمهم العاقل، لا يحمد منهم خلة ولا يرضى لهم خُلقاً، هم في الليل وفي النهار جُناة أشرار، لا يعصمك منهم إلا اجتنابك لهم”.