اقرأ في هذا المقال
كتاب عالم الأسرار
يتضمن كتاب “عالم الأسرار” الذي قدمه الأديب المصري مصطفى محمود العديد من الفصول التي تتحدث عن الجوانب الدينية والاقتصادية والثقافية والفلسفية والاجتماعية وغيرها الكثير من المسائل التي تهم البشر سواء في حياتهم الدنيا أو في ذلك اليوم الذي يقف فيه الجميع أمام رب العزة، ويذكر أن هذا الكتاب كان قد طبع ونشر من قبل دار المعارف والتي تتخذ من مدينة القاهرة مقرا لها في عام 1986.
المواضيع التي تضمنها الكتاب
- اللغة التي تكلم بها آدم
- جميع الأنبياء مروا من هنا
- أين كانت نفوسنا قبل أن تولد
- هل عظماء الدنيا هم عظماء الآخرة
- لماذا تمرض نفوسنا
- لماذا أنا ذكر وانت انثى
- ما هو تمام التوحيد
- حكاية الربا والبنوك
- ملوك السيرك
- جرائم آخر زمن
- الحرب القادمة وهل تقوم قبل السنة الألفين
ملخص الكتاب
يتناول الأديب المصري مصطفى محمود في هذا الكتاب مجموعة من المقالات المجمعة والتي يتحدث فيها عن كثير من الجوانب التي تتعلق بكثير من مجالات الحياة المختلفة من سياسية ودينية واقتصادية وثقافية واجتماعية وغيرها الكثير من جوانب الحياة التي عاشها ويعيشها المصريين خاصة والعرب عامة في فترة تسعينيات القرن العشرين، وهنا فقد تناول هذه المسائل وناقشها وحللها وعلق عليها ليس من زاوية شخصية وفكرية تتعلق بتفكيره هو نفسه، ولكن هذا التحليل والتعقيب كان من خلال نظرة دينية وفلسفية.
وأما فصول هذا الكتاب فهي “اللغة التي تكلم بها آدم” وهنا يؤكد على اصالة اللغة العربية ودورها الكبير في نقل التراث العالمي من أقدم العصور ولغاية عصرنا الحالي، حيث أن الأدباء العرب القدامى ساعدوا على ترجمة ونقل تراث الغير من خلال ترجمته للغة العربية، “جميع الأنبياء مروا من هنا” ويتحدث فيه عن أن مصر وأرضها المباركة كانت الطريق لمرور العديد من الأنبياء والصالحين، “أين كانت نفوسنا قبل أن تولد” وهنا يطرح مجموعة من الأسئلة عن مكان وجود الروح بعد خروجها والذي هو عالم البرزخ كما ذكره القرآن، ولكن السؤال هنا هل كانت الروح قبل أن تبث في جسد الجنين في نفس المكان التي هي موجودة فيه بعد خروجها.
ومن بين المواضيع التي تم التطرق إليها في هذا الكتاب “هل عظماء الدنيا هم عظماء الآخرة”، حيث يستفسر هنا هل المقاييس في الدنيا هي نفسها في الآخرة ويوم القيامة، وهذا بالتأكيد لا يوجد تشابه بينهما تماما، فمقاييس البشر تختلف تماما عن مقاييس الله، وهذا ما يجعل من الطمأنينة تدخل إلى نفوس الكثير بسبب فقدانهم لمقاييس الدنيا وطمعا بمقاييس الآخرة، “لماذا تمرض نفوسنا” وهنا يتحدث عن درجة تأثير الإسلام على نفوس أصحابها، فالإيمان يكسو المؤمن بكساء الحياء والعفّة الطهارة والترفع عن كل ما هو دنيء، “لماذا أنا ذكر و انت أنثى” وهنا يتحدث عن الأسباب العلمية التي تلعب دورا مهما في تحديد نوع وجنس الجنين، حيث مزج هذا التحليل مع نوع من اللمسة الدينية التي أضافت عليها درجة من الشغف والإلهام.
