اقرأ في هذا المقال
- مميزات الأدب الأندلسي في عصر الإمارة
- المراحل التي مر بها الأدب الأندلسي
- خصائص الشعر الأندلسي في عصر الإمارة
- مظاهر التقليد في الشعر الأندلسي في عصر الإمارة
- مظاهر التجديد في الأدب الأندلسي عصر الإمارة
- اتجاهات الشعر الأندلسي عصر الإمارة
- النثر في عصر الإمارة
كان الأدب في بلاد الأندلس في إبان تحرير الأندلس أدبًا ضعيفًا غير مفهوم الملامح متأثرًا كثيرًا في أدب المشرق ومقلدًا له، مع تعدد الأحداث في بلاد الأندلس أدى ذلك إلى خلق أدب يحمل السمات الأندلسية مع محاولات التمرد والتحرر من قيد المشارقة، ومرَّ الأدب في الأندلس بعدة عصور توالت في البلاد، وازدهار الأدب وتطور في هذه العصور، وفي هذا المقال سنتناول الحديث عن عصر الإمارة.
مميزات الأدب الأندلسي في عصر الإمارة
1ـ تأثر الشعر الأندلسي بشكل واضح وكبير بالمشرق مع مواكبة أمور حياة المجتمع الجديد.
2ـ ظهر في هذا العصر أول نخبة من الشعراء الأندلسيين الذين سطروا لنا أجمل الأشعار والقصائد الشعرية.
3ـ امتاز الأدب في هذا العصر بالمشاركة الفعّالة للملوك والأمراء في الأدب.
4ـ نظم الشعراء في هذا العصر بجميع مواضيع وأنواع الشعر المعروفة آنذاك.
5ـ اختلاف الاتجاهات الأدبية التي ظهرت في عصر الإمارة.
المراحل التي مر بها الأدب الأندلسي
1ـ عصر الولاة يمتد من سنة 92 إلى 138 هجري.
2ـ عصر الإمارة وامتد هذا العصر من سنة 138 إلى 206 هجري.
3ـ فترة النزاعات والصراعات الإمارة امتدت من 206 إلى 300 هجري.
4ـ عصر الخلافة امتد هذا العصر من 300 إلى 422 هجري.
5ـ ملوك الممالك والطوائف امتد من سنة 422 إلى 897 هجري.
6ـ الموحدين والمرابطين.
7ـ بني الأحمر الذي تمركز في غرناطة في نهاية القرن التاسع.
خصائص الشعر الأندلسي في عصر الإمارة
1ـ يعتبر الشعر في هذا العصر تكملة الشعر في العصر الأموي.
2ـ ليس أندلسي الهوية إنما قيل في الأندلس.
3ـ يميل إلى جزالة الألفاظ التي تحمل طابع البداوة مع تواضع في الأفكار والتصورات.
ومن الشعر الذي في هذا العصر ما كتب الشاعر بن الصمة، الذي عُرف بفروسيته وإجادته لنظم الشعر ولقد دخل إلى بلاد الأندلس إبان الفتح، وكان يقول في حنينه لأيام الشباب:
ولقد أراني من هواي بمنزلٍ عالٍ
ورأسي ذو غدائِرَ أفرَعُ
والعيش أغيدُ ساقط أفنانُه
والماء أطيبُهُ لنا والمرتَع
مظاهر التقليد في الشعر الأندلسي في عصر الإمارة
يبدأ هذا العصر بتولي عبد الرحمن الولاية فيه ويعد هذا العصر امتداد لعهد المشارقة حتى بدء الحكم في الأندلس بقيادة الناصر، وتميزت الأندلس آنذاك بأنها كانت ذات استقلال سياسي متحررة من الخلافة العباسية، مع علاقة وثيقة بالمشرق العربي من الناحية الأدبية والثقافية.
قد بدا التأثير من قبل الشعر الأندلسي حديث الولادة بالشعر المشرقي، وكان محاكيًا له ولشعراء مثل، الشاعر أبو نواس، والبحتري، وأبو تمام، وابن الرومي وغيرهم الكثير من شعراء المشرق، والذي ساعد شعراء الأندلس في التقليد هو دخول الشعراء من المشرق العربي إلى البلاد.
مظاهر التجديد في الأدب الأندلسي عصر الإمارة
ظهر في هذا العصر مظاهر التجديد في الأدب، ومن هذه المظاهر بروز وولادة أول جيل أدبي أندلسي حقيقي، يحمل السمات الأندلسية سواء بالألفاظ أو الصور والمعاني، وظهور أدبيات أندلسية جديدة مستقلة، ولوحظ في عصر الإمارة أن الأدب ليس حكرًا على الشعب فقط إنما شارك الحكام والملوك والأمراء فيه وانتخبوا لنا أدبًا أندلسيًا عريقًا، بدأت الصفات الأولى في شعر الأندلس ومنها ما بقي محافظًا على تراث الأندلسي، ومنها ما تحرر من ذلك وأظهر التجديد فيها.
اتجاهات الشعر الأندلسي عصر الإمارة
1ـ الاتجاه المحافظ: وظهر في هذا الاتجاه الاهتمام الكبير بالمواضيع المقلَدة وسلك أسلوب القدماء في بناء القصائد، وظهر في أشعارهم التأثر بالتشبيهات والصور القديمة في البادية علمًا بوجود اختلاف في البيئة الأندلسية الخضراء، حيث أنهم استوحى أسلوبهم الشعري من التراث أكثر من استوحاه من الواقع، ومثال على ذلك قول الشاعر أبو المخشي مادحًا عبد الرحمن الداخل:
امتطيناها سِمانًا بُدَنا
فتركناها نِضاءً بالعَنَا
وذريني قد تجاوزت بها
مَهمَها قفرًا إلى أهل النَّدي
2ـ الاتجاه التجديدي: ظهر في هذا العصر الاتجاه التجديدي والتنوع في المواضيع والتطرق إلى مواضيع لم تُعرف من قبل مثل أبو المخشي متحدثًا عن فقدان بصره:
ورَأت أعَمَي ضريرًا إنما
مشيهُ في الأرض لمسٌ بالعصا
فَبكت وجدًا وقالت قولةً
وهي حَسرَي بلغت مني المذي
وظهر التجديد واضح في هذا الاتجاه من خلال التجويد الفني واستخدام الألفاظ المعبرة بطريقة بارعة، وبروز العاطفة فيها وظهور أثرها في المتلقي.
النثر في عصر الإمارة
كان النثر في عصر الإمارة نشط ودواعيه كثيرة ومتنوعة ومنها الخطابة التي برزت نتيجة للحروب والنزاعات وكذلك بروز الكتابة والرسائل، وتمحورت مواضيع النثر آنذاك على أمور العقيدة والدين وكذلك الشؤون السياسية، وأحوال القبائل والاتفاقيات والرسائل وكذلك التوقيعات، وكان النثر الأندلسي في هذا العصر مكمل للنثر المشرقي الذي تميز بالقصر والإيجاز مع فصاحة العبارة، وكان يبتعد عن المقدمة الطويلة وكذلك الألقاب المتعددة.
وفي النهاية نستنتج أن الأدب الأندلسي في عصر الإمارة قد مرَّ بالعديد من التطورات التي أدت إلى ازدهاره، بعد أن كان صورة مطابقة للأدب في المشرق، وفي هذا العصر تمت ولادة أول نخبة أدبية أندلسية مستقلة.