في الأساطير اليونانية القديمة اكتسبت المدينة اسمها من أرجوس (Argos) والمعروف أيضًا باسم (Argus)، ابن زيوس ونيوبي الذي حكم كملك المدينة وكان مشهورًا بكونه مغطى بالعيون أو يرى كل شيء، فكانت أرجوس تشتهر بخيولها وكانت إحدى أساطير أرجوس ما دار وجرى بين زيوس وآيو التي حولتها هيرا لبقرة، وكذلك أسطورة وقصة داناوس وبناته الخمسين اللاتي رفضن الزواج، ومن أساطير أرجوس هي أسطورة قاتل ميدوسا الشهير فرساوس، الذي طار على ظهر الحصان المجنح بيغاسوس في هزيمته لحش البحر، وكان فيدون ملك أرجوس في القرن السابع قبل الميلاد واكتسب شهرة لخبرته الحربية.
أساطير مدينة أرجوس
ربما تكون أساطير أرجوس وهي مدينة تقع في شمال شرق بيلوبونيز وهي الأهم في كل الأسطورة اليونانية، وفي هذه الأساطير نجد قصص الأبطال المشهورين فرساوس وبيلليروفون وهرقل، وكذلك أصل أرجايف لأساطير طيبة وجزيرة كريت وميسينا، وتبدأ القصة بإله النهر إيناتشوس الذي ينحدر منه كل شعب أرجوس، وابنه الفرونيوس هو الرجل الأول في المنطقة ألا وهو آدم، وجمع الناس معًا بعد فيضان كبير وعلمهم العيش في المدن وكان الملك الأول واكتشف استخدام النار واخترع المحاكم.
كان لدى الأسطورة اليونانية المبكرة العديد من الآداميين حيث كان لمعظم المناطق الرجل الأول الخاص بها، ونظرًا لأنّ الأساطير تميل إلى الاندماج في نسخة شاملة فإنّ أحد هؤلاء الرجال الأوائل (ديوكاليون ابن بروميثيوس) كان له الأسبقية بينما تلاشى الآخرون في الغموض، ولم تكن الأسطورة اليونانية بشكل عام مهتمة بشكل مفرط بتحديد الإنسان الأصلي.
زيوس وآيو
بعد أربعة أجيال كان إيناشوس آخر ملك لأرجوس وكانت ابنته آيو كاهنة هيرا، وظهر لها زيوس في الأحلام وطلب منها أن تأتي إلى مرج ليرنا القريبة وتصبح عشيقته، وقامت هيرا زوجة زيوس الغيورة بتغيير آيو إلى نصف بقرة ونصف امرأة وأرسلت حشرة لاذعة تسمى أويستروس لمطاردتها من أرجوس، وفي تجوالها سبحت آيو في البحر غرب اليونان (وهذا هو سبب تسميته بالبحر الأيوني) وسبحت أيضًا عبر الممر المائي الذي يفصل بين أوروبا وآسيا (ولهذا يطلق عليه اسم مضيق البوسفور وهو ما يعني معبر البقر).
في النهاية وصلت آيو إلى مصر حيث تنفسها زيوس ولمسها حيث استعادت شكلها البشري وأصبحت حاملاً بابنها إيبافوس (الذي يعني اسمه تاتش)، وتزوجت آيو من ملك مصر وتزوج إيبافوس من ممفيس ابنة إله النهر النيل، وكانت ابنتهما ليبيا على علاقة مع بوسيدون وأنجبت التوأم أجينور وبيلوس، وتعتبر ولادة التوائم حدثًا متكررًا وهامًا في أسطورة آرجايف، ودائمًا ما يتشاجرون ثم يبقى أحدهم ملكًا بينما يغادر الآخر لبدء مملكة جديدة في مكان آخر، وفي حالة بيلوس وأجينور أقام بيلوس وحكم مصر وذهب أجينور إلى فينيقيا.
في هذه المرحلة تم اشتقاق أساطير كريت وطيبة من قصة آرجايف، وحمل زيوس ابنة أجينور أوروبا إلى جزيرة كريت وكان ابنهما هو الملك الشهير مينوس، وعندما أرسل أجينور أبنائه للبحث عن أختهم المفقودة ووصل أحدهم كادموس في النهاية إلى اليونان وبدأ مدينة طيبة.
داناوس وبناته
في هذه الأثناء كان لبيلوس ولدان توأمان إيجيبتوس وداناوس، وكان لداناوس خمسون فتاة وكان لإيجيبتوس خمسون ابنًا الذي أمرهم والدهم بالزواج من أبناء عمومتهم الخمسين، وبناءً على طلب دانوس رفضت بناته (الدنايدات) الزواج، ثم اخترع والدهم السفن الكبيرة حتى يتمكن هو وبناته من الإبحار عائدين إلى أرجوس موطن أجدادهم، وتمت ملاحقتهم من قبل أبناء عمومتهم برفقة جيش مصري وفي النهاية (ربما بسبب الحرب) أجبروا على الزواج.
في ليلة الزفاف أعطى داناوس خنجرًا لكل من بناته وأمرهن بقتل أزواجهن الجدد أثناء نومهم، وأطعت جميع الفتيات والدهن باستثناء واحدة هيبرميسترا التي وقعت في حب زوجها الجديد لينكيوس وأنقذت حياته، ثم أجرى داناوس سباقا للحصول على أزواج لبناته الأخريات، وكان هناك عدد قليل جدًا من المتسابقين (لأسباب مفهومة) لذلك كان عليه ترتيب سباق ثان للزواج منهم جميعًا، وبيلوس هو الاسم اليوناني لبعل إله الخصوبة الكنعاني الذي ظهر في العهد القديم.
ذبح ميدوسا
بتجهيز فرساوس بكل القطع الضرورية قام فرساوس بربط الحقيبة (kibisis) حوله ووضع الصنادل على كاحليه ووضع الغطاء على رأسه، وكان يرتديها ورأى من يرضى عنه ولكن لم يره الآخرون، وبعد أن تلقى أيضًا من هيرميس منجلًا صلبًا طار إلى المحيط وألقى آل جورجون نائمين، ومشيرًا على أطراف أصابعه والذي اقترب من ميدوسا -الوحيد من بين الثلاثة الذين كانوا مميتًا- بينما كان يحدق بعناية في انعكاس الوحش في درع أثينا البرونزي.
بتوجيه من الإلهة رفع فرساوس المنجل وضرب رأس ميدوسا بعنف، ولدهشته المطلقة ظهر جندي ذو سيف ذهبي وحصان مجنح من رقبتها حيث كان طفلا ميدوسا اللذان لم يولدا بعد وقد حملت خلال اتحادها مع إله البحر بوسيدون في وقت كانت فيه لا تزال جميلة مميتة، ومدركًا تمامًا أن رأس ميدوسا كان لا يزال قوياً سرعان ما دفعه فرساوس في حقيبته السحرية وباستخدام قوة صندل مجنح تمكن من الهروب من جورجونز ذي الأجنحة الذهبية الذين عادوا بسخط إلى مخبأهم حدادًا على أختهم، ولمحاكاة صوت هذا الرثاء ابتكرت أثينا موسيقى الأنبوب المزدوج أولوس.