كما تحدث الكتاب في أحد الفصول عن “ما هو تمام التوحيد” حيث يتطرق فيه للحديث عن عظمة وقدرة وجبروت ورأفة الله سبحانه وتعالى بعباده من المسلمين والغير مسلمين، “حكاية الربا و البنوك” وهنا يتحدث عن دور الربا وأثره على كل من البنوك والأشخاص، حيث له أثر في تقليل القيمة الشرائية لكل منهما، وأما الفائدة فهي تلك الزيادة التي تزيد عن المقدار الفعلي للمبالغ التي تم اقتراضها، “ملوك السيرك” وهنا يعقد مقارنة ما بين قدرة البشر ومهاراتهم الجسدية مقارنة بالحيوانات الأليفة والمفترسة التي يتم استخدامها في عروض السيرك.
“جرائم آخر الزمان” وهنا يتحدث عن اخلاق البشر التي تغيرت إلى الأسوأ مع مرور الزمن، فأصبحت نفوس تمتاز باللامبالاة، وهنا يحث الكاتب على التصدي لهذا الأمر والدعوة إلى إحداث حضارة علمية ثورية تمتاز بتغليب الجانب الأخلاقي وبروزه وتقدمه على الجوانب اللأخلاقية، وأما آخر فصول الكتاب فقد تحدث عن “الحرب القادمة” وهنا يتحدث عن أحداث حرب الخليج الثانية وكيف تم التآمر على العرب والمسلمين، حيث يدعو الجميع إلى التمسك بشريعة ومبادئ الدين الإسلامي قدر المستطاع وعدم التفريط بأي جزء من أركانه وثوابته.
مؤلف الكتاب
يمكن القول أنّ هنالك مجموعة من المعلومات المبهمة والخفية التي لا يعرفها الكثير عن الأديب المصري مصطفى محمود، ومن بين هذه المعلومات أنه كان قد نشأ في منزل قريب من مسجد للصوفيين، وهذا المسجد كان يطلق عليه اسم “مسجد المحطة” الذي كان كثيرا من الشعب المصري يقصدونه من أجل أداء مختلف العبادات، وهذا ما كان السبب الرئيس في التأثير على شخصية محمود وصقل شخصيته وأفكاره وتوجهاته والتي أثارت كثيرا من اللغط وخصوصا ما بين المتشددين في المحافظة على أسس الدين الإسلامي الحنيف، ومن بين أشهر المقالات التي كتبت عن هذا الأديب هو مقال قدمه شاعر سعودي كان اسمه فيصل أكرم، حيث قدّم مقالا عنه كان بعنوان “ذاكرة اسمها لغز الحياة .. ذاكرة اسمها مصطفى محمود” نشر في جريدة الجزيرة، حيث أبرز الدور الكبير الذي قدمه هذا الأديب في مجال الأدب العربي وإسهامه في تطوره ورقيه.
أشهر الاقتباسات في الكتاب
1- “وإذا كان عالمنا كله أصبح صناعة أجنبية، والجزء الهزيل الذي تبقى لنا وهو لغتنا العربية جعلنا منها وسيلة خلاف وشقاق وتكفير، كل واحد يحاول أن يخرج الآخر من الملة لأنه يقول كلاما مختلفا، فإلى أي حضيض وصلن قلوبنا أصبحت شتى، وبأسنا بيننا شديد ومجموعنا لا شيء”.
2- “إنّ نفسك التي بين جنبيك لا يوجد شيء أقرب إليك منها، ومع ذلك أنت أجهل الناس بها، لا تعرف من أنت ومن أين أتيت ولا إلى أين تمضي؟ وإن كان هذا مقدار علمك بنفسك وهي أقرب الأشياء إليك، فما بال علمك بغيرك ثم علمك بباقي أسرار الدنيا”.
3- “في البدء كانت الكلمة والكلمة مصدرها الإله. إله واحد هو كل شيء كان وكل شيء سيكون، محال على من يفنى أن يكشف النقاب عن سر ما لا يفنى، عرشه في السماء وظله على الأرض فوق المحسوسات ومحيط بكل شيء موجود بغير ولادة أبدي بلا موت”.
4- “في داخل الإنسان أرى السموات برعودها وصواعقها ورقها ورياحها. وفي باطنه أيضًا أحس بثورة البركان وتصدع الزلزال وهدوء البحر. ومثل البحر أراه يخفي في باطنه الثعابين وأسماك القرش والحيتان القاتلة. وأحيانًا المراجين والآلي واليواقيت. وفي جسمه أرى تراب الأرض وتثاقلها ورخاوتها وصلابتها ورمالها الناعمة”.