قيل المثل الإنجليزي (A young man idle an old man needy)، من ضمن الأمثال الإنجليزية المشهورة، وتناولته المجتمعات الأوروبية بكثرة في حياتهم العملية، ثم بعد ذلك ترجم إلى اللغة العربية، وأخذت به أغلب المجتمعات العربية، وقد فسر الحكماء معناه بأنه السبب الرئيسي في الحاجة والفقر هو البطالة والتكاسل.
قصة مثل “من تكاسل في الصغر عانى الفقر في الكبر”:
يدعى قديماً في المجتمع الإنجليزي أنه كان هناك فتى يعمل راعي أغنام، لكنه يتصف بالكسل الشديد، فقد كانت أمنيته أن يتزوج فتاة ترعى بدلاً من الأغنام؛ وذلك من أجل أن لا يضيع شبابه في رعي الأغنام ويبقى راقد في فراشه، وفي أحد الأيام تقدم الفتى لخطبة فتاة جميلة، لكنها تتصف بالكسل الشديد مثله، حيث كانت من فتيات الحي نفسه، فتم الزواج وأصبح الفتى دائم النوم في فراشه.
وبينما كانت تخرج الفتاة من حين إلى آخر؛ من أجل الترفيه عن نفسها وليس من أجل رعاية الأغنام، اقترح الفتى ذات مرة أن يخرجوا سوياً مع زوجته لتغيير الروتين اليومي الذي يعيشانه، وذلك كان من أجل أن يحس الفتى بعد الرجوع إلى المنزل بالمتعة عند الرجوع للنوم مجدداً.
قامت الزوجة بالاقتراح على زوجها أن يقومان ببيع جميع الأغنام، ويقومان بعدها بشراء مجموعة من النحل كجارهم، لمعت الفكرة في ذهن الزوج ووافق وقال: إنها لفكرة صائبة، لأن النحل لا يحتاج أن أخرج به، فهو يخرج لوحده ويتغذى من الريحان وينتج العسل بنفسه، ولا يترتب علينا أي مجهود سوى جمع العسل فقط، بالإضافة إلى أن العسل سهل التخزين، ولا يفسد بسرعة كما هي الألبان.
فقام الزوج حينها بتبديل الأغنام جميعها بخلية نحل من جارهم، حيث أبدلهم بخلية النحل بطيب خاطر منه، ثم قام الزوجان بعدها بالربط على جرة العسل التي تكون مرتبطة بالخلية، بواسطة عصا وحبل بحيث يتمكنوا من تحريك الحبل بواسطة العصا، فيحصلان على العسل الصافي دون أن يجهدا أنفسهم.
وبقيا على هذا الحال حتى سار بهم العمر، وأصبحت الحركة بالنسبة إليهم متعبةٌ، فأخذت الزوجة بالتفكير في إنجاب طفل يعمل بدلاً منهم، وافق الزوج، وحينها تسائلت الزوجة قائلةً: ماذا لو لم يقوم الولد بطاعتنا؟ رد الزوج: سأقوم بطرقه على رأسه بهذه العصا، وبينما هو يحرك يده، طرقت العصا الجرة التي يوجد فيها العسل، ثم سقطت الجرة أرضاً وتهمشت، فلم يكون أمام الزوجين الكسولين حلاً سوا طلب الطعام والمساعدة ممن هم حولهم، فقد أصيبوا بالفقر بعد أن فقدوا كلاً من النحل والأغنام، فمضى بهم العمر ولم يبقى لديهم القدرة على العمل، وبدأت صحتهم تتراجع كل يوم من سيء إلى أسوا.