مناسبة قصيدة - لكل شيء إذا ما تم نقصان - في رثاء الأندلس

اقرأ في هذا المقال


التعريف بالشاعر أبو البقاء الرندي:

أمَّا عن التعريف بشاعر هذه القصيدة: فهو صالح بن شريف الرندي الأندلسي يكنَّى أبو البقاء، ولد سنة 1204 ميلادي في إشبيلية، نشأ الشاعر في عصر الفتن والاضطرابات، توفي سنة 1285 ميلادي في سبتة.

مناسبة قصيدة ” لكل شيء إذا ما تم نقصان ” :

عندما بدأت سيطرة العرب في نهاية حكمهم للأندلس تتناقص شيئاً فشيئاً بسقوط المدن الإسلامة بيد الفرنجة وأصبحت البلد تتناقص كل يوم بسبب الغارات دون قوة إسلامة وقد أحس المفكرين هلع الخطر الراصد فانطلق الأدباء والشعراء يصورون النهاية المتوقعة للأندلس بالشعر، ومنهم الشاعر أبو البقاء الذي صاغ هذه البلاد بحسرة ويبكي على الوطن الضائع ويحذر المسلمون في شتّى البقاع.

هذه القصيدة تصف صرخة حزينة وجزع صاحبها اللهيف في تصوير عواطفة الحزينة وأيضاً تظهر ثقافة الشاعر التاريخية فيستعين بأحداث الزمن وفواجع الدهر وتقلب الأيام وقد اشتهرت هذه القصيدة واصبحت تتداول بين الناس وتُظهر في هذه القصيدة قوة التأثير والتأثر على سقوط الأندلس، قائلاً في رثاء الأندلس:

لكلّ شيءٍ – إذا مَــا تَمَّ- نقْصَان
فلاَ يُغرَّ بِطــيبِ العَيْـشِ إنْسـانُ

هِيَ الأُمورُ – كما شَاهدتَهَا – دُوَلٌ
مَنْ سَرُّه زَمَــنٌ ســاءَتْه أزمـانُ

وَهذِه الدّارُ لا تُبْقــي على أحَدٍ
وّلا يــدومُ عَلىَ حـالٍ لها شَـانُ

أيْنَ الملـوك ذوو التّيجانِ من يَمَنٍ
وَأيْنَ منــهم أكاليلٌ وتيـجـانُ؟

وأيْن ما شَادَهُ شـــدّادُ في إرَمٍ
وأيْنَ مَا سَاسَهُ في الفُرسِِ سَاسَـانُ؟

أتى عَلىَ الكــلِّ أمر لاَ مَرَدَّ لَهُ
حتّى قضوْا فكــأنّ القَوْمَ مَا كَانوا

وَصَار مَا كانَ مِن مُلْكٍ ومن مَلِكٍ
كَما حَكَى عن خيَالِ الطّيفِ وَسْنَانُ

دَهَى الجزيرةَ أمرٌ لا عـــزاءَ له
هَوَى لَهُ أُحُدٌ وانــــهدّ ثَهْلاَنُ

أَعِنْدكم نبأٌ عَـــنْ أهلِ أندلسٍ
فقد مَضى بحديــث القومِ رُكْبَانُ؟

تبْكي الحنيفيّةُ البيضاءُ مـن أسفٍ
كما بكى لِفراقِ الإلْـــفِ هيْمانُ

عَلى دِيارٍ من الإســلام خاليةٍ
قدْ أَقفرتْ ولها بالكـــفرِ عُمرانُ

حيث المساجدُ قد صَارَتْ كنائسَ ما
فيهنّ إلاّ نـواقـيـسٌ وَصُلْــبَانُ

حتى المْحارِيبُ تَبْكي وهي جَامدةٌ
حتى المنابر تـرْثي وهـي عـيـدانُ

كم يسْتغثُ بها المسـتضْعفُون وهُم
قَتْلىَ وأسْــــرىَ فما يهتز إنْسَانُ

ماذَا التقاطعُ في الإسْــلاَمِ بَيْنَكُمُ
وأنْتُـمُ يا عبـــــَادَ الله إخْوانُ!

لمثلِ هذا يذوبُ القلـبُ من كَمدٍ
إنْ كانَ في القَلْـبِ إســلامٌ وإيمانُ


شارك المقالة: