الآية
﴿یَـٰبُنَیَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَاۤ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَ ٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ﴾ [لقمان ١٧]
في هذد الآيات التي تفيض حكمة ونوراُ التي خرجت من الولي الصالح لقمان الحكيم، والتي نجدها تشع نوراً.
فقد اختلفت عبارات العلماء في تعريفهم للحكمة، فقيل العلم، والعمل به، ولا يسمَّى الرجل حكيماً حتى يجمعها.
وقيل: المعرفة والإصابة في الأمور.
وقيل: هبة من الله تُقذف في القلب فيتنور كما يتنور البصر فيدرك الأشياء على حقيقتها .
والخلاصة أنَّه الحكمة من المواهب لا من المكاسب، كما قال تعالى ﴿یُؤۡتِی ٱلۡحِكۡمَةَ مَن یَشَاۤءُۚ وَمَن یُؤۡتَ ٱلۡحِكۡمَةَ فَقَدۡ أُوتِیَ خَیۡرࣰا كَثِیرࣰاۗ وَمَا یَذَّكَّرُ إِلَّاۤ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ﴾ [البقرة ٢٦٩]
الخلاصة والحكمة
أمر لقمان الحكيم ابنه بالمحافظة على الصلاة التي هي من أكمل العبادات تكميلاً للنفس من حيث العمل، بعد تكميلها من حيث العلم، والمحافظة عليها بإدامتها: وعلامة إقامتها بأن تنهاه عن الفحشاء والمنكر، فمن كان منتهياً فهو في الصلاة حقيقة، وإلّا فصوره فهي أكبر دواء، وأرجى علاج لإصلاح النفس، التي هي مأوى كل شر ومعدن الهوى، كما قال تعالى (قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا (٩) وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا) وقال تعالى ﴿وَأَمَّا مَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفۡسَ عَنِ ٱلۡهَوَىٰ﴾ [النازعات ٤٠].