من أنواع الظلم في القرآن

اقرأ في هذا المقال



من أنواع الظلم في القرآن :

لو يعلم الظالم ما هي عواقب الظلم من النَكال والوبال، لعِلم أنّه يظلم (نفسه) قبل أن يقوم بظلم غيره!

قال تعالى: ﴿وَسَكَنتُمۡ فِی مَسَـٰكِنِ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡ وَتَبَیَّنَ لَكُمۡ كَیۡفَ فَعَلۡنَا بِهِمۡ وَضَرَبۡنَا لَكُمُ ٱلۡأَمۡثَالَ﴾ صدق الله العظيم[إبراهيم ٤٥]، وقال تعالى: ﴿فَتِلۡكَ بُیُوتُهُمۡ خَاوِیَةَۢ بِمَا ظَلَمُوۤا۟ۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَةࣰ لِّقَوۡمࣲ یَعۡلَمُونَ﴾ [النمل ٥٢] وقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: “إنّ الله ليملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته. ثم قرأ: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) [هود:102]” متفق عليه، إلى غيرِ ذلك من الآيات والنصوص.

وأعظم الظلم: الشرك بالله تعالى، نعوذ بالله من ذلك، ومن العَجَب أن نصوم يوم عاشوراء في كل عام، ويوم عرفة، والأيام البيض، وننسى عقوبة وشؤم الظلم ، وربما تجد الرجل ملتزم للعبادة وهو مُقيم على الظلم!.

وهل ننسى ما نزل بفرعونَ من البوار والدمار بسبب عاقبة الظلم وتبعاته  قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَظۡلِمُ ٱلنَّاسَ شَیۡـࣰٔا وَلَـٰكِنَّ ٱلنَّاسَ أَنفُسَهُمۡ یَظۡلِمُونَ﴾ صدق الله العظيم [يونس ٤٤].

وخير ما يورِّثه الوالد لولده سيرةُ العدل، والأمر به قال تعالى:  ﴿وَلۡیَخۡشَ ٱلَّذِینَ لَوۡ تَرَكُوا۟ مِنۡ خَلۡفِهِمۡ ذُرِّیَّةࣰ ضِعَـٰفًا خَافُوا۟ عَلَیۡهِمۡ فَلۡیَتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَلۡیَقُولُوا۟ قَوۡلࣰا سَدِیدًا﴾ [النساء ٩] ومن ظلم الوالد لولده ترك تربيته وترك تأديبه، لذلك يقول الإمام ابن القيم : “ فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى، فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنّما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوها صغارًا، فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارًا ” تحفة المودود.

وللأب الصالح حفظٌ ورعاية تلحقُ ذريته على ضعفهم، وتحفظ حقوقهم من بعده، قال تعالى: ﴿وَأَمَّا ٱلۡجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَـٰمَیۡنِ یَتِیمَیۡنِ فِی ٱلۡمَدِینَةِ وَكَانَ تَحۡتَهُۥ كَنزࣱ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَـٰلِحࣰا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن یَبۡلُغَاۤ أَشُدَّهُمَا وَیَسۡتَخۡرِجَا كَنزَهُمَا رَحۡمَةࣰ مِّن رَّبِّكَۚ وَمَا فَعَلۡتُهُۥ عَنۡ أَمۡرِیۚ ذَ ٰ⁠لِكَ تَأۡوِیلُ مَا لَمۡ تَسۡطِع عَّلَیۡهِ صَبۡرࣰا﴾ صدق الله العظيم [الكهف ٨٢] قال صاحب كتاب فتح البيان عند قوله تعالى: (وكان أبوهما صالحاً) فكان صلاحه مقتضياً لرعاية ولديه وحفظ مالهما، فظاهر اللفظ أنّه أبوهما حقيقة، وقيل:  هو الأب السابع من عند الدافن له. قاله جعفر بن محمد.


شارك المقالة: