اقرأ في هذا المقال
كتاب في الأدب الجاهلي
يتضمن هذا الكتاب مجموعة من الآراء النقدية التي تتعلق بشعر الجاهلية وأصحابه، فكانت هذه الأفكار شرارة لبدء خلاف حاد بين طه حسين ومجموعة من المفكرين، فمضمون الكتاب يتحدث عن أن شعر الجاهلية لم يكن قد قيل في فترة ما قبل ظهور الإسلام، وإنما قيل في الفترة الأولى من ظهوره، فأحدث بذلك بلبلة وضجيجا وصل مداه إلى إتهام عميد الأدب العربي لدى النيابة العامة المصرية بالإلحاد، ويذكر أنّ طه حسين قد أتم كتابة هذا الكتاب في عام 1927 بطبعته الثانية بعد أن عدل على الطبعة الأولى منه، بينما قامت مؤسسة الهنداوي التي تأخذ من القاهرة مقراً لها بإعادة نشره في عام 2014.
المواضيع التي تضمنها الكتاب
- مقدمة الطبعة الثانية
- الأدب وتاريخه
- الجاهليون
- أسباب نحل الشعر
- الشعر والشعراء
- شعر مضر
- الشعر
- النثر الجاهلي
ملخص الكتاب
يعتبر هذا الكتاب من أكثر الكتب النقدية التي أحدثت صدمة كبيرة وسط جموع الأدباء والمفكرين، ففيه تناول عميد الأدب العربي طه حسين التطرق للحديث عن الشعر أيام الجاهلية، فنقده وحلله وتعرض فيه للحديث عن أهم ما كان يميزه ويجعله يتفرد على غيره من الشعر عبر العصور المختلفة، ولكن الغريب في هذا الكتاب هو ما كان قد طرحه طه حسين من أفكار وآراء، فكانت أفكاره بعيدة كل البعد عن ما كان معروفا ومألوفاً لدى غالبية الناس وخصوصا الشعراء والأدباء والفلاسفة والمفكرين والأدباء والعارفين بالتاريخ الإسلامي، حيث قال أن ذلك الشعر لم يكن قد قيل قبل مجيء الدين الجديد “الدين الإسلامي”، وإنما قام برده إلى الفترة الأولى من صدر الإسلام.
اعتمد طه حسين في تفسير رأيه في ذلك على تتبع المنهج العلمي في البحث، حيث اتخذ من منهج الشك الذي يعود للعالم الفرنسي ديكارت قاعدة لهذا الرأي الذي قدّمه، هذا الأمر الذي جعل من كثير من الأدباء يقوم بالرد عليه ونقده ومحاولة تأنيبه على هذا الكتاب، فكُتبت الكثير من المقالات التي نشرت عبر الصحف والمجلات، حتى أنّ بعض الأدباء قام بطرح كتاب للرد عليه، فأدى ذلك إلى حدوث كثير من المعارك بينه وبين العديد منهم، حتى أنّ الأمر تعدى ذلك فتمت إحالته إلى النيابة العامة بتهمة الإلحاد وإهانة الدين الإسلامي ومنهجه والذي تم بعدها تبرئته من هذه التهم، ومن بين الذين قاموا بالرد عليه الأديب مصطفى صادق الرافعي واحد شيوخ الأزهر الشريف يدعى بالشيخ محمد الخضر حسين.
وأما المواضيع التي تحدث عنها طه حسين في هذا الكتاب فكانت كلها متعلقة بالشعر الجاهلي وأصحابه، فتحدث بداية عن الأدب في الجاهلية وكيف كان، وكيف كان الشعر هو الأهم فيه، ومن ثم تحدث عن الجاهلية وأهلها وصفاتهم وخصالهم، وبعدها تطرق لموضوع مسألة انتحال الشعر ونسبته لفترة غير الفترة الزمنية التي يعود إليها، وما الأسباب التي تجعل من المؤرخين فعل ذلك، وبعدها تناول نقد وتحليل مجموعة كبيرة من أعمال بعض أولئك الشعراء، حيث صب كثيراً من الاهتمام على ما يسمى بشعر مُضَر وكيف تم انتحاله ونسبه إليهم وفي الحقيقة حسب رأيه هو ليس كذلك، وهكذا يكون طه حسين قد تطرق إلى هذا الموضوع وابدى رأيه في ذلك دون أن يفكر بما سوف يجرّه علية من لوم ومعاداة.
مؤلف الكتاب
بعد أن أصبح طه حسين وزيرا للمعارف كان قد وجه كل اهتمامه وعنايته لجامعة الإسكندرية التي تولى رئاستها لمدة ثلاثة أعوام، وأما الأعمال والوظائف التي قام بها بعد أن ترك وزارة المعارف فكانت عديدة ومنها رئيس مجمع اللغة العربية الذي يأخذ من القاهرة مقرا له، عدا عن تم تعيينه ليكون عضوا في عدد من المجامع الدولية، وأيضا عضواً في المجلس العالي للفنون والآداب، كما تم انتخابه ليكون عضوا في المجلس الهندي المصري الثقافي، وكان ذلك في عام 1960.
أشهر الاقتباسات في الكتاب
1- “أليس من شيوخ الأدب في مصر من يعلم طلابه الآن أن ليس لليونان أدب ولا شعر ولا خطابة كما لأهل الضاد؟! وكيف السبيل إلى درس الأدب العربي إذا لم ندرس اللغات الإسلامية المختلفة، ولا سيما اللغة الفارسية منها، ونتبين ما كان لهذه اللغات وآدابها من تأثير في أدبنا العربي الذي لم ينشأ في برج من العاج”.
2- “أظن أنك استطعت الآن أن توافقني على أن الحرية بهذا المعنى شرط أساسي لنشأة التاريخ الأدبي في لغتنا العربية. فأنا أريد أن أدرس تاريخ الآداب في حرية وشرف، كما يدرس صاحب العلم الطبيعي علم الحيوان والنبات، لا أخشى في هذا الدرس أي سلطان”.
3- “للعرب خيالهم الشعبي، وهذا الخيال قد جد وعمل وأثمر، وكانت نتيجة جده وعمله وإثماره هذه الأقاصيص والأساطير التي تُروى لا عن العصر الجاهلي وحده بل عن العصور الإسلامية التاريخية أيضا”.