الطمع هو صفة مُشينة وتُعد من أسوأ الصفات التي يمكن أن يتصف الشخص بها، فهي عبارة عن إحدى الطرق الملتوية التي يستخدمها الأشخاص من أجل الحصول على الكسب غير المشروع، إذ أنه يغلب على الشخص حيازة الأشياء وحب المال التي تكون ليست من ضمن حقه، فيبدأ بالتصرف بالأموال بطريقة فاحشة، وكما يحرص على الحصول بأكثر مما يستحق، ولا يقتصر الطمع على الأشياء المادية فقط، وإنما يتطرق إلى الأشياء المعنوية أيضاً، فهو من الصفات غير المحمودة، وكما يولد انطباع سلبي عن صاحبه.
مضمون مثل “من طمع في كل شيء خسر كل شيء”:
يصنف المثل الإنجليزي القائل (All covet all lose)، أنه من أشهر الأمثال المتداولة في المجتمع الأوروبي والعربي كذلك، وذلك لأنه يتناول موضوع صفة موجودة في معظم الجنس البشري، ولا يقتصر على جنس الذكور فقط، فإن هذه الصفة موجودة أيضاً بكثرة في مجتمع النساء.
فُسر الحكماء الأوروبيين والعرب المقصود بهذا المثل، وهو أنه يجب على الشخص أن يركز في تفكيره على هدف محدود يخصه بنفسه، ولا يسير فيه الطمع إلى تحقيق أهداف كثيرة، ففي النهاية لا يتمكن من تحقيق أياً منها، وكما تناول موضوع تركيز بعض الأشخاص، على ما يمتلك غيرهم دون التوجه إلى التفكير بأنفسهم، والتفكير في عمل شيء ينفعهم فيما بعد في هذه الحياة، مما يجعل حياتهم تنقضي دون القيام بأي عمل من أجل أنفسهم، فيضفي على حياتهم مراقبة ما يملكه وما يفعله الآخرين فقط.
ظهرت هناك في التراث العربي العديد من الأمثلة المرادفة في المعنى، والشبية للمثل الإنجليزي في التطرق إلى ذكر الصفات الشخصية التي توجد في بعض الأشخاص، ومن هذه الأمثلة المثل القائل (الطمع يقل ما جمع)، فالطمع من أسوأ الصفات التي توجد في معظم الأشخاص، فكل إنسان طماع تكون نهايته شنيعة، ومن تلك الأمثال التي رادفت المثل الإنجليزي أيضاً (الطمع ضر ما نفع).
وكما ورد مرادف للمثل من الأحاديث النبوية، وهو قول الرسول الكريم عند وصيته لأحد الرجال: (عليك بالإياس مما في أيدي الناس، وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر، وصل صلاتك وأنت مودع، وإياك وما تعتذر منه)، فقد حذر الرسول الكريم في الحديث من الطمع فقال عنه أنه فقر الحاضر، فالطمع صفة مذمومة، فالمرء الطماع نفسه لا تشبع.